عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2013, 02:36 AM   #2
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (04:31 PM)
 المشاركات : 11,667 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



ودلل بهذا الرجز على الأهداف العظيمة، والمثل الكريمة التي يناضل من أجلها فهو إنّما يناضل دفاعاً عن الإسلام، ودفاعاً عن إمام المسلمين وسيّد شباب أهل الجنّة.
ولم يبعد العباس قليلاً حتى كمن له من وراء نخلة رجس من أرجاس البشرية وهو الحكيم بن الطفيل الطائي فضربه على يساره فبراها، وحمل القربة بأسنانه - حسبما تقول بعض المصادر - وجعل يركض ليوصل الماء إلى عطاشى أهل البيت(عليهم السلام) وهو غير حافل بما كان يعانيه من نزف الدماء وألم الجراح، وشدّة العطش، وكان ذلك حقّاً هو منتهى ما وصلت إليه الإنسانية من الشرف والوفاء والرحمة… وبينما هو يركض وهو بتلك الحالة إذ أصاب القربة سهم غادر فأريق ماؤها، ووقف البطل حزيناً، فقد كان إراقة الماء عنده أشدّ عليه من قطع يديه، وشدّ عليه رجس فعلاه بعمود من حديد على رأسه الشريف ففلق هامته، وهوى إلى الأرض، وهو يؤدّي تحيّته، ووداعه الأخير إلى أخيه قائلاً:
(عليك منّي السلام أبا عبد الله...).
وحمل الأثير محنته إلى أخيه فمزّقت قلبه، ومزّقت أحشاءه، وانطلق نحو نهر العلقمي حيث هوى إلى جنبه أبو الفضل، واقتحم جيوش الأعداء، فوقف على جثمان أخيه فألقى بنفسه عليه، وجعل يضمخه بدموع عينيه، وهو يلفظ شظايا قلبه الذي مزّقته الكوارث قائلاً:

(الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي...).
يقله خوي أنكسر ظهري ولقدر آقوم
خوي صرت مركز الكل الهموم
خوي هسا شمت بي العدو والقوم وانا وحيد وما لي معين ....

يقول حميد بن مسلم رايت الحسين أقبل وانحنى على العباس وبكى ولكن فجأة اختفى الحسين فلم اراه نظرت قليلا واذا بي أرى الحسين متمدد مع اخيه العباس وهو يشهق من البكاء اي واويلاه.
.................................................. .......

الناعي يصور هالحالة يقول /
بجى بجى احسين من خاطره إعلى فرقاه
حط إيده إعلى خاصرته وتلوى
يا عباس ظهري انكسر توه
انكسر توه يا عباس يا طيب الخوّه
.................................
خوي يا عباس أنا احسين يمك
والله امتزج دمعي بفيض دمك
خويا يا خويا
سكينة تسلي الطفل باسمك
تقله ساعة ويجيب الماي عمك
......................................
يقلة يا خوي وين بتارك طرحته
يقله يا خوي قطعوا جفوفي وتركته
والله لو جان جفس سالم يا ابو علي هالبيرق نشرته
......................................
يقله يا خوي احسين يا احسين سلم لي اعلى الحزينة
وقلها وقع راعي العلم لا ترتجينه
قطعوا جفوفه العدا وصوبوا بالسهم عينه
............................................

وجعل إمام الهدى يطيل النظر إلى جثمان أخيه، وقد انهارت قواه، وانهدّ ركنه وتبددت جميع آماله، وودّ أن الموت قد وافاه قبله، وقد وصف السيّد جعفر الحلّي حالته بقوله:

فمـــشى لمـصرعه الحسين وطرفه بين الخــــيام وبــــينه متـــــقـــسم
ألـــــفاه محجــــوب الجـــــمال كأنّه بدر بمنـــــحطم الــــوشــــيج مـلثم
فأكــــب منــــحنياً عـــــــليه ودمعه صــــبغ البــــسيط كــأنّما هو عندم
قــــد رام يلـــــثمه فـــلم ير موضعاً لــــم يــــدمه عــــضّ السلاح فيلثم
نــــادى وقــــد مـلأ البوادي صيحة صم الصـــخور لهــــولها تتـــــــألّم
أأخــــي يــــهنيك النــــعيم ولم أخل ترضـــى بــــأن أرزى وأنــت منعم
أأخــــي مـــن يحــــمي بنات محمد إذ صــــرن يـسترحمن من لا يرحم
مــــا خـلت بعدك أن تشلّ سواعدي وتكف بـــاصرتي وظـــهري يقصم
لســــواك يــــلطم بـــالأكف وهـــذه بيــــض الــضبا لك في جبيني تلطم
ما بين مصرعك الفظيع ومصرعي إلا كــــما أدعـــــوك قــــبل وتـــنعم
هـــذا حســــامك مـــن يذلّ به العدا ولــــواك هــــذا مــــن بــــه يــتقدم
هـــونت يـا ابن أبي مصارع فتيتي والجــــرح يســـــكنه الـذي هو آلم

.................................................. .........................................
ثم ناداه الحسين اخي عباس فلم يجبه صاح الحسين عبااااااس فلم يجبه
ثم حركه واذا به ميت رحم الله من نادا واعبااااااس واسيداااااه


واتجه صوب المخيّم، وهو يكفكف دموعه، فاستقبلته سكينة قائلة:
(أين عمّي أبو الفضل،..).
فغرق بالبكاء، وأخبرها بنبرات متقطّعة من شدّة البكاء بشهادته، وذعرت سكينة، وعلا صراخها، وفي بعض الروايات ان الحسين عندما اقبل الى الخيام تلقته زينب ورأته محدب الظهر باكي العين فعلمت ان العباس قتل ثم صاحت(وا أخاه، واعبّاساه، واضيعتنا بعدك...).

تقله وحدك وحدك عليمن ونتك يا حسين وحدك
يا بعد اختك احسين اجيت وحدك
اخوك ابيا كتر عفته رمية

يجاوبها الحسين :
يقلها يا زينب يا وديعة اخيج مقطع يم الشريعة مصوبة عينه ومقطوعة جفينه
..............................................
لقد ضجّت البقعة من كثرة الصراخ والبكاء، وأخذت عقائل النبوة يلطمن الوجوه وقد أيقن بالضياع بعده، وشاركهنّ الثاكل الحزين أبو الشهداء في محنتهنّ ومصابهنّ، وقد علا صوته قائلاً:
(واضيعتنا بعدك يا أبا الفضل…).
لقد شعر أبو عبد الله (عليه السلام) بالضيعة والغربة بعد فقده لأخيه الذي ليس مثله أخ في برّه ووفائه ومواساته، فكانت فاجعته به من أقسى ما مُني به من المصائب والكوارث.
وداعاً يا قمر بني هاشم.
وداعاً يا فجر كل ليل.
وداعاً يا رمز المواساة والوفاء.
سلام عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيّاً.

عظم الله لكم الأجر بقمر العشيرة ابا الفضل العباس


 

رد مع اقتباس