عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #9
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (01:21 AM)
 المشاركات : 11,663 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ ، مُجْرِي الْفُلْكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ ، فالِقِ الإِصْباحِ ، دَيّانِ الدّينِ ، رَبِّ الْعَالَمينَ..)..

أن هذه الفقرات من الفقرات التي تعطينا استراتيجية واضحة ومحفزة في تعاملنا مع رب العالمين.. الإنسان عندما يدعو ، فهو يدعو من ؟.. وعندما يصلي ، فيصلي أمام من ؟.. رب العالمين هو مالك الملك ، هو ذلك الذي كل الوجود بين يدي قدرته ، فعّال لما يشاء ، خالق الذرة إلى المجرة.. من المناسب أن نعيش حالة الإحساس بأن الله عزوجل الذي نخاطبه في صلواتنا ، والذي نطوف حول بيته في حجنا أو في عمرتنا ، والذي نقوم في أسحار شهر رمضان المبارك مناجين إياه ؛ هو ذلك الذي من بيده نواصي الخلق طراً ، مالك الملك..



فالذي يريد ملكاً فإن عليه أن يرتبط بمالك الملك.. ومن أجلى وأفضل صور الملكية ، هي ملكية القلوب.. فالمؤمن يتمنى من الله عزوجل ، أن يعطيه قدرة على اختراق القلوب ، وبالأخص القلوب المتعطشة للهدى الإلهي.. ولهذا نحن عندما نقرأ سير العلماء السابقين ، نلاحظ هناك تعبير جميل في حياة بعض العلماء ، وهو قولهم بأن (فلان رزق القبول).. أي أن الله عزوجل رزقه قدرة التأثير ، وجعل له مقبولية في نفوس الخلق ، بحيث هو عندما يتكلم فإن كلامه ينفذ في قلوب الآدميين.. وهذه من النعم الكبرى على عبده المؤمن ، أن تتجاوب معه القلوب ، كما كانت الجبال تتجاوب مع نبي من أنبياء الله عزوجل.



فإذن، إن النظر إلى تصرف رب العالمين وتدبيره لهذا الوجود ، هذا التدبير المذهل ، من موجبات تقوية العلاقة والتعرف على رب العالمين.. ومن المعلوم هذه الأيام أن الأساطيل تجوب البحار ، وعليها عشرات الطائرات ، وإذا بهذا الماء السيال يحمل هذا الوجود الثقيل ؛ نظراً لخاصية من خواص الماء وهي قانون الطفو ؛ ولكن من الذي جعل هذه الخاصية في البحار ؟.. إن رب العالمين هو الذي يسخر الرياح ، ويسخر هذه السحب التي تسوقها الرياح اللواقح من بلد إلى بلد.. ومن المعلوم أنه سخر هذه الرياح لنبي من أنبيائه وهو سليمان.



فالذي سخر الرياح ، وسخر الفلك ، وسخر البحار في أمور المعيشة ، هو الذي أيضاً يسخر القلوب لما فيه رضاه.. ومن هنا فالذي يشكو زوجاً غير صالح ، أو زوجة غير صالحة ، أو ذرية غير صالحة ، إذا أراد أن يتكلم وأن يتحدث معهم بما يؤثر في سير حركتهم في الحياة ، وأن يلين قلوبهم لذكر الله عزوجل ، من المناسب أن يتوسل إلى الله عزوجل ، ويقول : يا مقلب القلوب !.. يا مسخر الرياح !.. يا فالق الإصباح !.. أنت الذي حملت الفلك على البحار ، يسر لي سبيلاً وطريقاً إلى قلوب هؤلاء !..



وهنيئاً لإنسان رزق القبول في هذا المجال !.. فالمؤمن الذي وجد سبيلاً إلى ربه ، فإن رب العالمين يضفي عليه التأثير ، كما تشير بعض النصوص ، أنه قد يكون الرجل لا يتقن قولاً ، ولا يتصف بالبلاغة في الحديث ، ولكن قلبه يزهر كالمصباح : (تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو ، خطيبا مصقعاً ، ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم.. وتجد الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه ، ولقلبه يزهر كما يزهر المصباح).. أي يتكلم في النفوس وفي القلوب ، وإذا به يغير مجرى حياة أمة بكلمته..

وهذه الأيام نلاحظ بأن الإسلام المنتشر في بعض البلاد النائية ، هو من بركات مسلم تاجر ، ذهب إلى بلاد نائية ، وإذا به يفتح القلوب على ذكر الله وعلى الهدى الإلهي.. هنيئاً لمن رشحه الله لأن يكون من الدعاة إلى طاعته !..

اللهم اجعلنا من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك بحق محمد وآله !.


 

رد مع اقتباس