عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2013, 08:57 AM   #15
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (11:27 AM)
 المشاركات : 11,663 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها ، وَتَرْجُفُ الأَْرْضُ وَعُمّارُها ، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها..)

إن هذه من الفقرات التي تجعل الإنسان يعيش حالة كونية ، ويسيح في عالم الوجود ؛ عندما يتذكر هذا التنوع الهائل في مخلوقات هذا العالم.. ومن هنا من المناسب للإنسان بعد مشاهدة الأفلام الطبيعية ، أن يستحضر هذه المناظر الكبرى الهائلة المذهلة ، عند مناجاته وحديثه مع الرب ؛ ليلقن نفسه بأن الذي نستجديه في قنوتنا ، وبأن الذي نسجد له في صلواتنا ، هو صاحب البحار ومن يسبح في غمراتها..



ومن المعلوم أن الرعد بظاهره ما هو إلا حركة التقاء السحب ، وتفريغ الشحنات الكهربائية ، وهذا الصوت المرعب ، وهذا البرق الخاطف ، ولكن القرآن الكريم يقول : {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ}.. نحن البشر نسمع صوت الرعد ، كحركة من حركات الوجود ، كظاهرة طبيعية ، ولكن واقع الأمر هنالك تسبيح ، ونحن لا نفقه هذا التسبيح..



وهناك بحث بين العلماء حول تسبيح الكائنات :

فمنهم من يقول : بأن التسبيح هو تسبيح تكويني.. فالموجودات بلسان حالها بما لها من نظام دقيق ، تعكس كمال الموجد جل وعلا ، ونزاهته من كل عيب ونقص.

ومنهم من يقول : بأن التسبيح هو باعتبار الملائكة الموكلة بهذه الأمور.

وهنالك رأي يقول : بأن التسبيح هو تسبيح ذاتي ، بنحو من أنحاء التسبيح.. إذ كل موجود له نوع من الإدراك والعقل والشعور ، بحسبها.. ولهذا القرآن الكريم يقول : {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}..



على كل، الإنسان في تعامله مع الوجود ، عليه أن يستذكر هذه الحقيقة الكبرى.. فالوجود يسبح ، والحيتان والدلافين وأسماك البحار كلها تسبح ، فلماذا هو لا يكون من المسبحين ؟..

الإمام الصادق (ع) رأى إنساناً يغني على دابته ، فاستنكر عليه ذلك قائلاً : أما يستحي أحدكم أن يغنّي على دابته وهي تُسبّح ؟!.. فالوجود كله يسبح ، ومن القبيح أن يخالف الإنسان هذه الحركة الكونية ، ليكون عاصياً لربه !.



- (لْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا ، وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللّهُ..)..

إن الهداية نوعان :

الأولى : هداية عامة : وهي هداية الإسلام ، وهداية الإيمان..

والثانية : هداية خاصة.. وعلي (ع) يشير إلى هذه الهداية حيث يقول : (... وما بَرِحَ لله - عَزّت آلاؤه - في البُرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات ، عبادٌ ناجاهم في فكرهم ، وكلّمهم في ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظةٍ في الأسماع والأبصار والأفئدة ..).. وهنيئاً لمن كلمه الله عزوجل في ذات عقله !.. فإن باب الوحي منقطع ، ولكن باب الإلهام مفتوح لخاصة أوليائه.. نسأل الله عزوجل أن يخصنا بهدايته ، وأن يلهمنا سبيله ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين !.


 

رد مع اقتباس