معجبوامنتدى محبي أهل البيت على الفيسبوك
صفحتنا على الفيس بوك
عدد مرات النقر : 3,140
عدد  مرات الظهور : 74,588,418صفحتنا على الانستغرام
عدد مرات النقر : 4,856
عدد  مرات الظهور : 74,588,400صفحتنا على تويتر
عدد مرات النقر : 2,826
عدد  مرات الظهور : 74,588,399قناتنا على اليوتيوب
عدد مرات النقر : 2,846
عدد  مرات الظهور : 73,455,850

عدد مرات النقر : 896
عدد  مرات الظهور : 26,235,078



إضافة رد
#1  
قديم 03-12-2024, 05:34 AM
نور الحسني.
مراقبة عامة
نور الحسني غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Sienna
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل : Sep 2022
 فترة الأقامة : 602 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (09:24 AM)
 المشاركات : 523 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : نور الحسني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي



أللهم إني أعوذ بك من شر الدنيا وشر أهلها وشر ما فيها، ولا تجعل الدنيا علي سجنا، ولا تجعل فراقها لي حزنا، أَجِرْني من فتنتها، واجعل عملي فيها مقبولا، وسعيي فيها مشكورا، حتى أصل بذلك الى دار الحيوان ومساكن الأخيار. أللهم وإني أعوذ بك من أزلها وزلزالها وسطوات سلطانها ومن شر شياطينها وبغْي من بغى عليَّ فيها، فصل على محمد وآله واعصمني بالسكينة، وألبسني درعك الحصينة، وأجِنَّني في سترك الواقي وأصلح لي حالي، وبارك لي في أهلي وولدي ومالي. أللهم صل على محمد وآله وطهر قلبي وجسدي، وزكِّ عملي، واقبل سعيي، واجعل ما عندك خيراً لي، سيدي أنا من حُبِّك جائع لا أشبع، أنا من حبك ظمآن لا أَروى، واشوقاه إلى من يراني ولا أراه. يا حبيب من تحبب إليه، يا قرة عين من لاذ به وانقطع إليه، قد ترى وحدتي من الآدميين ووحشتي، فصل على محمد وآله واغفر لي وآنس وحشتي وارحم وحدتي وغربتي. أللهم إنك عالم بحوائجي غير معلَّم، واسعٌ لها غير متكلِّف، فصل على محمد وآله وافعل بي ما انت أعلم به مني من أمر دنياي وآخرتي. أللهم عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى وأهل المغفرة. أللهم إن عفوك عن ذنبي وتجاوزك عن خطيئتي، وصفحك عن ظلمي، وسترك على قبيح عملي، وحلمك عن كبير جرمي، عند ما كان من خطاي وعمدي، أطمعني في أن اسألك ما لا أستوجبه منك، الذي رزقتني من رحمتك، فلم أر مولى كريما أصبر على عبدٍ لئيم منك عليَّ يا رب، إنك تدعوني فأولي عنك، وتتحبب إليَّ فأَتبغض إليك، وتتود إلي فلا أقبل منك، وكأن لي التطول عليك، ولم يمنعك ذلك من الرحمة لي والإحسان الي والتفضل علي بجودك وكرمك، فصل على محمد وآله وارحم عبدك الجاهل، وعد عليه بفضل إحسانك، إنك جواد كريم، أي جواد أي كريم.

ثـم تـقـول: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله بسم الله، باسم عالم الغيب، باسم من ليس في وحدانيته شك ولا ريب، باسم من لا فوت عليه ولا رغبة إلا إليه، باسم المعلوم غير المحدود والمعروف غير الموصوف، باسم من أمات وأحيا، بسم من له الآخرة والأولى، باسم العزيزالأعز، باسم الجليل الأجل. باسم المحمود غير المحدود المستحق له على السراء والضراء، باسم المذكور في الشدة والرخاء، باسم المهيمن الجبار، باسم الحنّان المنان، باسم العزيز من غير تعزز والقدير من غير تقدر، باسم من لم يزل ولا يزول، باسم الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم.

ثـم تقــول: أللهم صل على محمد وآله وأصلحني قبل الموت، وارحمني عند الموت، واغفر لي بعد الموت، أللهم صل على محمد وآله واحطط عنا أوزارنا بالرحمة، وارجع بمسيئنا إلى التوبة. أللهم إن ذنوبي قد كثرت وجَلَّت عن الصفة، وإنها صغيرة في جنب عفوك، فصل على محمد وآله واعف عني، أللهم إن كنتَ ابتليتني فصبِّرني والعافية ( والعاقبة) أحب إلي. أللهم صل على محمد وآله وحَسِّنْ ظني بك وحَقِّقْه، وبّصِّرْ فعلي، وأعطني من عفوك بمقدار أملي ولا تجازني بسوء عملي فتهلكني، فإن كرمك يجل عن مجازاة من أذنب وقصَّر وعاند، وأتاك عائذاَ بفضلك، هارباً منك إليك، متنجزاَ ما وعدت من الصفح عمَّن أحسن بك ظنّا. أللهم صل على محمد وآله واغفر لي والجِلْدُ بارك( بارد) والنًّفَسٌ دائر، واللسان منطلق، والصحف منشرة، والأقلام جارية، والتوبة مقبولة، والتضرع مَرجوّ، قبل أن لا أقدر على استغفارك حين يفنى الأجل وينقطع العمل. أللهم صل على محمد وآله وتَوَلَّنا ولا تُولِنا غيرك، أستغفرك الله"م" استغفارا لا يقدر قدره ولا ينظر أمدَه إلا المستغفَر به، ولا يدري ما وراءه ولا وراء ما وراءه، والمراد به أحد سواه. أللهم إني أستغفرك لما وعدتك من نفسي ثم أخلفتك، وأستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك لكل خير أردت به وجهك ثم خالطني فيه ما ليس لك، وأستغفرك لكل نعمة أنعمت بها علي ثم قوِيتُ بها على معصيتك".

2- الدعاء الثاني:
عن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام قال: إذا حضر شهر رمضان فقل: أللهم قد حضر شهر رمضان، وقد افترضت علينا صيامه وأنزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، أللهم أعنا على صيامه، أللهم تقبله منا وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية إنك على كل شئ قدير يا أرحم الراحمين.

3- الدعاء الثالث:
وهو ماتتضمنه الرواية التي ورد فيها دعاء لكل يوم من أيام الشهر العظيم.
و سأذكرها بحوله تعالى موزعة على الأيام مع وقفة عند مضمون دعاء كل يوم.

* دعاء اليوم الأول
"أللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين وقيامي فيه قيام القائمين ونبّهني فيه عن نومة الغافلين وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين واعفُ عني يا عافياً عن المجرمين". وقفة مع مضمونه:ولدى التأمل في مضامين هذا الدعاء نجد أنه يقف بنا عند الفرق بين الظاهر والباطن، الشكل والمحتوى، وأن التفريق بينهما يكون باليقظة والخروج من الغفلة ولا يتحقق ذلك عادةً إلا إذا تخلّص الإنسان من تبعات الذنوب وخرج من حجابها وأسْرِها وهو ما يتوقف على عفوه عز وجل.
"أللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين"ما أكثر الذين يصومون إلا أن الصوم الحقيقي قليل، إلهي لا أريد أن أكون من الصائمين ظاهراً فقط، الذين ليس لهم من صومهم إلا الجوع والعطش، فاجعلني اللهم من الصائمين حقيقة، في الباطن والسريرة.

"واجعل قيامي فيه قيام القائمين" أريد أن تكون عبادتي لك يا إلهي عبادة حقيقية،وأنى للتراب ورب الأرباب، ما أنا وما عملي." ونبهني فيه من نومة الغافلين".
لا يمكنني أن أحصل على صوم الصائمين وقيام القائمين إلا إذا نبَّهتني يا إلهي عن نومة الغافلين ولا أستحق ذلك ما دامت معاصيّ تحيط بي. إلهي فاعفُ عني حتى أستحق إيقاظك لي فيصبح قيامي قيام القائمين، ويصبح صيامي صيام الصائمين، "وهَب لي جرمي فيه يا إله العالمين."واعفُ عني يا عافياً عن المجرمين"
ختام هو المدخل، فبالإعتراف تبدأ التوبة، وبمقدار مايكون تكون.

إلهي أنا مقر بذنبي، معترف بجرمي، أنا صاحب الدواهي العظمى! فاعفُ عني لتنبّهني من نومة الغافلين، لأصل إلى صيام الصائمين، وقيام القائمين، كما تحب وترضى.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: نم نوم المعتبرين، ولا تنم نومة الغافلين، فان المعتبرين من الأكياس، ينامون استراحة، ولا ينامون استبطاراً. وانْو بنومتك تخفيف مؤنتك على الملائكه، واعتزال النفس عن شهواتها، واختبر بها نفسك، وكن ذا معرفة بانك عاجز ضعيف، لا تقدر على شيء من حركاتك وسكونك، إلا بحكم الله وتقديره، وأن النوم أخ الموت، واستدل بها على الموت، الذي لا تجد السبيل إلى الإنتباه فيه، والرجوع إلى صلاح ما فات عنك، ومن نام عن فريضة أو سنة أو نافلة فاته بسببها شيء، فذلك نوم الغافلين، وسيرة الخاسرين، وصاحبه مغبون، ومن نام بعد فرغه من أداء الفرائض والسنن والواجبات من الحقوق، فذلك نوم محمود...

* أعمال كل ليلة
يلاحظ أن الأيام والليالي الأولى من كل شهر تحظى بوفرة في الأعمال نسبية، وطبيعي أن تكون حصة شهر الله تعالى من ذلك متميزة، وكأن المراد من كثرة الأعمال في البداية التأسيس لما يأتي، وتصحيح المسار، وتحديد الوجهة الصحيحة، بالإضافة إلى أن هذه البدايات مناخ للبذار، وخصوصاً شهر رمضان الذي يفهم من كونه " ربيع القرآن" أنه الموسم الأفضل لكل مفردات رياض التوحيد.

وتتوزع أعمال كل ليلة من هذا الشهر العظيم على ثلاث محطات:
1- الإفطار
2- مابعده قبل النوم، لمن لم يقو على الإحياء.
3- السحر.

وتشترك ليالي الشهر كلها في أكثر الأعمال مع خصوصيات قليلة لكل منها، وكثيرة لبعضها، كماهو الحال في ليالي القدر.
وفي ما يأتي استعراض أهم الأعمال العامة لكل ليلة من شهر رمضان المبارك.

* أولاً: الإفطار
وهو محطة شديدة الأهمية للصائم، ولا تمتد أهميتها لفترة زمنية طويلة، فهي حركة قلب، وإرهاف إحساس، ونبل مشاعر. تماماً كما هو حال من دخل إلى ضيافة عامرة وقد نصبت المائدة. كم يستغرق من الوقت أن ينشرعلى الضيوف بسمة، ويؤدي التحية بلباقة ولياقة، ويخص صاحب الضيافة برد التحية بأدب جم، وكلمات قلب مفعمة بالشكر، لما بدر منه في حقه من تكريم لاعلاقة له بالطعام، فهو لمَّا يتذوقه بعد. وكم هو الفارق بين هذا وبين من دخل إلى مثل هذه الضيافة، وكأنه لايرى إلا الطعام. إن الفارق الزمني لايذكر، ولكن الفارق القيمي والأخلاقي كبير، كبير.

للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، ندرك منها هذه الفرحة التي تلامس شغاف القلوب لدى المشاركة في الضيافة العامرة، بالأدب الجم، الذي قد يخدش بهاءه كلمة من هنا، أو إشارة من هناك.

فعلى ماذا نفطر؟ وكيف سنفطر؟
في الجواب على السؤال الأول: ورد ذكر الماء والتمر وغيرهما،ولكن الأهم من ذلك مابينه السيد ابن طاوس عليه الرحمة بقوله:" وكلما كان الذي يفطر عليه الإنسان أبعد من الشبهات، وأقرب إلى المراقبات كان أفضل أن يفطر به، ويجعله مطية ينهض بها في الطاعات، وكسوة لجسده يقف بها بين يدي سيده".

وفي الجواب على السؤال الثاني: ورد في آداب الإفطار استحباب أذكار مختصرة، وسورة القدر، ويمكن للصائم اختيار أحدها، كما ورد استحباب دعاء أطول من الأذكارة والسورة، والغالب الحث على الأول، إلا أن الحث على الثاني كبير جداً. وهما كما يلي:
1- عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من عبد يصوم ويقول عند إفطاره هذا الدعاء، إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وهو: ياعظيم ياعظيم ياعظيم، أنت الله الذي لاإله إلا أنت، اغفر لي الذنب العظيم، إنه لايغفر الذنب العظيم إلا أنت ياعظيم.

2- عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا أفطر قال: أللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبله منا، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وبقي الأجر.

3- كان أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد أن يفطر، قال: أللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم.

4- عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لكل صائم عند فطره دعوة مستجابة، فإذا كان في أول لقمة، فقل: بسم الله، ياواسع المغفرة، اغفر لي، فمن قالها عند إفطاره، غُفر له.

5- عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ "القدر" عند سحوره وعند إفطاره".." كان بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله.

6- وأما الدعاء المشار إليه، فقد قال فيه السيد ابن طاوس عليه الرحمة:" ومن الدعاء المختص بالإفطار في شهر الصيام، ما رويناه بأسنادنا إلى المفضل بن عمر رحمه الله قال: قال الصادق عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا الحسن هذا شهر رمضان قد أقبل، فاجعل دعاءك قبل فطورك، فإن جبرئيل عليه السلام جاءني فقال: يا محمد من دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان قبل أن يفطر، استجاب الله تعالى دعاءه، وقبل صومه وصلاته، واستجاب له عشر دعوات، وغفر له ذنبه، وفرج همه، ونفس كربته، وقضى حوائجه، وأنجح طلبته، ورفع عمله مع أعمال النبيين والصديقين، وجاء يوم القيامة ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر، فقلت: ما هو يا جبرئيل؟ فقال: قل: "أللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور، ورب الشفع الكبير، والنور العزيز، ورب التوراة والإنجيل والزبور، والفرقان العظيم. أنت إله من في السموات وإله من في الأرض لا إله فيهما غيرك، وأنت جبّار من في السموات وجبار من في الأرض لا جبار فيهما غيرك، أنت ملك من في السموات، وملك من في الأرض، لا ملك فيهما غيرك، أسألك باسمك الكبير، ونور وجهك المنير، وبملكك القديم. يا حيُّ يا قيوم، يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرق به كل شيء، وباسمك الذي أشرقت به السموات والأرض، وباسمك الذي صلح به الأولون، وبه يصلح الآخرون. يا حيّاً قبل كل حي، ويا حيا بعد كل حي، ويا حيُّ لا إله إلا أنت، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي، واجعل لي من أمري يسراً وفرجاً قريباً، وثبتني على دين محمد وآل محمد، وعلى هدى محمد وآل محمد، وعلى سنة محمد وآل محمد، وعليه وعليهم السلام. واجعل عملي في المرفوع المتقبل، وهب لي كما وهبت لأوليائك وأهل طاعتك، فإني مؤمن بك، ومتوكل عليك، منيبٌ إليك، مع مصيري إليك، وتجمع لي ولأهلي ولولدي الخير كله، وتصرف عني وعن ولدي وأهلي الشر كله. أنت الحنّان المنان بديع السموات والأرض، تعطي الخير من تشاء، وتصرفه عمن تشاء، فامنن علي برحمتك يا أرحم الراحمين ".

وقد أورد الشيخ الطوسي الدعاء المتقدم باختلاف خصوصاً في آخره، واختلاف في العدد، فقال رضوان الله عليه: "ويستحب لمن صام أن يدعو بهذه الدعاء قبل إفطاره، سبع مرات: أللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الواسع ورب العرش العظيم ورب البحر المسجور ورب الشفع والوتر، ورب التورية والإنجيل ورب الظلمات والنور ورب الظل والحرور ورب القرءان العظيم، أنت إله من في السموات وإله من في الأرض، لا إله فيهما غيرك، وأنت جبار من في السموات وجبار من في الأرض لا جبار فيهما غيرك، وأنت خالق من في السماء وخالق من في الأرض لا خالق فيهما غيرك، وأنت ملك من في السماء وملك من في الأرض لا ملك فيهما غيرك، أسألك باسمك الكبير ونور وجهك المنير وبملكك القديم إنك على كل شئ قدير، وباسمك الذي أشرق له نور حجبك، وباسمك الذي صلح به الأولون وبه يصلح الآخرون، يا حياً قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي ويا حي محيي الموتى، يا حي لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد واغفر لنا ذنوبنا واقض لنا حوائجنا واكفنا ما أهمنا من أمر الدنيا والآخرة، واجعل لنا من أمرنا يسراً وثبتنا على هدى رسولك محمد صلى الله عليه وآله،واجعل لنا من كل غم وهم وضيق فرجاًومخرجاً،واجعل دعاءنا عندك في المرفوع المتقبل المرحوم، وهب لنا ماوهبت لأهل طاعتك من خلقك فإنا مؤمنون بك منيبون إليك متوكلون عليك ومصيرنا إليك. أللهم اجمع لناالخير كله واصرف عنا الشر كله إنك أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض تعطي الخير من تشاءوتصرفه عمن تشاء. أللهم أعطنا منه وامنن علينا به يا أرحم الراحمين ياألله يارحمن يا رحيم يا ذا الجلال والإكرام يا ألله أنت الذي ليس كمثله شئ ياأجود من سئل يا أكرم من أعطى ياأرحم من استرحم، صل على محمد وآله وارحم ضعفي وقلة حيلتي إنك ثقتي ورجائي، وامنن علي بالجنة وعافني من النار برحمتك يا أرحم الراحمين، واجمع لنا خير الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين.

* تقديم الصلاة، أو الإفطار؟
قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة:" وروى زرارة وفضيل عن أبي جعفر( الإمام الباقر) عليه السلام: في رمضان تصلي ثم تفطر إلا أن تكون مع قوم ينتظرون الإفطار، فإن كنت معهم فلا تخالف عليهم وأفطر ثم صل وإلا فابدأ بالصلاة. قلت: ولم ذلك؟ ( أي ماهو السبب في تقديم الصلاة عندما لايكون الصائم مع قوم ينتظرون) قال: لأنه قد حضرك فرضان الإفطار والصلاة فابدأ بأفضلهما وأفضلهما الصلاة، ثم قال: تصلي وأنت صائم، فتكتب صلاتك تلك، فتختم بالصوم أحب إلي ".

* آداب الإفطار
قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة:" فصل فيما نذكره من كيفية خروج الصائم من صومه ودخوله في حكم الإفطار.إعلم أن للصائم معاملة كلف باستمرارها قبل صومه، ومع صومه، وبعد صومه، فهي مطلوبة منه قبل الإفطار، ومعه وبعده، في الليل والنهار، وهي طهارة قلبه مما يكرهه مولاه، واستعمال جوارحه فيما يقربه من رضاه، فهذا أمر مرادٌ من العبد مدة مقامه في دنياه. وأما المعاملة المختصة بزيادة شهر رمضان، فإن العبد إذا كان مع الله جل جلاله، يتصرف بأمره في الصوم والإفطار، في السر والإعلان، فصومه طاعة سعيدة، وإفطاره بأمر الله جل جلاله عبادة أيضاً جديدة. فيكون خروجه من الصوم إلى حكم الإفطار، خروجَ ممتثلٍ أمرَ الله جل جلاله، وتابع لما يريده منه من الإختيار، متشرفاً ومتلذذاً بأن سلطان الدنيا والآخرة ارتضاه أن يكون ببابه، منصرفاً إلى خدمته، منتسباً إلى دولته وسلطته، وأنه وفَّقه للقبول منه، وسلمه من خطر الإعراض عنه. وإياه وأن يعتقد أنه بدخول وقت الإفطار قد أعفي من هيبة المطالبة بطهارة الأسرار، وإصلاح الأعمال في الليل والنهار، وهو يعلم أن الله جل جلاله ما أعفاه(من الصيام) إلا لمزيد دوام إحسانه إليه، وإقباله بالرحمة عليه. وكيف يكون العبد متهاوناً باقبال مالكٍ حاضرٍ محسنٍ إليه، ويُهَوِّن من ذلك ما لم يُهَوَّن، ألم يسمع مولاه يقول:ï´؟وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِï´¾.

وفي هدي ماتقدم يمكن القول:
إعلم أن الإفطار نوع إحلال بعد إحرام، وخروج من الحمى الخاص بعد الدخول فيه، وأن مابين الإفطار والإمساك التالي، نوع تمتع بالحج، يعقبه دخول الحمى مجدداً، في موعد الإحرام التالي، وليكن ذلك نصب عيني القلب طيلة ضيافة الرحمن،واستحضره في كل ليلة عند الإفطار، فإنك بحول الله تعالى تجد بركاته عندما يحين موعد الخروج من البيت الحرام والحرم عموماً إلى عرفات ومنى ليلة العيد، وموعد العودة إلى الديار بعد السادس من شوال، وانتهاء موسم الضيافة وما يتبعها من صيام مستحب.

* مابعـد الإفطار
وتتوزع أعمال مابعد الإفطار وقبل السحر عادة على أدعية الليلة عموماً وأبرزها دعاء الإفتتاح، وعلى صلاة الليلة الخاصة أو العامةأو كليهما. وسأورد في عمل كل يوم الصلاة الخاصة بكل ليلة تليه، وأما أدعية الليالي فلا يتسع المجال لذكرها لكثرتها، ويمكن لمن شمله التوفيق أن يرجع إلى ماأورده السيد في الإقبال، أويرجع إن أراد الأدعية المختصرة لكل ليلة إلى ما أورده الشيخ الكفعمي في البلد الأمين.
ومن المفيد هنا ما يأتي من الإشارة إلى أهمية دعاء الإفتتاح، والراجح عند الفقهاء من روايات صلاة كل ليلة من ليالي شهر رمضان.

* الغسل
ولا بد من التنبيه هنا على استحباب الغسل في كل ليلة مفردة، أي الأولي، الثالثة، الخامسة، وهكذا.
قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة:وقد بينا ليالي الغسل وهي أربع ليال: ليلة سبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدي وعشرين وثلث وعشرين، وإن اغتسل ليالي الأفراد كلها وخاصة ليلة النصف، كان له فيه فضل كثير.

وفي العروة الوثقى:
يستحب الغسل في ليالي الأفراد من شهر رمضان، وتمام ليالي العشر الأخيرة، ويستحب في ليلة الثالث والعشرين غسل آخر في آخر الليل، وأيضا يستحب الغسل في اليوم الأول منه، فعلى هذا الأغسال المستحبة فيه اثنان وعشرون. وقيل باستحباب الغسل في جميع لياليه حتى ليالي الأزواج، وعليه يصير(اثنان وثلاثون) ولكن لا دليل عليه، لكن الإتيان لاحتمال المطلوبية في ليالي الأزواج من العشرين الأوليين لا بأس به. والآكد منها: ليالي القدر وليلة النصف، وليلة سبعة عشر، والخمس وعشرين، والسبع وعشرين، والتسع وعشرين منه.

أضاف:
يستحب أن يكون الغسل في الليلة الأولى واليوم الأول من شهر رمضان في الماء الجاري، كما أنه يستحب أن يصب على رأسه قبل الغسل أو بعده ثلاثين كفاً من الماء ليأمن من حكة البدن ولكن لادخل لهذا العمل بالغسل، بل هو مستحب مستقل. ( مسألة 16 وقت غسل الليالي تمام الليل، وإن كان الأولىالإتيان به أول الليل، بل الأولى الإتيان به قبل الغروب أو مقارناً له ليكون على غسل من أول الليل إلى آخره، نعم لا يبعد في ليالي العشر الأخيرة رجحان الإتيان به بين المغرب والعشاء لما نقل من فعل النبي صلى الله عليه وآله، وقد مر أن الغسل الثاني في الليلة الثالثة والعشرين في آخره.

( مسألة 17 إذا ترك الغسل الأول في الليلة الثالثة والعشرين في أول الليل لا يبعد كفاية الغسل الثاني عنه وإن كان الأولى الإتيان بهما آخر الليل برجاء المطلوبية، خصوصا مع الفصل بينهما، ويجوز الإتيان بغسل واحد بعنوان التداخل وقصد الأمرين. . السيد اليزدي، العروة الوثقى2/149- 150(ط:جديدة).

* دعاء الإفتتاح
قال الشيخ الطوسي:دعاء كل ليلة من شهر رمضان من أول الشهر إلى آخره: اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمنك.." وأورد الدعاء بتمامه إى " وعافية منك تلبسناها برحمتك يا أرحم الراحمين".

وقال السيد ابن طاوس: فصلٌ، فيما نذكره من دعاء الإفتتاح وغيره من الدعوات التي تتكرر كل ليلة إلى آخر شهر الفلاح فمن ذلك الدعاء الذي ذكره محمد بن أبي قرة بأسناده فقال: حدثني أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحسني قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكوني رضي الله عنه، قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي رحمه الله أن يخرج إلي أدعية شهر رمضان التي كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان بن السعيد العَمْري(السفير الثاني للإمام صاحب الزمان) رضي الله عنه وأرضاه يدعو بها، فأخرج الي دفتراً مجلداً بأحمر، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها: وتدعو بهذا الدعاء في كل ليلة من شهر رمضان، فإن الدعاء في هذا الشهر تسمعه الملائكة وتستغفر لصاحبه، وهو: أللهم إني أفتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمَنِّك" وأورد الدعاء كما أورده الشيخ الطوسي عليهما الرحمة.

* صلاة كـل ليـلة

تعددت الروايات حول صلاة كل ليلة، وما وجدته على ثلاثة أقسام هي كما يلي:
1- روايات صلاة الألف ركعة موزعة على الليالي. ويأتي مزيد إيضاح، وهي التي ينبغي الإهتمام بها أكثر من غيرها، لما ستعرف من رأي الفقهاء، ولأن سيد العلماء المراقبين السيد ابن طاوس قال عن الصلوات الآتية:واعلم أنني تركت ذكر صلوات في ليالي شهر رمضان ما وثقت بطرقها ورواتها، وصُرفت عن إثباتها.

2- رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله تارة، وعن أمير المؤمنين عليه السلام تارة أخرى باختلاف يسير، وقد وردت فيها لكل ليلة صلاة خاصة.

3- صلاة واحدة مختصرة، يؤتى بها في كل ليلة.قال الكفعمي: "ويستحب أن يصلي في كل ليلة من شهر رمضان ركعتين بالحمد مرة، والتوحيد ثلاثا، فإذا سلَّم قال: سبحان من هو حفيظ لايغفل، سبحان من هو رحيم لايعجل، سبحان من هو قائم لايسهو، سبحان من هو دائم لايلهو. ثم يقول التسبيحات الأربع سبعاً، ثم يقول: سبحانك سبحانك ياعظيم. إغفر لي الذنب العظيم. ثم تصلي على النبي عشراً. من صلاها غفر الله له سبعين ألف ذنب. ".
والمراد بالتسبيحات الأربع: سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر.

ويستطيع المؤمن اختيار إحدى هذه الروايات، إلا أن صلاة الألف ركعة هي الأرجح، ولذلك فسأقف عندها في ما يلي بشيء من التفصيل، ثم أعتمد في عمل كل يوم وليلة ذكر هذه الصلاة – الألف ركعة – أولاً، ثم أذكر الصلاتين الثانية والثالثة، بالترتيب المذكور آنفاً، والسبب في ذكر الصلوات الثلاثة لكل ليلة، أن لايُحرم من صلاة الليلة من لايوفق لحصة تلك الليلة من الألف ركعة، ويكون أمام خيارين آخرين يمكنه الأخذ بأحبهما إليه، مع التنبه جيداً إلى أن الفارق بين الأولى وغيرها كبير جداً.

* ترجيح الأولى: الألـف ركعـة
ويرجح أغلب الفقهاء اعتماد الألف ركعة التي وردت في عدة روايات إلا أن هناك اختلافاً في عدة موارد، والنتيجة العملية أنه يمكن الإتيان بهذه الألف ركعة بإحدى طريقتين:
الأولى: عشرون ركعة في كل ليلة من أول الشهر إلى العشرين منه، وثلاثون لكل ليلة من العشرالأخيرة، وثلاثماءة يؤتى بها ليالي تسع عشرة، وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين، فيكون المجموع ألف ركعة.

قال الشهيدان الأول والثاني: " ثمان بعد المغرب واثنتا عشرة بعد العشاء، ويجوز العكس وفي كل ليلة من العشر الأخيرة ثلاثون ركعة: ثمان منها بعد المغرب، والباقي بعد العشاء. ويجوز اثنتا عشرة بعد المغرب، والباقي بعد العشاء ".

ويقرأ في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد مرة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو عشراً، يختار المصلي بين ذلك، فقد تضمنت رواية هذه الصلاة عن الإمام الصادق قوله عليه السلام: " تقرأ في هذه الصلوات كلها أعني صلاة شهر رمضان،الزيادة منها، بالحمد و قل هو الله أحد، إن شئت مرة، وإن شئت ثلاث مرات، وإن شئت خمس مرات، وإن شئت سبعاً، وإن شئت عشراً". وهناك دعاء خاص بعد كل ركعتين، وهو بصيغتين: مطولة، ومختصرة.ويأتي ذكرالدعاء المختصر، في آخر الحديث عن كيفية الصلاة.

الثانية: الصلاة في جميع الليالي كما تقدم،ويتم توزيعها بين المغرب والعشاء وبعد العشاء، ويقرأ فيها كما تقدم، ولكن لاتصلى العشرون ركعة، ولا الثلاثون في ليالي القدر أي لاتصلى عشرون ركعة ليلة تسع عشرة، ولا تصلى ثلاثون ركعة ليلة إحدى وعشرين ولا ثلاثون ليلة ثلاث وعشرين، فيكون ما نقص من الألف ثمانين ركعة، يؤتى بها كما يلي:

أ‌- تفرَّق في أربع جمع، في كل جمعة عشر ركعات، أربع منها صلاة أمير المؤمنين عليه السلام، وركعتان صلاة فاطمة الزهراء عليها السلام، وأربع ركعات صلاة جعفر رضوان الله تعالى عليه.

ب‌- ويؤتى في ليلة آخر جمعة بعشرين ركعة صلاة أمير المؤمنين عليه السلام، وفي ليلة آخر سبت منه بعشرين ركعة صلاة فاطمة عليها السلام فيكون ذلك تمام ألف ركعة.وبالإمكان الرجوع في معرفة هذه الصلوات إلى " مفاتيح الجنان" فهي مذكورة في أوائله.وقد لخص الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه الرأيين المتقدمين، تحت عنوان" عدد النوافل في شهر رمضان" فقال:وعددها سوى نوافل الفرائض ألف ركعة، منها أربع مائة في عشرين ليلة بحساب كل ليلة عشرون ركعة، ثمان بين المغرب والعشاء الآخرة، واثنتا عشرة بعد العشاء الآخرة، وثلاث مائة ركعة في العشر الثاني، في كل ليلة ثلاثون ركعة منها ثمان بين العشائين واثنتان وعشرون بعد العشاء الآخرة، فذلك سبع مائة ركعة. وثلاث مائة في ثلاث ليال من جملة الشهر، ليلة تسع عشرة مائة ركعة، وليلة احدى وعشرين مائة ركعة، وليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة، فذلك تكملة ألف ركعة في طول الشهر. وقد روي أن الليالي التي يصلي فيها المائة يسقط فيها ما يجب في غيرها من ليالي الشهر، فيسقط بحساب الثلاث ثمانون ركعة تصلى على ما جاء به الأثر في ست دفعات: في يوم كل جمعة من الشهر عشر ركعات، أربع منها صلاة أمير المؤمنين عليه السلام، وأربع صلاة جعفر بن أبي طالب، وركعتان صلاة فاطمة عليها السلام. ويصلى ليلة آخر جمعة من الشهر عشرون ركعة من صلاة أمير المؤمنين عليه السلام، وفي ليلة آخر سبت من الشهر عشرون ركعة من صلاة فاطمة عليها السلام. فذلك ثمانون ركعة بدل الثمانين الساقطة تكملة الألف ركعة.

وتصرح كلمات العلماء بأن بالإمكان الإختيار بين الطريقتين، وإن كان السيد ابن طاوس يرجح الثانية التي رجحها الشيخ الطوسي رحمهما الله تعالى، ولذلك قال: " إعلم أن الظاهر في العمل في ترتيب نافلة شهر رمضان هو ما قد تضمنه مصباح جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله جل جلاله عليه ".. " وهذا الترتيب في نوافل شهر رمضان هو اختيار الشيخ المفيد في كتاب المقنعة ".

وقال الشهيد الثاني: " نافلة شهر رمضان ) ( وهي ) في أشهر الروايات ( ألف ركعة ) موزعة على الشهر ( غير الرواتب في ) الليالي ( العشرين ) الأَُوَل ( عشرون كل ليلة ) ثمان بعد المغرب واثنتا عشرة بعد العشاء )، ويجوز العكس ( وفي ) كل ليلة من ( العشر الأخيرة ثلاثون ) ركعة ثمان منها بعد المغرب، والباقي بعد العشاء. ويجوز اثنتا عشرة بعد المغرب، والباقي بعد العشاء ( وفي ليالي الإفراد ) الثلاث: وهي التاسعة عشرة والحادية والعشرون والثالثة والعشرون ( كل ليلة مائة) مضافة) إلى ما عين لها سابقا، وذلك تمام الألف: خمسمائة في العشرين) وخمسمائة في العشر. ( ويجوز الاقتصار عليها فيفرق الثمانين ) المتخلفة: وهي العشرون في التاسعة عشر، والستون في الليلتين بعدها ( على الجمع ) الأربع. فيصلي في يوم كل جمعة عشرا بصلاة علي، وفاطمة، وجعفر عليهم السلام. ".." وفي ليلة آخر جمعة عشرون بصلاة علي عليه السلام. وفي ليلة آخر سبت عشرون بصلاة فاطمة عليها السلام. وأطلق تفريق الثمانين على الجُمِع مع وقوع عشرين منها ليلةالسبت تغليباً، ولأنها عشية جمعة تنسب إليها في الجملة. ولو نقص الشهر سقطت وظيفة ليلة الثلاثين. ولو فات شئ منها استحب قضاؤه ولو نهاراً وفي غيره. والأفضل قبل خروجه ".

قال الحر العاملي: " وفي أحاديث هذه النوافل اختلاف في الكمية والكيفية وهو محمول على التخيير أو الجَمْع والتعدد ".
واعلم أنه يستحب صلاة مائة ركعة غير الألف يؤتى بها في ليلة النصف من شهر رمضان. قال الشيخ المفيد عليه الرحمة:" ويستحب أن يصلى الانسان في ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة زيادة على الالف، فقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله: من صلى ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة منها فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد، عشر مرات أهبط الله إليه من الملائكة عشرة، يدرؤون عنه أعداءه من الجن والإنس، وأهبط إليه عند موته ثلاثين ملكاً يؤمنونه من النار".

* الدعاء بعد كل ركعتين أورد الشيخ الطوسي، ونقل عنه السيد ابن طاوس أدعية مطولة يدعى بها بعد كل ركعتين من العشرين ومن الثلاثين، وبعد كل ركعتين من المائة التي يؤتى بها في ليالي القدر، ومن أرادها يمكنه الرجوع إلى مصباح المتهجد،أو الإقبال.

وسأكتفي هنا بذكر دعاء مختصر، يدعى به بعد كل ركعتين:عن الإمام العسكري عليه السلام: وليكن مماتدعو به كل ليلة بين كل ركعتين من نوافل شهر رمضان: أللهم اجعل في ما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم، أن تجعلني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، وأسألك أن تطيل عمري في طاعتك، وتوسع في رزقي يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

قال السيد ابن طاوس:" وان كان لك عذر صالح ومانع واضح، فاعمل بالأدعية المختصرات ".." ولعلها لمن يكون له عذر عن أكثر منها من الأدعية في بعض الأزمان، أو تكون مضافة إلى غيرها من الدعاء، لقوله في الحديث: وليكن مما تدعو به ".

* صلاة الليلة الثانية
عن رسول الله صلى الله عليه وآله:" ومن صلى في الليلة الثانية أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وإنا أنزلناه في ليلة القدر عشرين مرة غفر الله له جميع ذنوبه". وقد تقدم الكلام عن الصلاة الأخرى التي يؤتى بها في كل ليلة بطريقة ثابتة.

* السحور
قد يخطر بالبال السهر إلى وقت متأخر، وتناول الطعام ثم النوم إلى الصباح، وقد يستغني البعض عن الطعام في وقت متأخر، وقد يبدأ اللجوء إلى ذلك بدعوى أنه مؤقت وطاريء، وبتكراره يزول الحاجز النفسي بين هذا الصائم والعناية بوقت السحر.
لذلك وجب التنبه إلى أن السحور غير السحر، وقد ورد الحث على كل منهما بما يناسبه، وأن الحرمان من أسحار شهر رمضان يكاد يضاهي الحرمان من الشهر كله، إلا إذا كان هناك عذر وجيه لايحمل أدنى شائبة من التهاون بأيام الله تعالى ولياليه، وأفضل ساعاته وفيض مناجاته.

*ومن الروايات حول السحور:عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
1- تسحروا ولو بجرع الماء ألا صلوات الله على المتسحرين.
2- السحور بركة فلا تدع أمتي السحور..".
3- إن الله تبارك وتعالى وملائكته يصلون على المستغفرين والمتسحرين بالأسحار، فليتسحر أحدكم ولو بشربة من ماء.."
4- عن الإمام الصادق عليه السلام: ما من مؤمن صام فقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدرعند سحوره وعند إفطاره، إلا كان في ما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله. وقد تقدم ذكرالرواية في الإفطار.

* آداب السحور
قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة:واما آداب السحور، فمنها: أن يكون لك حال مع الله جل جلاله، تعرف بها أنه يريدك أن تتسحر، وبماذا تتسحر، ومقدار ما تتسحر به، فإن ذلك يكون من أعظم سعادتك، حيث نقلك الله جل جلاله برحمته من معاملة شهوتك وطبيعتك إلى تدبيره جل جلاله في إرادتك. ومنها: أن لا يكون لك معرفة بهذه الحال ولا تصدق بها حتى تطلبها من باب الكرم والإفضال، فلا تتسحر سحوراً يثقلك عن تمام وظائف الأسحار، وعن لطائف الطاعات في إقبال النهار.
ويبدو أنه رضوان الله تعالى عليه يرمز إلى مرتبة عالية يشكل المدخل إليهاالحرص على أن لايثقل السحور عن العبادة بتوجه، واللجوء إلى الله تعالى ليتفضل بما هو أهله.

* نية الصوم
قال السيد:ويكون القصد بنية الصوم أنك تعبد الله جل جلاله بصومك واجباً لأنه أهل للعبادة، وتعتقد أنه من أعظم المنة عليك، حيث جعلك الله أهلاً لهذه السعادة، سواء قصدت بالنية الواحدة صوم الشهر كله، أو جددت كل يوم نية لصوم ذلك اليوم، ليكون أبلغ لك في الظفر بفضله، وإن تهيأ أن تكون نيتك أن تصوم عن كل ما شغل عن الله، فذلك الصوم الذي تنافس المخلصون في مثله.

* أي صوم نريد؟
وتحدث السيد عليه الرحمة عن أصناف الصائمين، إلى أن قال:" وصنف، صاموا معتقدين أن المنة لله جل جلاله عليهم في صيامهم وثبوت أقدامهم، عارفين بما في طاعته من إكرامهم وبلوغ مرامهم، فهؤلاء أهل الظفر بكمال العنايات وجلال السعادات. واعلم أن لأهل الصيام مع استمرار الساعات واختلاف الحركات والسكنات [ درجات ]، في أنهم ذاكرون أنهم بين يدي الله جل جلاله، وأنه مطلع عليهم، وما يلزمهم لذلك من إقبالهم عليه، ومعرفة حق إحسانه إليهم، فحالهم في الدرجات على قدر استمرار المراقبات، فهم بين متصل الإقبال مكاشف ذلك الجلال، وبين متعثرٍ بأذيال الإهمال، وناهض من تعثره بإمساك يد الرحمة له والإفضال، ولا يعلم تفصيل مقدار مراقباتهم وتكميل حالاتهم، إلا المطلع على اختلاف إرادتهم. فارحم روحك أيها العبد الضعيف الذي قد أحاط به التهديد والتخويف، وعُرض عليه التعظيم والتبجيل والتشريف أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى، بالنبي المصطفى وآله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.والحمد لله رب العالمين1.


1-مناهل الرجاء / الشيخ حسين كوراني.




رد مع اقتباس
إضافة رد

جديد منتدى شهر رمضان المبارك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education