معجبوامنتدى محبي أهل البيت على الفيسبوك
صفحتنا على الفيس بوك
عدد مرات النقر : 3,122
عدد  مرات الظهور : 72,138,330صفحتنا على الانستغرام
عدد مرات النقر : 4,827
عدد  مرات الظهور : 72,138,312صفحتنا على تويتر
عدد مرات النقر : 2,809
عدد  مرات الظهور : 72,138,311قناتنا على اليوتيوب
عدد مرات النقر : 2,836
عدد  مرات الظهور : 71,005,762

عدد مرات النقر : 840
عدد  مرات الظهور : 23,784,990



شرح دعاء الافتتاح

هذا الدعاء الذي يعتبر من سمات شهر رمضان المبارك ، ومن أحلى صور المناجات في هذا الشهر المبارك.. ومن المعلوم أن هذا الدعاء يدعى به في كل ليلة من

إضافة رد
#1  
قديم 10-02-2013, 08:54 AM
admin.
مدير عام
admin غير متواجد حالياً
Bahrain     Male
لوني المفضل Orangered
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : Jun 2013
 فترة الأقامة : 3971 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : admin تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي شرح دعاء الافتتاح




هذا الدعاء الذي يعتبر من سمات شهر رمضان المبارك ، ومن أحلى صور المناجات في هذا الشهر المبارك..

ومن المعلوم أن هذا الدعاء يدعى به في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك ، ويبدو أن الدعاء الواحد تكراره وإمراره على اللسان ، في أكثر من وقت ، وفي أكثر من فرصة ، من موجبات ترسخ معاني ذلك الدعاء في قلب الإنسان الداعي.

إن الصائم عندما يصوم نهاره ، فإنه يتحين ليالي شهر رمضان المبارك ، ليثّبت المكاسب التي اكتسبها من خلال صيام النهار ، وليناجي ربه.. غير أن الدعاء على صور ودرجات :

فمنه : الدعاء الذي يقرأ قراءة ، ويتلى تلاوة ، من دون تدبر وتفكر.. فهذا الدعاء لا يسمى دعاء ، وإنما هو قراءة للدعاء.. وأنا أعتقد أن أغلب الناس يقرؤون الأدعية قراءة ، ولا يدعون بها دعاء..

ومنه : الدعاء التربوي والتأملي.. بعض الناس يقرأ الدعاء وهو يتفكر في معاني ذلك الدعاء ، من دون أن يعيش حالة الطلب والخطاب مع المولى عز اسمه..

وأما النوع الثالث : فهو الدعاء بمعنى التفاعل القلبي.. إن الدعاء طلب ، والإنسان الذي يطلب شيئاً من كريم ، فإنه يعيش حالة الذلة والتواضع والمسكنة.. ومن هنا فإن الدعاء البليغ ، هو ذلك الدعاء الذي يجمع بين التلاوة الفصيحة ، التي فيها حالة من حالات الإقبال والتذلل والخضوع بين يدي المولى ، والتدبر في المضامين ، والتفاعل القلبي.. فمجموع هذه التفاعلات ، يوجب حالة من حالات الانقطاع إلى الله عزوجل.. ويصل المؤمن إلى درجة من الأنس والدلال أنه يتحين الفرصة ليتحدث مع ربه ، كما كان الكليم (ع) ، حيث عندما سئل عما في يده ، وإذا به تحين الفرصة ليتحدث مع الله عزوجل في حديث مسهب : {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}..

فإذن، إن المؤمن إذا تعود الحديث مع رب العالمين ، فسوف لن يرى لذة في عالم الوجود أغلى وأعلى من لذة الأنس مع الله سبحانه وتعالى.. ولهذا حق لنبينا الأكرم أن يقول : (أبرد يا بلال !) ، عندما كان يحين وقت الصلاة.. والبعض قال (أبرد) بمعنى البريد ، أي عجل.. والبعض قال (أبرد) بمعنى البرد ، أي أبرد نار الشوق إلى الله عزوجل.. وهنيئاً لمن توفق في هذه الليالي المباركة ، ليفتح صفحة جديدة مع ربه !..

اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ، واجعله خير شهر رمضان مر علينا ، بمنك وكرمك !.

.. لإستماع هذا الدعاء العظيم أو تنزيله ..
http://shiavoice.com/cat-558.html


avp ]uhx hghtjjhp





رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:54 AM   #2
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ..)..

إن الملاحظ بأن كلمة (اللهم) من الكلمات المتكررة في دعاء الافتتاح.. فالإنسان ينادى ربه في كل فقرة بكلمة (اللهم).. ومن المعلوم بأن كلمة (اللهم) أصله خطاب مع الله سبحانه وتعالى ، أي يا الله.. ولهذا يقول علماء الأخلاق أنه عندما نقول (اللهم) ، لابد أن نستحضر حالة الخطاب مع المولى عز اسمه ، بأدنى درجات التوجه.. فالذي يقول (اللهم) ، أو يقول يا الله ، أو يا إلهي ، أو يا ربي ؛ وهو يعيش حالة من حالات الذهول ، فإن هذه الحركة من موجبات صدق عنوان سوء الأدب بين يدي المولى.. ولهذا ينبغي أن يهيئ الإنسان نفسه ، قبل أن يقول (اللهم) ، بأن يحاول أن يفرغ الفؤاد والفكر من كل الشواغل ، ومن كل موجبات الذهول ؛ ليقول كلمة (اللهم) ، وهو على مستوى من استحضار حقيقة واجب الوجود ، والحديث مع رب العالمين.



- (وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ اأرْحَمُ الرّاحِمينَ في مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ ، وَاأشَدُّ الْمُعاقِبينَ في مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ..)..

(وَاَشَدُّ الْمُعاقِبينَ في مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ) : إن هذه العبارة من العبارات المخيفة جداً !.. لأنه نحن لا نعلم متى تنزل علينا العقوبة الإلهية ، فرب العالمين يمهل ، ولكنه لا يهمل !.. والخوف كل الخوف من المعاصي التراكمية !.. فالإنسان قد يذنب ، ويذنب ، ولكن الله عزوجل يتجاوز عنه ، ولكن الذنوب قد تتجمع وتتجمع ، إلى درجة توجب القطيعة بين العبد وبين ربه ، وهذه نقطة خطيرة جداً !.. حيث أن الله عزوجل -كما يقول في كتابه الكريم- ، لو أنزل غضبه على العبد ، فإنه سيهوى إلى أسفل سافلين : {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى}.. فالخوف من هذه الذنوب.. ونحن لا نعلم ما هو الذنب الذي يقصم ظهر الإنسان ، فقد يكون ذنب صغير ، ولكن هذا الذنب الصغير أضيف إلى قائمة الذنوب السابقة ، والتي قد تكون من الذنوب التي تهتك العصم ، وإذا به يحل عليه الغضب المؤجل !..



ولكنه أيضاً علينا أن نمني نفسنا بهذه العبارة : (اَنَّكَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ في مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ).. ولا شك أن هذه الليالي المباركة في هذا الشهر الكريم ، هي الفرصة النادرة التي انتظرناها حولاً كاملاً ، لنعيد ارتباطنا ، ولنعيد علاقاتنا مع رب العالمين.. وهنيئاً لمن خرج من هذا الشهر برضوان الله عزوجل وغفرانه ، إنه سميع مجيب !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:55 AM   #3
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَللّـهُمَّ أَذِنْتَ لي في دُعائِكَ وَمَسْأَلَتِكَ فَاسْمَعْ يا سَميعُ مِدْحَتي ، وَأجِبْ يا رَحيمُ دَعْوَتي ، وَأَقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتي ..)..

إن بعض آيات القرآن الكريم الداعية إلى رجوع العبيد إلى ربهم ، من أرق الآيات الكريمة ، كقوله تعالى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.. إن رب العزة والجلال المستغرق في جلاله وكماله ، الذي بيده مقاليد السماوات والأرض ؛ وإذا به يطلب من عبده أن يتحدث معه ، وأن يتودد إليه !.. وهذه من روائع أخبار أهل البيت (ع) ، عن رسول الله (ص) : (إنّ العبد ليدعو الله وهو يحبّه فيقول : يا جبرائيل !.. اقض لعبدي هذا حاجته وأخّرها ، فإنّي أحب أن لا أزال اسمع صوته).. يا لهذه العلاقة الحميمة بين العبد وربه !.. العبد يدعو ربه ، والرب يقضي حاجته ، ولكن يؤخر عنه الإجابة ، لأنه يحب أن يسمع صوته.. ولكن المؤسف أنه طبيعة المؤمنين أنهم يدعون ، ما داموا يعيشون حالة المسكنة والاحتياج.. ومن هنا فإن الإنسان الذي يدعو ربه وهو ليس في شدة ، وليست له حاجة من الحوائج المتعارفة ، وإنما يناجي ربه حباً وعشقاً ورغبة ، وتلذذاً بمناجاة الله عزوجل ، فإن هذا الإنسان على مستوى راقٍ ، من فهم فلسفة الوجود ، وموقع الإنسان من ربه.



وعليه، فإن الإنسان الصائم - وهذه الأيام قد يكون الصوم للبعض ، صوم شاق ومحرج ، في بعض الظروف ، حيث حرارة الجو ، وغلبة العطش في بعض البلاد مثلاً - عندما يعلم أنه في حال الامتثال لأمر المولى جل وعلا ، فإن لذة الخطاب الإلهي تذهب بعناء التعب الذي يعيشه.. فهو عندما يعلم بأن الله عزوجل خاطبه بهذه الآية : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} ، ويصوم امتثالاً لهذا الأمر الإلهي ، ويعيش حالة الامتثال لأمر الله عزوجل ، وأن الله عزوجل شرفه بالتكليف والخطاب ؛ فإن هذا الإحساس يوجب له حالة اللذة.



- (فَكَمْ يا إِلهي مِنْ كُرْبَة قَدْ فَرَّجْتَها وَهُمُوم قَدْ كَشَفْتَها ، وَعَثْرَة قَدْ أَقَلْتَها ، وَرَحْمَة قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاء قَدْ فَكَكْتَها..)..

ثم يشكر العبد ربه ، كيف أنه فك عنه حلقات البلاء.. فكم من البلاءات التي يصرفها رب العالمين عن عبده وهو لا يعلم.. حقيقة يوم القيامة سوف نخجل من ربنا كثيراً ، أنه دفع عنا صنوفاً من البلاء ، ونحن لم نعلم بذلك.. فنحن نشكر النعم الإيجابية ، والنعم الوجودية ، ولكن البلاءات التي دفعت عنا ، هل شكرنا ربنا على ذلك ؟.. لا أدري ماذا أشكر ؟!.. أجميل ما تنشر ، أم قبيح ما تستر !..

إذن، رب العالمين في هذه الليالي المباركة يدفع عنا صنوف البلاء ، الذي قدر علينا في طوال السنة.. ومن هنا المؤمن في ليالي القدر ، يطلب من ربه عزوجل أن لا يبتليه في أيام سنته ببلاء في دينه : اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا !.. ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا !..

نسأل الله عزوجل بحرمة هذه الليالي المباركة ، أن يفتح علينا أنواع رحمته ، وأن يقينا غضبه وسخطه !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:55 AM   #4
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً..)..

إن دعاء الافتتاح دعاء مليء بالمعاني التوحيدية ، والذي يراد منه أن يربطنا بحالة الأنس بواجب الوجود ، والإحساس بأن الله عزوجل هو المهيمن ، وهو المسيطر ، الذي أزمة الأمور طراً بيده ، والكل مستمدة من مدده..



ومن المناسب لو نترجم هذه المعاني ، إلى واقع معاش في حياتنا السياسية ، وفي تعاملنا مع الأعداء ، ومع القوى الكبرى.. فالإنسان المؤمن عندما يعيش هذه الحقيقة ، بأن الله عزوجل هو مالك الملك ، وليس هنالك شريك له في هذا الملك ، ولا يضاده في ملكه أحد ، ويعيش حقيقة الهيمنة الإلهية والسيطرة الإلهية على عالم الوجود ؛ فإن هذا الإحساس يوجد في العبد حالة من حالات الاستعلاء والاستغناء.



ومن المعلوم أن النبي الأكرم (ص) عندما واجه كفار قريش - بجبروتها وقوتها ، القوة الكبرى في ذلك العصر- ، في أول معركة من معارك الإسلام الخالدة ، والتي كانت في هذا الشهر المبارك ، خاطب ربه قائلاً : يا رب !.. إن تَهلك هذه العصابة لا تُعبد.. الملاحظ أن النبي الأكرم (ص) جعل الأمر بيد الله عزوجل ، وأنه هو الذي يقرر في عباده ما يشاء ، وكيف يشاء.. وإذا بالمدد الإلهي ينزل بالملائكة المسومة ، والتي كانت -في جوار جهود المسلمين في معركة بدر- من موجبات نصر المسلمين.



بالإضافة إلى أن الذي يعيش هذه الحقيقة ، أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى ، وأن بيده مقاليد الأمور ، فإنه سيصل إلى جوهر كلام علي (ع) -الشهيد في هذا الشهر المبارك- ، حيث يقول (ع) : (عظم الخالق في أنفسهم ، فصغر ما دونه في أعينهم).. فإذن، الذي يعيش حقيقة مالكية وملكية الله عزوجل لهذا الوجود ، سوف يرى كل شيء في عالم الوجود صغيراً وحقيراً.. ومن هنا نلاحظ العزة الإيمانية التي يعيشها المؤمن في مواجهة قوى الشر في الوجود ، فهذه الحقيقة لا تغيب عن بالهم أبداً.. ثم إن رب العالمين فوض الأمور إلى عبده ، إلا أن يذل نفسه ؛ لأنه مرتبط بعزة الله عزوجل.. ورد في الحديث القدسي : (أنا العزيز.. فمن أراد عزّ الدارين ، فليطع العزيز ).

وفقنا الله تعالى وإياكم ، لأن نكون من عباده الصالحين !.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:55 AM   #5
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَلْحَمْدُ للهِ الْفاشي في الْخَلْقِ أَمْرُهُ وَحَمْدُهُ ، الظّاهِرِ بِالْكَرَمِ مَجْدُهُ ، الْباسِطِ بِالْجُودِ يَدَهُ ، الَّذي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ ، وَلا تَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إلاّ جُوداً وَكَرَماً ، إِنَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الْوَهّابُ)..

إن الملاحظ في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح بأن هنالك تركيز وتذكير بالكرم الإلهي.. فالوجود برمته هو انعكاس لهذا الكرم الإلهي ، فمن كرمه أنه أخرج الوجود من ظلمة العدم إلى نور الوجود.. إن رب العالمين كرمه ، كرم لا يحد ولا يوصف ، كما نقرأ في دعاء رجب : ( يا من يعطي من سأله !.. يا من يعطي من لم يسأله ، ومن لم يعرفه ؛ تحنناً منه ورحمة !.. ) يا له من جود وكرم !.. إن رب العالمين عطاؤه لا فقط يمتد لعباده المؤمنين ، سواء كان بسؤال أو بغير سؤال ؛ بل حتى أولئك المنحرفون ، والذين ينكرون وجود الله عزوجل ، بل يحاربون أولياء الله عزوجل ، فهم متنعمون بنعم الدنيا ، ولعله أكثر من المؤمنين.. نعم، رب العالمين هكذا بسط يده بالجود..



والثمرة العملية لهذه المناجاة ، هي أن نتشبه بأخلاق الله عزوجل.. المؤمن لا ييأس أبداً ، أن يصل إلى درجة من درجات التكامل ، تنعكس فيها الصفات الإلهية في وجوده ، بحسب قدراته البشرية.. نعم، المؤمن يصل إلى درجة من درجات التكامل ، يصبح مظهراً لأسماء الله الحسنى ، ومنه الكرم..



إن المؤمن وجود كريم ، لا بمعنى الكرم في المال فحسب ، بل الكرم بمعناه الأوسع الأعم.. فالمؤمن ينفق مما آتاه الله عزوجل ، إن كان علماً ، أو جاهاً ، أو مالاً... وهذا الشهر الكريم ، هو شهر العطاء ، وشهر الإكرام ، وكما قلنا : إكرام كل واحد بحسبه..



ولا شك إن الإكرام الأكمل في هذا الشهر المبارك ، هو أن يأخذ الإنسان بيد عبد قد أرهقته الذنوب ، وأن يأخذ بيد عبد قد ضل الطريق.. فإن من أفضل صور التحبب إلى الله عزوجل ، سوق العباد التائهين إليه تعالى.. ولا ينكر بأن إفطار الصائم فيه ثواب كثير ، ولكن ما هو أعلى وأغلى وأجل من إفطار الصائم ، هو دعوة المفطر إلى الصيام ، وأن يسوق عبداً إلى ربه ، بعد أن أكثر من المعاصي ، وبما أوجب له البعد من الله عزوجل ، بكلمة يغير بها مجرى حياته ، فإن هذه الكلمة أوقع في ميزان أعماله من الإطعام الظاهري.. فالإطعام الظاهري يقيم ظاهر الإنسان ، بينما الإطعام الباطني الروحي -كما في قوله تعالى : {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} ، حيث فسر الطعام بأنه هو العلم الذي يأخذه- ، يحدد مصيره الأبدي شقاء وسعادة.



وعليه، فمن يريد أن يتشبه بالله عزوجل في كرمه ولطفه ، فينبغي أن ينظر إلى الحقول التي من الممكن أن يدخل فيها ، ليسوق العباد إلى طاعة الله عزوجل.. وكلما أحسنّا إلى العباد في هذا المجال ، كلما تنزلت علينا الرحمة الإلهية بأعلى صورها.. ومن أفضل صور الرحمة الإلهية ، أن يختار رب العالمين عبداً لنفسه.. يا له من مقام عظيم !.. ذلك المقام الذي خُص به الكليم ، حيث أختاره الله عزوجل لنفسه ، وصنعه على عينه ، واختاره لمناجاته..

نسأل الله عزوجل أن يجعلنا من هؤلاء ، بمنه وكرمه ، إنه سميع مجيب !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #6
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



من المناسب أن يجعل الإنسان المؤمن لنفسه محطتين ، في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك : محطة في أول الليل بهذا الدعاء الشريف ، ومحطة في آخر الليل في ضيافة إمامنا زين العابدين (ع) ، حيث دعاء السحر وتلك المناجاة البليغة.. فإن الالتزام بقراءة هذه الأدعية بتوجه ، من موجبات الخروج من هذا الشهر المبارك ، لا بغفران الله عزوجل فحسب ، بل برضوانه.



- (اَللّـهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبي ، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطيـئَتي ، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمي وَسِتْرَكَ عَنْ قَبيحِ عَمَلي ، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثيرِ جُرْمي ، عِنْدَ ما كانَ مِنْ خَطئي وَعَمْدي ، أَطْمَعَني في أَنْ أَسْأَلَكَ ما لا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْك..)..



في هذه الفقرة العبد يشير إلى صفح المولى جل وعلا.. إن الإنسان لو تأمل في حياته اليومية ، لرأى أن الحياة كأنها صفحة متكررة ، ورأى نفسه فيها يتقلب تارة بين المعصية ، وتارة بين الغفلة ، وعلي (ع) في دعاء كميل يشير إلى هذا الواقع ، إذ يقول : (وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي).. هب أن الإنسان وقى نفسه من المعاصي -وهذه درجة عالية ، أن يصل العبد إلى مرحلة العدالة أو العصمة النازلة- ، ولكن ماذا نعمل بالغفلات !.. كم من الساعات التي أمضيناها بالغفلة عن ذكر الله عزوجل ؟!..



لو أن الإنسان نظر إلى الساعات الضائعة من حياته ، في حال الغفلة والسهو ، والسكوت الذي لا تدبر معه ، في الحضر أو في السفر ، وجمع هذه الساعات ، لانتابته حالة من حالات الأسف والأسى.. ومن هنا فإن يوم القيامة هو يوم التغابن -يوم الحسرة- ، لا من الذنوب فحسب ، وإنما من الساعات التي لم نستثمرها حق الاستثمار.. ومن منّا صام هذا الشهر المبارك حق صيامه ؟!.. ومن منّا قام في هذا الشهر المبارك حق قيامه ؟!.. وعليه، فالخوف في محله بأن يكون الإنسان ممن صدق فيهم هذا القول : كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ !.. وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء !..



ومن الراجح أن يقف الإنسان مع نفسه وقفة تأملية ، لينظر ماذا تغير في وجوده عن شهر رمضان المنصرم.. ليسأل نفسه : ما الذي حصل عليه من نمو ذاتي باطني ، وقد مرت عليه سنة كاملة بمواسمها العبادية المتميزة ؟!.. أين النمو الذاتي ؟!.. أين كراهة المنكر ؟!.. أين حب الواجب ؟!.. أين الأنس يذكر الله عزوجل ؟!.. كم بلغنا من القرب من الله عزوجل ، بحيث نعيش حالة الحب الإلهي ، الذي يغطي ويسيطر على كل حب سواه ؟!.. هذه أسئلة علينا أن نجيب عليها.. وهنيئاً لمن رأى في نفسه نمواً يعتد به ، نمواً في الباطن -في الجوانح- ، إضافة إلى الإطاعة في الجوارح..

جعلنا الله تعالى ممن جمع بركة الباطن والظاهر -الجانحة والجارحة- بحق محمد وآله


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #7
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (فَاِنْ أَبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ ، وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الاُْمُورِ..)..

في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح يشار إلى حقيقة مهمة ، لو التفتنا إلى هذه الحقيقة لحلت لدينا مشكلة من المشاكل ، وهذه المشكلة متمثلة في الشكوى من عدم استجابة الدعاء.. فالعبد يدعو ربه دعاءً بليغاً حثيثاً في جوف الليل ، أو في ساعة السحر ، أو في ليالي شهر رمضان المبارك ، ولكن لا يرى أثراً للإجابة.. وهنا يأتيه الشيطان ليقول له بأنه أين الإجابة ؟.. أين الوعد الإلهي لعبده حيث قال تعالى : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} ؟.. وهكذا يوسوس له الشيطان ، وإذا به يتحول الأمر من عدم الإجابة إلى ما هو أسوأ من عدم الإجابة ، ألا وهو الشك في قدرة الله تعالى ، وفي كرمه ، ويعيش حالة من حالات السخط وعدم الرضا بالقضاء الإلهي.



ولكن هذه المشكلة يجاب عليها في خلال هذا الدعاء ، فأدعية أهل البيت (ع) ليس لمجرد الدعاء ، وإنما لذكر مفاهيم كبرى في هذا الوجود..

إن العبد ينظر إلى حياته الدنيا ، إلى هذه السويعات القصيرة في الحياة الدنيا ، ولا يلتفت إلى أن هذه السويعات تقرر مصير الأبد.. إن البلاء الذي يعيشه الإنسان المؤمن في سنة من عمره ، فإنه يتحول إلى نعيم خالد وإلى جزاء لا يخطر ببال أحد في عرصات القيامة.. والإنسان المؤمن طموحه عالٍ ، فهو يريد أن يعيش الأبدية في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. لماذا نتبرم من بلاء قصير في هذه الحياة الدنيا ؟!.. لنكن كما في وصف المتقين لعلي (ع) : (صبروا أياماً قصيرة ، أعقبتهم راحةً طويلة)..



إذن، المؤمن الذي لا يعلم عواقب الأمور ، ولم يكشف له الغطاء ، ولا يعلم ما الذي أعده الله عزوجل لعباده المؤمنين ؛ لماذا يستعجل قضاء الحوائج ؟!.. إذا كان يعلم بأن الله عزوجل سوف يعوضه بما لا يخطر على بال أحد ، فإن هذا الإحساس يوجب له السكينة.. ولهذا امرأة فرعون -وهي امرأة وزوجة شر خير خلق الله- ، كانت تتحمل ذلك التعذيب ، وتطلب من الله عزوجل أن ينجيها من عذاب فرعون ؛ لأنها تعلم ما الذي ادخره الله عزوجل لها ، ويا لها من امرأة صابرة !.. وما يؤكد شدة يقين هذه المرأة ، أنها تطلب من الله عزوجل بيتاً في الجنة ، وهذا البيت يبنيه رب العالمين ، هي تطلب مقام العندية عند الله سبحانه وتعالى : {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}..



وكم من القبيح أن يعاتب الإنسان ربه ، متهماً إياه بعدم حكمته !.. والعبد قد لا يصرح بهذه المعاني ، إذ لو أجراها على اللسان لوصف بالكفر ، ولكن الكثيرون منّا -من دون مجاملة- في مقام العمل يكفر بالله عزوجل.. وهنيئاً لمن وصل إلى مرحلة التوحيد الشامل الكامل في كل أبعاد وجوده.. رزقنا الله تعالى وإياكم بمنه وكرمه !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #8
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اِنَّكَ تَدْعُوني فَاُوَلّي عَنْكَ ، وَتَتَحَبَّبُ اِلَيَّ فَاَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَىَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ ، كَاَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ..)..

إن هذه الفقرة من فقرات دعاء الافتتاح تستحق البكاء والتألم وذرف الدمعة ، فهي من الفقرات الموجعة للقلب ، والمثيرة لحالة الأسف والأسى ؛ لما يصل إليه العبد في تعامله مع ربه.. إن رب العالمين في كتابه الكريم ، ومن خلال سنة حبيبه المصطفى (ص) وذريته الطاهرة ، كم دعانا ، كم أمرنا ، كم نادانا بيأيها الذين آمنوا ، كم حذرنا من موارد الهلكة ، كما حذرنا من عدم تجاوز حدوده ؛ ولكن العبد بمخالفته يولي عن ربه ، ويتحدى ربه !..



لو أن إنساناً تجاوز حدود مملكته إلى مملكة أخرى ، ولو شبراً واحداً ، فإنه يعد في عرف الدول إنساناً متسللاً ، اخترق الحدود.. رغم أنه ما تجاوز إلا خطاً وهمياً ، وما تجاوز إلا شبراً ، ولكن هذا يعد اختراقاً للحدود ، ويعد تعدياً على مملكة الغير.. فقد تكون المعصية صغيرة.. قد يكون هناك تطاول على زوجة مسكينة مستضعفة في جوف الليل ، حيث لا ناصر لها إلا الله عزوجل ، ولكن القرآن الكريم يعتبر ذلك تعدياً لحدود الله عزوجل.. ومن هنا قيل : (لا تنظر إلى صغر المعصية , ولكن انظر إلى من عصيت).



- (فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لي ، وَالإحْسانِ إِلَىَّ ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ..)..

إن رب العالمين دأبه مع عباده أنه لا يبادر بالنقمة.. إذ طالما تجاوزنا هذه الحدود قبل شهر رمضان المبارك !.. والكثيرون عندما يدخل الشهر يصومون الشهر ، ولكن بعد أحد عشر شهر من المعصية وتجاوز الحدود ، وبعض الناس ممن هم على مستوى ارتكاب الكبائر وترك الواجبات ، ولكن هم عندما يصومون هذا الشهر فإن رب العالمين يفتح لهم صفحة جديدة في هذا الشهر الكريم ، فيرون في أنفسهم إقبالاً على الله عزوجل.. فإذن، حتى هؤلاء العصاة طوال السنة ، تراهم يعيشون حالة الأنس بهذا الشهر الكريم.



ومن المعلوم أنه في هذا الشهر الكريم الأبواب مفتحة ، وأنفاسنا فيه تسبيح ، وهذا النوم الذي هو الموت الأصغر يتحول في شهر رمضان إلى عبادة ، والدعاء فيه مستجاب ، وأيدي الشياطين مغلولة.. فهنيئاً لمن أغتنم هذه الفرصة النادرة ، ليقيم علاقة جديدة مع ربه !.. ثم هذه العلاقة التي نقيمها مع رب العالمين من بركات أسحار هذا الشهر المبارك ، لنحاول أن نبقيها طوال السنة.. هذا الإنس ، وهذه المصالحة ، وهذه العودة والإنابة إلى الله عزوجل المكتسبة في هذا الشهر الكريم ، علينا أن نستصحبها ، وأن نعممها ، وأن نتزود منها طوال السنة ، لنكون من عباده الصالحين.



- (فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.. )..

ثم هو يقدم اعتذارًا لربه ، ويقول يا رب، أنا الذي قمت به باعتبار جهلي..

ولكن أقول أخيراً : يوم القيامة عندما يتعذر العبد ، ويتمسك بعذرية الجهل ، يأتيه الخطاب هلا تعلمت !.. إذن، العتاب في محله.. لنحاول في هذا الشهر المبارك ، أن نخرج بزاد لا يفارقنا طوال العام ، إلى أن نلتقي بالله عزوجل ، ليرينا وجهه الكريم ، بمنه وكرمه ، إنه سميع مجيب !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #9
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ ، مُجْرِي الْفُلْكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ ، فالِقِ الإِصْباحِ ، دَيّانِ الدّينِ ، رَبِّ الْعَالَمينَ..)..

أن هذه الفقرات من الفقرات التي تعطينا استراتيجية واضحة ومحفزة في تعاملنا مع رب العالمين.. الإنسان عندما يدعو ، فهو يدعو من ؟.. وعندما يصلي ، فيصلي أمام من ؟.. رب العالمين هو مالك الملك ، هو ذلك الذي كل الوجود بين يدي قدرته ، فعّال لما يشاء ، خالق الذرة إلى المجرة.. من المناسب أن نعيش حالة الإحساس بأن الله عزوجل الذي نخاطبه في صلواتنا ، والذي نطوف حول بيته في حجنا أو في عمرتنا ، والذي نقوم في أسحار شهر رمضان المبارك مناجين إياه ؛ هو ذلك الذي من بيده نواصي الخلق طراً ، مالك الملك..



فالذي يريد ملكاً فإن عليه أن يرتبط بمالك الملك.. ومن أجلى وأفضل صور الملكية ، هي ملكية القلوب.. فالمؤمن يتمنى من الله عزوجل ، أن يعطيه قدرة على اختراق القلوب ، وبالأخص القلوب المتعطشة للهدى الإلهي.. ولهذا نحن عندما نقرأ سير العلماء السابقين ، نلاحظ هناك تعبير جميل في حياة بعض العلماء ، وهو قولهم بأن (فلان رزق القبول).. أي أن الله عزوجل رزقه قدرة التأثير ، وجعل له مقبولية في نفوس الخلق ، بحيث هو عندما يتكلم فإن كلامه ينفذ في قلوب الآدميين.. وهذه من النعم الكبرى على عبده المؤمن ، أن تتجاوب معه القلوب ، كما كانت الجبال تتجاوب مع نبي من أنبياء الله عزوجل.



فإذن، إن النظر إلى تصرف رب العالمين وتدبيره لهذا الوجود ، هذا التدبير المذهل ، من موجبات تقوية العلاقة والتعرف على رب العالمين.. ومن المعلوم هذه الأيام أن الأساطيل تجوب البحار ، وعليها عشرات الطائرات ، وإذا بهذا الماء السيال يحمل هذا الوجود الثقيل ؛ نظراً لخاصية من خواص الماء وهي قانون الطفو ؛ ولكن من الذي جعل هذه الخاصية في البحار ؟.. إن رب العالمين هو الذي يسخر الرياح ، ويسخر هذه السحب التي تسوقها الرياح اللواقح من بلد إلى بلد.. ومن المعلوم أنه سخر هذه الرياح لنبي من أنبيائه وهو سليمان.



فالذي سخر الرياح ، وسخر الفلك ، وسخر البحار في أمور المعيشة ، هو الذي أيضاً يسخر القلوب لما فيه رضاه.. ومن هنا فالذي يشكو زوجاً غير صالح ، أو زوجة غير صالحة ، أو ذرية غير صالحة ، إذا أراد أن يتكلم وأن يتحدث معهم بما يؤثر في سير حركتهم في الحياة ، وأن يلين قلوبهم لذكر الله عزوجل ، من المناسب أن يتوسل إلى الله عزوجل ، ويقول : يا مقلب القلوب !.. يا مسخر الرياح !.. يا فالق الإصباح !.. أنت الذي حملت الفلك على البحار ، يسر لي سبيلاً وطريقاً إلى قلوب هؤلاء !..



وهنيئاً لإنسان رزق القبول في هذا المجال !.. فالمؤمن الذي وجد سبيلاً إلى ربه ، فإن رب العالمين يضفي عليه التأثير ، كما تشير بعض النصوص ، أنه قد يكون الرجل لا يتقن قولاً ، ولا يتصف بالبلاغة في الحديث ، ولكن قلبه يزهر كالمصباح : (تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو ، خطيبا مصقعاً ، ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم.. وتجد الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه ، ولقلبه يزهر كما يزهر المصباح).. أي يتكلم في النفوس وفي القلوب ، وإذا به يغير مجرى حياة أمة بكلمته..

وهذه الأيام نلاحظ بأن الإسلام المنتشر في بعض البلاد النائية ، هو من بركات مسلم تاجر ، ذهب إلى بلاد نائية ، وإذا به يفتح القلوب على ذكر الله وعلى الهدى الإلهي.. هنيئاً لمن رشحه الله لأن يكون من الدعاة إلى طاعته !..

اللهم اجعلنا من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك بحق محمد وآله !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #10
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : يوم أمس (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



حقيقة إن حلاوة هذا الدعاء الذي نترنم به في ليالي شهر رمضان المبارك ، يفوق كل حلاوة مادية في هذا الشهر.. ومن المعلوم أن البعض يحاول أن يعتني بمطعمه وبمشربه في هذا الشهر الكريم ، ولكن البعض يبحث عن هذه الكنوز التي أودعها الله عزوجل في هذا الشهر الكريم ، شهر القرب والمصالحة والتودد إلى رب العالمين.



- (اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ أَناتِهِ في غَضَبِهِ ، وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ..)..

في هذه الفقرة نتعلم درس الصفح والعفو بعد المقدرة.. إن رب العالمين هو أقدر القادرين ، إذ كلنا نواصينا بيد الله عزوجل ، والوجود في قبضته ، والسماوات مطويات بيمينه.. ولكن في نفس الوقت رب العالمين يرى عباده وهم منغمسون في معصيته ومخالفته - من منا لم يعص ربه !- والكثيرون من الصائمين هم أهل الكبائر في أيام سنتهم ، ولكن الله عزوجل يتودد إليهم في شهر رمضان المبارك ، ويدعوهم إلى طاعته.. إن رب العالمين يتأنى وهو مليء بالمبادرة ، ويصبر وهو القادر على الانتقام.. فهلا تعلمنا درس العفو والصفح !.. وخاصة بين ذوي الحقوق.. إنسان له زوجة صالحة إجمالاً ، ربت له الأولاد ، وتعبت في منزله ، وأمضت ريعان شبابها في خدمته وراحته ، ولكنها زلت زلة في يوم من الأيام ، أو في ساعة من الساعات ، نرى أنه ينتقم منها ، متناسياً كل هذا التأريخ الطويل !.. أين العفو بعد المقدرة ؟!.. أين التأسي بهذه الصفة الإلهية ؟!.. ومن المعلوم أن من يريد أن يصل إلى ملكوت الأسماء الحسنى ، وأن يصبح مرآة عاكسة لصفات الله وجلاله وجماله ، فإن عليه أن يتأدب بهذه الآداب.



ومن منن الله على عبده هو أن يشرح صدره ، لأن هذا مما يعينه في أموره الحياتية كثيراً ، فليسأل الإنسان ربه في ليالي شهر رمضان المبارك شرح الصدر.. فهذا نبي الله موسى (ع) أراد أن يذهب إلى طاغوت زمانه ، وإذا به يدعو ربه قائلاً : {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}.. وكم من الجميل أن تتحقق هذه الصفة في الإنسان !.. أن يكون على مستوى بحيث تكون له القدرة على أن يستوعب الصدمات ، وأن يستوعب إساءة الخلق ، وأن يكون صبوراً حليماً ، متأسياً بأئمة أهل البيت (ع) ، كالإمام المجتبى (ص) المعروف بحلمه.. بل إن خريجوا هذه المدرسة لهم مواقف رائعة في هذا المجال ، ويحسن بنا أن نقتدي بهم في تعاملهم مع الناس.. كمالك الأشتر الذي يعد القائد العام لقوات على (ع) العسكرية ، فلننظر كيف هو تعامل مع ذلك الذي تجاسر عليه وأهانه ، حيث لم يحلم عنه فحسب ، بل أنه ذهب إلى مسجد ليدعو لمن أهانه.. يا لها من عظمة !.. فهلا تأسينا بهؤلاء العظماء !.. فهذه هي صفة الحلم والعفو بعد المقدرة التي كانت فيهم (ص).



- (الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى ، وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَتَعالى..)..

هنيئاً لمن اتخذ الله جليساً !.. فكان في أسحار شهر رمضان المبارك يجالس ربه ، ويناجيه ، ويأنس برفقته ، وقد أشار علي (ع) إلى هذه الحقيقة في قوله : (لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان).. وفي قوله (ع) رداً على من يسأله هل رأيت ربك : (وكيف أعبد رباً لم أره).. فالذي يناجي ربه في خلوات الليل ، فإن الله تعالى جليسه ، كما ورد في الحديث القدسي : (أنا جليس من ذكرني).. وطوبى لمن كان جليسه رب العالمين !..

اللهم اجعلنا ممن أذقته حلاوة حبك وذكرك في هذا الشهر !.. لا تغلق علينا أبواب لطفك ورحمتك ، إنك على كل شيء قدير !


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

جديد منتدى منتدى القرآن الكريم والأدعية والأذكار اليومية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education