معجبوامنتدى محبي أهل البيت على الفيسبوك
صفحتنا على الفيس بوك
عدد مرات النقر : 3,122
عدد  مرات الظهور : 72,122,367صفحتنا على الانستغرام
عدد مرات النقر : 4,827
عدد  مرات الظهور : 72,122,349صفحتنا على تويتر
عدد مرات النقر : 2,809
عدد  مرات الظهور : 72,122,348قناتنا على اليوتيوب
عدد مرات النقر : 2,836
عدد  مرات الظهور : 70,989,799

عدد مرات النقر : 840
عدد  مرات الظهور : 23,769,027



إضافة رد
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #11
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



إن دعاء الافتتاح -هذا الدعاء الذي صرنا نقتات عليه ليلياً بفضل الله وكرمه- فيه مضامين متنوعة ومختلفة من حيث الطيف الذي يتناوله ، ففيه مضامين توحيدية ، وفيه مضامين توسلية ، وفيه تعظيم لله سبحانه وتعالى ، وذكر لأوليائه ، وفيه تسبيح بليغ..



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ، وَلا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ، وَلا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاَْعِزّاءَ ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ..)..

وفي هذه الفقرة إشارة سياسية لحركة الأمة ولتعاملها مع الأعداء.. لو أنه المسؤولون عن هذه الأمة ، أصحاب الحل والعقد ، الذين لهم وبيدهم أخد القرارات الحاسمة والمصيرية في حياة هذه الأمة ، عاشوا حقيقة حاكمية الله عزوجل لهذا الوجود.. الرب الذي أخرج هذا الوجود من ظلمات العدم إلى نور الوجود.. الرب الذي خلق من النطفة والمضغة ، هذا الوجود الذي جعله خليفة له في الأرض.. الذي يعيش هذه الحاكمية الكبرى ، هذا القهر المطلق ، هذه الجبارية ، هذه الحكومة المستوعبة ، من الطبيعي أن لا يعيش حالة الخوف من المخلوقين.



ومن المعلوم هذه الأيام أن قوة الدول تقاس بقوة الذرة ، في هذا السباق المعروف.. وما الذرة على صغرها -ذلك الجزء الذي لا يرى- إلا صورة من صور ملكه وقدرته.. هذا الجزء الذي لا يرى بالعين المجردة -هذه الذرة- ، عندما تفلق ، تصنع الأعاجيب ، وتدمر المدن والقرى وغير ذلك.. إن الرب الذي أودع هذه الخاصية في هذه الذرة الصغيرة ، الرب الذي خلق الذرة بمكوناتها وبقدراتها وبطاقاتها المودعة فيها ، هو هذا الرب الذي نعبده ، والذي نستعين به ، والذي نطلب منه أن ينصرنا على القوم الظالمين.. فالذي يعيش هذه الحقيقة ، سوف لن يخاف من قوة في هذا الوجود..{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء}.



ولا ينبغي أن ننسى هذه الحقيقة ، وهي أن الله عزوجل غيور على عباده.. أرأيتم كيف رعاية الأم لولدها ، إن رب العالمين هو أشد رعاية من الأم لولدها لعبده المؤمن.. إن رب العالمين غيور على أمته ، وعلى عباده ، ولهذا يقول في كتابه الكريم : {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}.. لو أن أحدنا اتخذ محامياً ، مدافعاً له في محكمة ، وكان ذلك المدافع أو المحامي ذات صلة بالحاكم مثلاً ، الإنسان ألا يهدأ باله ، لأن هنالك من يدافع عنه ؟.. فكيف إذا كان القدير الحكيم ، رب الأرباب ، مالك الرقاب ، تبنى الدفاع عن عباده ؟.. إن الله سبحانه وتعالى يدافع عن عباده ، ولكن دفاعه ليس أمراً جزافياً ، وإنما هو يدافع عن عباده المؤمنين.. ومن هنا يقول الله تعالى أيضاً في كتابه : {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ؛ فالأمة التى تريد التغيير ، لابد أن تغير من نفسها ، ليأتي ذلك النصر ، وما ذلك على الله بعزيز !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:56 AM   #12
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



إن الملاحظ في دعاء الافتتاح بأن هنالك حمد متكرر ، فالعبد في كل فقرة يبدأ يكرر مناجاته وحديثه مع رب العالمين ، بكلمة الحمد : (اَلْحَمْدُ للهِ) ، ثم يصف ربه بأوصاف تذكره برحمته ، وبكرمه ، وبسعة جوده.



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ..)..

إننا نعتقد بكل قاطعية ، أن كل دعاء صادر من العبد ، بشرطه وشروطه ، فإنه مستجاب.. إذ رب العالمين وعد عباده ، حيث قال تعالى : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} ، ولا خلف لوعده.. ولو أن العبد استوعب هذه الحقيقة ، بأن الله عزوجل يجيب العبد حين يناديه ، فإنه سوف لن يفتر عن الدعاء والمناجاة بين يدي ربه.



غير أن الدعاء حركة قلبية.. إن علينا أن نعلم بأن الدعاء طلب ، والطلب من صفات القلب ، لا أنه نكتفي فقط بقراءة الدعاء ، فقراءة الدعاء شيء ، والدعاء شيء آخر.. لو أن إنسان تلفظ بالماء فقط فإنه لن يعطى الماء ، لأنه لم يطلب.. بخلاف لو أنه أظهر العطش ، وخاصة لو كان شخصية لها امتيازها الخاص عند القوم ، فإن الكل سيسارع لإحضار الماء له.. فهناك تلفظ بالماء ، ولكن هنا أظهر الحاجة للماء ، وعُلم بأنه يطلب الماء ؛ ومن الواضح جداً أن طلب الماء كلفظ شيء ، وإظهار العطش شيء آخر.. فإذن، الذي يدعو ، بمعنى من يطلب ، ويعيش حياة المولى ، وقادرية المولى -الذي يرى هذه الحقيقة ، ويعيش هذه الحقيقة- ، فإن الله عزوجل سوف يستجيب دعاءه.



ومن المعلوم أن الاستجابة لها فروع ثلاث :

إما أن يستجيب رب العالمين دعاء عبده عاجلاً.. فالعبد لا يكاد ينتهي من السؤال ، إلا وبوادر الإجابة أمام عينيه.



وإما أن يستجيب له ولكن يؤجله.. لما أمر الله عزوجل نبيه موسى وهارون (ع) ليتحركا لتأييد دينه ، ولهزيمة فرعون ، نبي موسى (ع) دعا عليهم ، إذ قال : {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} ، ورب العالمين وعدهما الإجابة ، إذ قال تعالى : {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا} ؛ ولكن يقال بين هذا الدعاء وبين الإجابة ، أربعون سنة.. إن رب العالمين هو العليم الحكيم ، وقد تقتضي حكمته تعالى بتأخير الاستجابة.



والشق الثالث هو الدعاء الذي لا يستجاب لا عاجلاً ولا آجلاً ، ولكن رب العالمين يعوضه بما لا يخطر بباله يوم القيامة.. وقد ورد في خبر طريف جداً ، عن الصادق (ع) : إنّ الربّ ليلي حساب المؤمن فيقول : تعرف هذا الحساب ؟.. فيقول : لا يا رب !.. فيقول : دعوتني في ليلة كذا وكذا في كذا وكذا ، فذخرتها لك ، قال : فممّا يرى من عظمة ثواب الله يقول : يا ربّ !.. ليت أنّك لم تكن عجّلت لي شيئاً وادّخرته لي.. العبد يدعو ربه ولا يستجاب له ، ولكن في يوم القيامة عندما يعوض ذلك التعويض المذهل ، فإنه يتمنى من الله عزوجل ، أن لو لم تستجب له دعوة واحدة !.. هو في الدنيا طلب من الله تعالى شفاء صداع مثلاً ، ولم يستجب له ، واستمر به الصداع يوم ، أو نصف يوم ، وإذا بيوم القيامة يعطي قصراً أبدياً.. فهذا القصر الذي ينعم فيه أبد الآبدين ، مقابل صداع نصف يوم ، أو مقابل دين أشهر أو سنة !.. يا لها من صفقة مربحة !..

إذن، الإنسان المؤمن عندما يدعو ربه ، فإنه يدعو وهو متيقن بهذه العناصر الثلاث : إما أن يعطى الحاجة معجلة ، أو مؤجلة ، أو يعوض في يوم القيامة.



- (وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَة وَأَنَا اَعْصيهِ..)..

إن ستارية الحق تعالى ، من النعم الكبرى.. وهذه حقيقة لا خلاف فيها ، وهي أن ظواهر العباد خير من بواطنهم.. ولكن رب العالمين نشر الثناء الجميل ، وستر القبيح ؛ فعلينا أن نشكره على هذه النعمة..

اللهم لا تهتك أستارنا ، بحق محمد وآل محمد ، إنك سميع مجيب !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:57 AM   #13
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ..)..

إن من الصفات الإلهية التي تثير في العبد حالة الالتجاء والانقطاع الدائم ، هو هذا الانفتاح الدائم لأبوابه.. فالملوك تغلق أبوابها ، وأهل العطاء وأهل الكرم أبوابهم ليست مفتوحة دائماً ، ولكن الرب المتعال ، الحي القيوم ، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ، بابه مفتوح للسائلين..



إن هذا الباب مفتوح دائماً ، إلا أنه يفتح بشكل أوسع في أماكن وأزمنة معينة ، فإن فيها يلتفت رب العالمين إلى عبده التفاتاً مضاعفاً ؛ ومن هنا ينبغي للمؤمن أن يتعرف على ساعات استقبال الله عزوجل لأوليائه استقبالاً خاصاً..



وهي من حيث المكان : كالمسجد الحرام ، وعند الحطيم ، وعند الميزاب ، وعند المستجار ، وفي المسعى ، وفي عرفة ، وفي مشاهد أوليائه... فهذه مواطن يحب الله عزوجل أن يدعى عندها.



وأما من حيث الأزمنة : فمنها ساعة الأسحار.. ومن المتعارف أن الصائمين هذه الأيام يستيقظون لتناول طعام السحور ، وهي من العبادات أيضاً ، ولهذا فالذي يستيقظ ليتزود لنهاره أكلاً وشرباً ، من المناسب أن ينوي قصد القربة ، فقد ورد عن الرسول الأكرم (ص) ، ما يشير إلى التأكيد على السحور ، وعلى عظمة ثواب المتسحرين ، حيث قال (ص) : (إن الله وملائكته يصلون على المستغفرين ، والمتسحرين بالأسحار..)..

وفي خصوص شهر رمضان ما دام هذا التوفيق متاح لأغلب الخلق ، إذ يستيقظون للتزود المادي لنهارهم ، فلماذا لا يضيف المؤمن إلى ذلك ، التزود المعنوي أيضاً.. أليس من الخسران أنه إنسان يستيقظ لتناول طعام السحور مثلاً ، ثم يستلقي نائماً ؛ فيفوت على نفسه صلاة الفجر ، ويحرم بركات الليل ؟!.. ومن المعلوم بأن الله عزوجل قال لنبيه المصطفى (ص) : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} ، حيث أنه في خصوص صلاة الليل رب العالمين أبهم الجزاء ، إذ قال : {مقاماً محموداًْْ}.. ولكن ما هو هذا المقام المحمود ؟.. لا ندري.. حتى في القرآن الكريم لم يفصل ثواب صلاة الليل..



ومن الساعات التي تفتح فيها الأبواب أيضاً : هي ساعة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها..



وفي ساعة الزوال ، في منتصف النشاط اليومي ، حيث إلتهاء الخلق بشؤونهم : الجامعي في جامعته ، والمكتسب في متجره ، وربة المنزل في منزلها... فالإنسان يقطع نشاطه اليومي عند الزوال ، ليقف بين يدي ربه ، ليقيم الصلاة الوسطى ، المفسرة بصلاة الظهر..



وعند التقاء الصفين.. عندما يقف جيش الإسلام أمام جيش الكفر ، فهذه من ساعات الاستجابة وطلب المدد من الله عزوجل..



وأخيراً من ساعات الاستجابة : عندما يصلح المرء بين متخالفين.. فالذي أصلح بين مؤمنين : زوجة وزوجها -مثلاً- ، فإن رب العالمين في تلك الساعة ، حيث قام بهذا العمل الصالح ، ينظر إليه بعين اللطف والرحمة.. ولهذا فهي من الساعات المناسبة للاستجابة ، ويحسن له أن يستغلها.. فليسجد لله شاكراً ، وليسأله أن ينظر إليه بعطائه الذي لا نفاذ له.

اللهم أصلح أمورنا ، وأنلنا بركات هذه الليالي والأيام ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:57 AM   #14
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



أما وقد وصلنا إلى منتصف هذا الشهر الكريم ، فمن المناسب أن نقف مع أنفسنا وقفة تأملية ، لننظر هل نحن تملينا وتزودنا وتشبعنا من بركات هذا الشهر الكريم ؟.. ترى هل غفر لنا أم لم يغفر لنا ؟.. الأيام تجري بسرعة ، والليالي تنقضي ، والفرص تمر مر السحاب !.. وبعد أيام نستقبل العشرة الأخيرة من الشهر الكريم ، حيث ليالي القدر ، حيث أخذ الجائزة الكبرى من رب العالمين !.. ومن المعلوم بأن الشقي من حرم غفران رب العالمين في هذا الشهر الكريم.. وأعوذ بالله عزوجل من أن ينصرف عنا هذا الشهر ، ولم نصل إلى مرتبة الغفران ، أو الرضوان !..



أيضاً في منتصف هذا الشهر ، تطل علينا مناسبة ميلاد سبط النبي الأكبر ، الإمام المجتبى (ص) ، ذلك الإمام الذي يضرب به المثل في الحلم والتجاوز.. ويا ليت الإنسان المؤمن الذي يدّعي الانتساب إلى منهج أهل البيت وإلى مدرستهم أن يتأسى بصفاتهم !.. هل نحن نحاول أن نضفي على حياتنا صفة الحلم والتجاوز عن الآخرين ، واستيعاب الصدمات ، وعدم مؤاخذة الناس على كل صغيرة وكبيرة ؟!.. هل حاولنا أن نعمل بقوله تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ؟!.. هذه وقفات تأملية بمناسبة منتصف هذا الشهر الكريم..



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُؤْمِنُ الْخائِفينَ ، وَيُنَجِّى الصّالِحينَ..)..

هذه الأيام -وليس هذا بقول مستنكر أو غريب- أغلب الناس تعيش حالة من حالات القلق والخوف من المستقبل ، والاكتئاب المزمن وغير المزمن ؛ فكل هذه العوارض النفسية ، تنغص على الناس حياتهم وهم في ذروة المتاع المادي ؛ ترى إنسان لا ينقصه شيء من متاع الدنيا ، ولكن يعيش مجموعة من هذه الأمراض النفسية ، التي قد تجر البعض إلى ما لا يحمد عقباه.. فالناس إما خوفهم من المستقبل ، أو حزنهم على الماضي الأسود الذي لا يرجع.. فأما الحزن على الماضي : هب أن الله عزوجل غفر لإنسان وقد كان له ما كان ، ولكن العمر الذي ضاع في الباطل وفي المعصية ، فإن هذا العمر لا يرجع ؛ ومن العبث ، بل من الخسران أن يضيع الإنسان ما بقي من عمره أيضاً فيما لا يفيده !.. وإما الخوف من المستقبل : أن تأخذ الإنسان حالة من القلق على المستقبل المجهول كأفراد أو كأمة ، فهذا أيضاً يفوت عليه حاضره.. ومن هنا لا يهنأ بحاضره ، من يفكر في ماضيه أو مستقبله !.. ولكن القرآن الكريم يذكر لنا فئة من الناس وينفي عنهم الخوف والحزن ، ألا وهم أولياء الله ، حيث يقول تعالى : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.. فهؤلاء جنس الخوف وجنس الحزن منفي عنهم.. جعلنا الله تعالى منهم !..



الرب هو الذي يؤمن الخائفين ، وينجي الصالحين.. ولو أعملنا الفكر قليلاً ، ونظرنا في تصرف رب العالمين مع أوليائه ، وكيف ينقذهم من حيث لا يحتسبون : ترى هل كان يدور في خلد نبي الله موسى الكليم (ع) عندما وصل إلى شاطئ النهر أو البحر ، حيث العدو من ورائه والبحر من أمامه ، هل كان يخطر بباله ، أن الله عزوجل سوف يحول قاع البحر إلى طريق سالك ، ينجو من خلاله ، ثم يعود بحراً ، ليغرق فرعون ومن معه ؟!.. والنبي المصطفى (ص) يدخل الغار ، وإذا بالعنكبوت -كما في النقل المعروف- تنسج بيتها على باب ذلك الغار.. فيا للعجب !.. أضعف المخلوقات -صاحب أوهن البيوت- ، يحفظ أشرف المخلوقات من أعين الظالمين !.. وهذا الطوفان غمر الأرض وغمر الكون ، ولكن الله عزوجل هيأ سفينة النجاة لنبيه نوح..

الذي يعرف رب العالمين بهذه الصفات ، وبهذه القدرات ، سوف يقر عينه ، ويهدأ قراره في أحلك الظروف.. الرب هو الرب ، والمعاملة هي المعاملة ، والسنة هي السنة ، ولن تجد لسنة الله تبديلا..

اللهم نجنا من القوم الظالمين ، بحق محمد وآله الطاهرين !.. والحمد لله رب العالمين.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:57 AM   #15
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها ، وَتَرْجُفُ الأَْرْضُ وَعُمّارُها ، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها..)

إن هذه من الفقرات التي تجعل الإنسان يعيش حالة كونية ، ويسيح في عالم الوجود ؛ عندما يتذكر هذا التنوع الهائل في مخلوقات هذا العالم.. ومن هنا من المناسب للإنسان بعد مشاهدة الأفلام الطبيعية ، أن يستحضر هذه المناظر الكبرى الهائلة المذهلة ، عند مناجاته وحديثه مع الرب ؛ ليلقن نفسه بأن الذي نستجديه في قنوتنا ، وبأن الذي نسجد له في صلواتنا ، هو صاحب البحار ومن يسبح في غمراتها..



ومن المعلوم أن الرعد بظاهره ما هو إلا حركة التقاء السحب ، وتفريغ الشحنات الكهربائية ، وهذا الصوت المرعب ، وهذا البرق الخاطف ، ولكن القرآن الكريم يقول : {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ}.. نحن البشر نسمع صوت الرعد ، كحركة من حركات الوجود ، كظاهرة طبيعية ، ولكن واقع الأمر هنالك تسبيح ، ونحن لا نفقه هذا التسبيح..



وهناك بحث بين العلماء حول تسبيح الكائنات :

فمنهم من يقول : بأن التسبيح هو تسبيح تكويني.. فالموجودات بلسان حالها بما لها من نظام دقيق ، تعكس كمال الموجد جل وعلا ، ونزاهته من كل عيب ونقص.

ومنهم من يقول : بأن التسبيح هو باعتبار الملائكة الموكلة بهذه الأمور.

وهنالك رأي يقول : بأن التسبيح هو تسبيح ذاتي ، بنحو من أنحاء التسبيح.. إذ كل موجود له نوع من الإدراك والعقل والشعور ، بحسبها.. ولهذا القرآن الكريم يقول : {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}..



على كل، الإنسان في تعامله مع الوجود ، عليه أن يستذكر هذه الحقيقة الكبرى.. فالوجود يسبح ، والحيتان والدلافين وأسماك البحار كلها تسبح ، فلماذا هو لا يكون من المسبحين ؟..

الإمام الصادق (ع) رأى إنساناً يغني على دابته ، فاستنكر عليه ذلك قائلاً : أما يستحي أحدكم أن يغنّي على دابته وهي تُسبّح ؟!.. فالوجود كله يسبح ، ومن القبيح أن يخالف الإنسان هذه الحركة الكونية ، ليكون عاصياً لربه !.



- (لْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا ، وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللّهُ..)..

إن الهداية نوعان :

الأولى : هداية عامة : وهي هداية الإسلام ، وهداية الإيمان..

والثانية : هداية خاصة.. وعلي (ع) يشير إلى هذه الهداية حيث يقول : (... وما بَرِحَ لله - عَزّت آلاؤه - في البُرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات ، عبادٌ ناجاهم في فكرهم ، وكلّمهم في ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظةٍ في الأسماع والأبصار والأفئدة ..).. وهنيئاً لمن كلمه الله عزوجل في ذات عقله !.. فإن باب الوحي منقطع ، ولكن باب الإلهام مفتوح لخاصة أوليائه.. نسأل الله عزوجل أن يخصنا بهدايته ، وأن يلهمنا سبيله ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:57 AM   #16
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



إن الصيام على أقسام : فهناك صوم العوام ، وهناك صوم الخواص ، وهنالك صوم خواص الخواص.. ففرق بين من يكف عن الطعام والشراب ، وبين من يكف عن المعاصي ، وما لا يرضي رب العالمين.. ويصل العبد في صيامه وكفه عن الغير ، إلى أن لا يرى أحداً في الوجود إلا الله عزوجل ؛ وهذا منتهى درجة الصيام ، حيث يغض الإنسان طرفه عما سواه ، كما يقول علي (ع) -وهو شهيد هذه الليالي والأيام- : (اللهم هب لنا كمال الانقطاع إليك)..



- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ..)..

إن علينا أن نعيش حقيقة رازقية الله عزوجل ، وأنه هو الذي يرزقنا من خلال هذا السحاب المسخر بين السماء والأرض.. فما نأكله هو من بركات الأرض ، وبركات الأرض هي من بركات السماء.. ربنا هو الذي يسوق هذه الرياح من بلد إلى بلد.. قدرته قدرة قاهرة.. وعظمته عظمة غالبة.. فإن الذي ينظر إلى رازقية الله عزوجل ، هل يمد عينه إلى المخلوقين ؟.. إن هذا الاعتقاد يجعله ينظر نظرة أخرى.. فعندما يطلب مالاً من أحد ، فإنه يطلب منه على أنه سبيل من سبل الله عزوجل.. وعندما يطلب عوناً من أحد ، لا يغفل عن ذلك المسبب للأسباب..



ومن المناسب لمن يشتكي من مشكلة : في نفسه أو ماله أو أهله ، أن يكثر من هذا الدعاء -يا له من دعاء جميل !-: (يا سبب من لا سبب له !.. ويا مسبب كل ذي سبب !.. ويا مسبب الأسباب من غير سبب !.. سبب لي سبباً لن أستطيع له طلبا !..)..



العالم عالم الأسباب ، وهو الذي إذا شاء ، جعل السبب ، ويسبب سببيته ، ويجعل العلة ، ويؤثر في عليته.. النار محرقة ، ولكن عندما يصل الأمر إلى الخليل (ع) ، فالنار ليست غير محرقة فحسب ، بل أنها تتحول إلى برد وسلاما.. طبيعة الماء طبيعة سيالة مغرقة ، ولكن عندما يصل الأمر إلى الكليم موسى (ع) ، وإذا به يمشي في أرض يبس..

إن علينا أن نستشعر هذه السببية التامة ، هذه السببية المستوعبة للوجود..



- (وَيُميتُ الأَْحياءَ ، وَيُحْيِي الْمَوْتى ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ..)..

إن الإنسان الذي يعيش دائماً هاجس الإماتة ، وأنه مهما صعدنا أو نزلنا ، أو ملكنا أو حكمنا ؛ فإن العاقبة هي الرجوع إلى رب الأرباب : إنا لله وإنا إليه راجعون.. الذي يعيش هاجس الموت بالمعنى الصحيح ، لا بالمعنى المرضي أو الوسواس القهري -كما يقولون- ؛ فيتذكر الموت على أنه نقلة ولقاء بالحبيب الأعلى - الذي يعتقد بهذا الاعتقاد- ، سوف يضاعف جهوده ، لأن يحول اللقاء القهري إلى لقاء اختياري ، يكون في ذلك اللقاء تمام المحبة والأنس ؛ إذ الغائب عن حبيبه يشتاق إلى لقاء حبيبه.. ومن هنا فإن الله عزوجل يمنّ على أنبيائه السلف (ص) ، أنه اختصهم بتذكر القيامة : {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ}..

اللهم إنا نسألك التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل حلول الفوت ، بجاه محمد وآله الطاهرين !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:57 AM   #17
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَأَمينِكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَحَبيبِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ ، وَحافِظِ سِرِّكَ ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ ، أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ ، وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ ، وَأَزْكى وَأَنْمى ، وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَ ، وَأَسْنى وَأَكْثَرَ ، ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ ، عَلى أَحَد مِن عِبادِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصِفْوَتِكَ ، وَأَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ..)..

بعد أن أنهينا حمد الله عزوجل بأنواع الحمد ، الآن في هذه الفقرة المباركة وصل الدور إلى الصلاة على نبيه وعلى أوليائه ، فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق.. حمدنا ربنا على نعمه وعلى آلائه ، الآن رب العالمين أمرنا أن نصلي على الذين كانوا سبباً لإيصال الهداية إلى قلوب أوليائه..



النبي الأكرم (ص) كم قاسى في دعوة الناس إلى الله عزوجل !.. عبد الله عزوجل حق عبادته ، حيث اختلى في ذلك الغار إلى الأربعين من عمره ، وهو يتوجه بكل وجوده إلى الله عزوجل.. ثم نزل إلى ساحة الحياة ، حيث عتاة الجاهلية ، وقد تحمل منهم ما تحمل ، أخرجوه من بلدته من مكة ، ثم واجه الكفار والمنافقين في المدينة.. حياة مليئة بكل صور المعاناة ، إلى درجة قال عبارته المبكية : (ما أوذي نبي كما أوذيت).. رغم أنه من الذين أوذوا في حياة الأنبياء : أيوب المبتلى ، ويحى الذي قطع رأسه ، وأهدى إلى بغية من بغايا نبي إسرائيل.. الأنبياء عاشوا ما عاشوا من صور الظلم والأذى ، ولكن حبيبنا المصطفى كان خاتماً في كل شيء ، ومنه الأذى الذي عاناه في حياته المباركة.. أو لا يستحق الحبيب المصطفى (ص) ، أن نصلي عليه صباحاً ومساء ، كما يحب الله ويرضى ؛ لأنه تعالى هو أول المصلين على حبيبه..



والملاحظ أن أول صفة نصفها للرسول (ص) ، هي صفة العبودية.. فقبل أن نصفه بأوصاف الحب ، والاصطفاء ، والأمانة ، وأنه خيرة الله من خلقه ، نقول : (عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ) ، وهذا الذي نكرره في تشهد صلواتنا في كل يوم.. النبي (ص) ما صار نبياً ، إلا لأن الله عزوجل رآه أطوع الخلق بين يديه..



وفي قوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} : نفهم أن صفة العبودية هي ثمرة الوجود ؛ ولو لم نحقق هذه الثمرة في حياتنا ، فوجودنا يصبح وجوداً لغوا باطلاً ؛ لأن الشجرة التي لا تثمر ، تقتلع وترمى جانباً..



إن العبودية حالة وجدانية.. فالأم عندما تضع ولدها ، تعيش حالة الأمومة.. والموظف عندما يتوظف في دائرته ، يعيش مشاعر الوظيفة ، ويرى نفسه موظفاًَ.. فهل نحن عشنا هذه المشاعر في حياتنا ولو ساعة ، ولو دقيقة ، أننا عباد لله عزوجل ؟..



والإنسان الذي يعيش حقيقة العبودية ، فإنه سوف لن ينقدح في نفسه ميل إلى الحرام ، إذ العبد ينسق حركته وسكنته ، وقيامه وقعوده ، على وفق ما يطلب منه المولى.. الذي يعيش حقيقة العبودية ، فإنه يتحول إلى ذلك الإنسان الذي يصفه القرآن الكريم : {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}.. فالإيمان إذا أصبح مزيناً في الصدر والقلب ، فإن هذا الإنسان لا يجد كلفة عندما يريد أن يقوم بالطاعة.. والذي يكره إليه الكفر والفسوق والعصيان ، فإنه لا يجد ثقلاً عندما يريد أن يكف عن الحرام.. فهنيئاً لمن اتخذه الله عبداً !..

اللهم اجعلنا لك من العابدين ، بحق سيد العابدين حبيبك المصطفى (ص) !.. والحمد لله رب العالمين.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:57 AM   #18
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَاَمينِكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَحَبيبِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ ، وَحافِظِ سِرِّكَ ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ ، أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ ، وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ ، وَأَزْكى وَأَنْمى ، وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَ ، وَأَسْنى وَأَكْثَرَ ، ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ ، عَلى أَحَد مِن عِبادِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصِفْوَتِكَ ، وَأَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ..)..

في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح نصلي على النبي وعلى آل النبي ، فما هي حقيقة الصلوات : (اللهم صلّ على محمد وآل محمد) ؟.. إن الصلوات دعاء ، بل هي من أكثر الأدعية ، ومن أكثر الأوراد والأذكار ، تفشياً في حياة الموالين.. وهذه من نعم الله عزوجل علينا ، أن نسمع ذكر حبيبه المصطفى في الأذان وفي الإقامة ، ونذكره مصلين عليه في الركوع وفي السجود ، وفي التشهد وفي التسليم ، فذكره (صلوات الله وسلامه عليه) مقترن بذكر الله عزوجل حتى في شعار الإسلام ، فمن المعلوم أن الذي يريد أن ينتقل من الكفر إلى الإسلام ، ليحقن بذلك دمه وماله وعرضه ، لابد وأن يتشهد بشهادة النبوة بالإضافة إلى شهادة التوحيد..



فإذن، الصلاة دعاء ، ولهذا فالإنسان عندما يقول : (اللهم) ، فإن عليه أن يستحضر حالة الدعاء.. ومع الأسف، تحولت الصلوات في حياتنا من حالة شعورية إلى حركة شعارية !.. نحن نصلي على النبي ، ونكثر ، ولكن من الممكن أن لا تصل هذه الصلوات ولو مرة واحدة إلى حبيبه المصطفى (ص) !.. صلوات صادرة ، ولكنها غير واصلة !.. الصلوات التي تدخل السرور ، وتثلج قلب الحبيب المصطفى ، هي الصلوات التي بلغته ، هي الصلوات التي أصبحت سبباً في ارتفاع درجته.. فإذن، عندما نقول : (اللهم) ، علينا أن نعيش حالة من حالات الدعاء بين يدي الله عزوجل ، ثم نقول : يا رب، صلّ على محمد وآل محمد !.. أي بارك فيه..



ولكن رب العالمين كيف يبارك ، وبم يبارك ؟.. هذا الأمر إليه ، هو يعلم كيف يبارك.. قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}..{يُصَلُّونَ} فعل مضارع ، أي يدل على الاستمرارية والدوام.. ففي كل حال وآن من الآنات ، رب العالمين يبارك على الحبيب المصطفى (ص) ، لا في حياته فحسب ، وإنما بعد مماته.. فمن ينطق بكلمة لا إله إلا الله ، ومن يصلي لربه ، ومن يطوف حول بيته... ، كل ذلك في ديوان الحبيب المصطفى.. وهنيئاً لنبينا !.. حيث يأتي يوم القيامة وأعمال الخلق إلى قيام الساعة ، مدونة في صحيفة أعماله..



وينبغي عندما نصلي على النبي (ص) أن لا ننسى (آله) !.. فقد نهى النبي (ص) عن هذه الصلاة البتراء ، حيث قال (ص) : (لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟.. قال : تقولون : اللهم صلّ على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد).. فمن لم يصل على النبي وآله ، فإن هذا الإنسان لا صلاة له.. ومن صور شكر جميل الآل ، الذين كانوا هم الامتداد للحبيب المصطفى (ص) ، أن نقرن ذكرهم إلى ذكر النبي (ص)..

اللهم اجعلنا من السائرين على دربهم ، والمستنين بسنتهم ، إنك على كل شيء قدير!.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:58 AM   #19
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



- (اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ ، وَأَخي رَسُولِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى ، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ..)..

في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح بعد أن صلينا على النبي وآله ، ننتقل بالحديث عن الأوصياء من بعده ، هذه الأنوار اللامعة ، الحجج الإثني عشر ، الذين بشر بهم النبي (ص) ، الخلفاء من عترته وذريته.. وليس من الصدفة أبداً ، أن يأتي في خلال قرنين ونصف هذه الأنوار اللامعة ، التي تؤيد بعضها بعضاً ، إذ كلماتهم متشابهة ، وموقفهم واحد ، والنور الذي يشع منهم نور واحد.. بمثابة مصباح ذري ، يزهر بنور الله عزوجل ، ويُنظر إلى هذا المصباح من نوافذ متعددة ، فالنور واحد ، والنوافذ متعددة..



النافذة الثانية التي من خلالها ننظر إلى نور الله عزوجل ، هي النافذة العلوية.. وهنا نسلم ونصلي على أمير المؤمنين ، ذلك الإمام الذي وقف حياته منذ أن كان صبياً في مكة ، يتّبع النبي الأكرم (ص) إتّباع الفصيل أثر أمه -كما يصف (ع) نفسه بهذا الوصف- ، إلى يوم قدم نفسه في طاعة رب العالمين.. بدأ من البيت -من المسجد الحرام- ولادة ، وختم حياته شهادة في مسجد الكوفة..



علي (ع) هو امتداد الرسالة ، هو امتداد النبي (ص).. ومسألة الوصاية ليست من بدع القول.. الإنسان في حياته اليومية ، يغيب عن أهل بيته في سفرة قصيرة ، فيعين خليفة على أهله ، ليحفظ أهله في غيبته.. وفي حياة الأنبياء السلف : موسى (ع) يذهب لميقات ربه أربعين ليلة ، لا يتحمل أن يترك أمته من دون وصي ، فيقول لأخيه هارون : {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}..



موسى يغيب عن الأمة غيابًا مؤقتاً ، في إجازة لتلقي الألواح ، وإذا به يعين الوصي من بعده.. كيف النبي الأكرم (ص) يغيب عن هذه الأمة إلى أبد الآبدين ، وبذور الفتنة كامنة فيها.. وفي قوله تعالى : {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} ، إشارة إلى هنالك منافقين لم يكونوا من المنافقين في العلن.. أمة فيها منافقون ، وعليها أنظار اليهود والنصارى ، كيف النبي الأكرم (ص) يغيب عن هذه الأمة ، ولا يعين من يمثله ، من هو على خطه ، من هو على تربيته ؟!!..



والتاريخ يفصح عن الحقيقة لمن يريدها !.. الأحاديث التي تشير إلى فضائل علي (ع) ومنزلته عند النبي الأكرم (ص) ، هي في كتب الفريقين : أقضاهم علي.. أعلمهم علي.. أشجعهم علي.. أولهم إسلامًا علي.. علي صهر النبي.. علي نفس النبي.. علي باب مدينة علم النبي.. علي هو الذي جهز المصطفى (ص) ، وكان في اللحظات الأخيرة بجانبه.. علي هو الذي على سيفه قام الإسلام ، كما قام علي مال خديجة ، ووجاهة أبي طالب.. لماذا نستبدل علياً بغيره ، وهو صاحب هذه السابقة ، وهو الذي -كما نعلم- في هذا الشهر الكريم ، ختم حياته بدمه الطاهر ، في سبيل إحياء حاكمية الله عزوجل في هذا الوجود ؟!!..



صلى الله عليك يا أمير المؤمنين !.. يوم ولدت في الكعبة ، ويوم قتلت في مسجد الكوفة وأنت تنادي : (فزت ورب الكعبة) ، ويوم تحشر يوم القيامة بجوار الحبيب المصطفى ، رافعًا راية الحمد ، تسوق المؤمنين إلى حوض الكوثر.

اللهم اجعلنا من المستنين بسنته ، والسائرين على دربه ، إنك سميع مجيب !.


 

رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 08:58 AM   #20
admin.
مدير عام


الصورة الرمزية admin
admin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : اليوم (07:59 PM)
 المشاركات : 11,660 [ + ]
 التقييم :  13
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Orangered
شكراً: 41
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



نستقبل في هذه الليالي ليالي القدر المباركة ، هذه الليالي التي هي من أهم لحظات السنة ، حيث أنها خير من ألف شهر.. كلنا مقصرون في طاعة الله عزوجل ، ومن هنا رأفة بنا ؛ فإن رب العالمين في ليلة واحدة جعل خاصية ألف شهر - أي أكثر من ثمانين سنة- ؛ في ليلة واحدة الإنسان يعطى خاصية سنوات طويلة..



- (وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ..)..

ووصلنا في حديثنا عن دعاء الافتتاح ، إلى الصلاة على المعصومين واحداً واحداً.. ومن المناسبة التي تجعل الإنسان يتفأل بذلك خيراً ، بأن ذكر فاطمة (صلوات الله وسلامه عليها) في من نسلم عليهم ، أصبح مقارنًا لليالي القدر المباركة.. ومن المعلوم أن ليلة القدر من مصاديق الكوثر ، والزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) من مصاديق الكوثر أيضًا..

هذه المرأة الجليلة التي يكفي في حقها أن النبي الأكرم (ص) -وهو الذي لا ينطق عن الهوى- ، يقول عنها : (فداها أبوها) ، و(فاطمة أم أبيها).. فإن هذه التعابير من النبي المصطفى (ص) لم تنطلق من منطلق الأبوة المحضة ، بل هذه التعابير من موقع الرسالية.. النبي (ص) عندما يقول : (فداها أبوها) ، فهو يعني ما يقول.. ولو لم تكن فاطمة بهذا المستوى ، لما عبر النبي (ص) عنها بهذه التعابير ، التي لم نجد لها نظيراً في كلام النبي (ص) ، بالنسبة إلى أي بشر ذكرًا كان أم أنثى.. فاطمة (صلوات الله وسلامه عليها) بعبارة واحدة مركزة ، هي أمة الله.. فالنبي (ص) شرفه وكرامته وامتيازه ، أنه عبد الله ، كما نقول في التشهد : أشهد أن محمد عبده ورسوله ، وكذلك الزهراء (ص) شرفها وكرامتها ، أنها أمة الله عزوجل..



فاطمة لها أبعاد ثلاثة : من حيث النفس ، ومن حيث العمل ، ومن حيث الحديث والمنطق ؛ وهي كانت متميزة على الأبعاد الثلاثة..



فأما منطقها فيتجلى من خلال خطبتها الفدكية ، عندما وقفت أمام المسلمين لتفلسف لهم الدين ، وتبين أحكام الرسالة ، مع خلفياتها التي خفيت عن باقي المسلمين ، يوم وقفت للدفاع عن إمام زمانها ، وعن ولي أمرها ، علي (ص)..



وأما من حيث العمل : فقد عبدت رب العالمين حتى تورمت قدماها ، حيث كانت تقف في محراب العبادة ، وتسيح في عالمها الذي لا نحيط بذلك كنهاً..



وأما من حيث النفس : يكفي هذا القول لرسول الله (ص) : (رضا الله من رضا فاطمة ، وغضبه من غضبها).. إن رب العالمين يرضى لرضا فاطمة ، ويغضب لغضب فاطمة ؛ ومن هنا استدل العلماء على عصمتها بالإضافة إلى آية التطهير..

جعلنا الله تعالى وإياكم من السائرين على دربها ، ودرب بعلها وأبيها وبنيها ، بحق محمد وآل محمد !.. والحمد لله رب العالمين.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

جديد منتدى منتدى القرآن الكريم والأدعية والأذكار اليومية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education