المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ


admin
05-18-2019, 10:44 AM
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

https://5.top4top.net/p_12339cx8s0.jpg
__
ورد في كتاب التفسير المنسوب لفرات الكوفي في ذيل الآية الكريمة من سورة الشورى:
__
__ { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }
__
__ عن محمد بن علي [ بن خلف العطار ] قال : حدثنا زياد بن المنذر قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام وهو يقول :

شجرة أصلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفرعها علي بن أبي طالب وأغصانها فاطمة بنت النبي [ أ ، ب : محمد ] وثمرها الحسن والحسين [ عليهم الصلاة والسلام والتحية والاكرام. أ ، ر ] فانها شجرة النبوة وبيت [ ي : نبت ] الرحمة ، ومفتاح الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله ووديعته ، والامانة التي عرضت على السماوات والارض والجبال ، وحرم الله الاكبر ، وبيت الله العتيق وذمته [ ي : حرمه [ ، وعندنا علم المنايا والبلايا والقضايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الاسلام وأنساب العرب.

كانوا نورا مشرقا حول عرش ربهم فأمرهم فسبحوا فسبح أهل السماوات لتسبيحهم ، وانهم لصافون وانهم لهم المسبحون ، فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ، ومن عرف حقهم فقد عرف حق الله ، هؤلاء عترة رسول الله [ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. أ ، ب ] ، ومن جحد حقهم فقد جحد حق الله ، هم ولاة أمر الله وخزنة وحي الله وورثة كتاب الله ، وهم المصطفون باسم الله وأمنائه علي وحي الله.

هؤلاء أهل بيت النبوة ومضاض الرسالة والمستأنسون بخفيق أجنحة الملائكة ، من كان يغدوهم جبرئيل [ بأمر. أ ، ب ] الملك الجليل بخبر التنزيل وبرهان الدلائل.
هؤلاء أهل بيت [ ر : البيت ] أكرمهم الله بشرفه ، وشرفهم بكرامته ، وأعزهم بالهدى ، وثبتهم بالوحي ، وجعلهم أئمة هداة ، ونورا في الظلم للنجاة ، واختصهم لدينه ، وفضلهم بعلمه ، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ، وجعلهم عمادا لدينه ، ومستودعا لمكنون سره ، وأمناء على وحيه ، مطلبا! [ ي : نجباء ] من خلقه ، وشهداء على بريته ، واختارهم الله واجتباهم ، وخصهم واصطفاهم ، وفضلهم وارتضاهم ، وانتجبهم وانتفلهم [ ي : وانتقاهم ] ، وجعلهم نورا للبلاد وعمادا للعباد ، [ وأدلاء للامة على الصراط فهم أئمة الهدى والدعاة إلى التقوى وكلمة الله العليا. ي ] وحجته العظمى.

هم النجاة والزلفى ، هم الخيرة الكرام ، هم القضاة الحكام ، هم النجوم الاعلام ، هم الصراط المستقيم ،
هم السبيل الاقوم ، الراغب عنهم مارق والمقصر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ، هم نور الله في قلوب المؤمنين والبحار السائغة للشاربين ، امن لمن إليهم التجأ ، وأمان لمن تمسك بهم ، إلى الله يدعون ، وله يسلمون ، وبأمره يعملون وببيناته [ ر : وببيانه. ي : وبكتابه ] يحكمون.
فيهم بعث الله رسوله ، وعليهم هبطت ملائكته ، وبينهم نزلت سكينته ، وإليهم بعث [ ر : نفث ] الروح الامين منا من الله عليهم ، فضلهم به وخصهم بذلك ، وآتاهم تقواهم [ و. ب ] بالحكمة قواهم ، فروع طيبة وأصول مباركة ، مستقر قرار الرحمة ، خزان العلم ، وورثة الحلم ، وأولوا التقى والنهى ، والنور والضياء ، وورثة الانبياء وبقية الوصايا.
منهم الطيب ذكره ، المبارك اسمه محمد [ صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ، ب ] المصطفى والمرتضى ورسوله الامي.
ومنهم الملك الازهر والاسد المرسل [ حمزة بن عبد المطلب. ب ].
ومنهم المستسقى به يوم الرمادة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله وصنو أبيه.
و [ منهم ] [ جعفر. ب ] ذو الجناحين والقبلتين والهجرتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الاديم وضاح البرهان.
ومنهم حبيب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخوه والمبلغ عنه من بعده ، البرهان والتأويل ومحكم التفسير أمير المؤمنين وولي المؤمنين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية.
هؤلاء الذين افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة فقال في محكم كتابه لنبيه : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ).
قال أبو جعفر [ محمد بن علي. أ ، ر ] عليهما‌السلام : اقتراف الحسنة حبنا [ ي : مودتنا ] أهل البيت.
__
📚 كتاب تفسير فرات ، ص ٣٩٥-٣٩٧