المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعاني الباطنيّة للحجّ ببيان الإمام الصادق عليه السلام


admin
10-02-2013, 09:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ورد في كتاب مصباح الشريعة أنّه قال الصادق عليه السلام:

«إذا أردت الحج فجرد قلبك لله تعالى من كل شاغل وحجاب, وفوّض أمورك إلى خالقها, وتوكّل عليه في جميع حركاتك وسكناتك, وسلم لقضائه وحكمه وقدره, ودع الدنيا والراحة والخلق, واخرج من حقول تلزمك من جهة المخلوقين, ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك, وقوّتك وشبابك ومالك, مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالا, فإنّ من ادعى رضى الله واعتمد على ما سواه, صيّره عليه وبالاً وعدواً, ليعلم أنّه ليس له قوّة ولا حيلة ولا لأحد, إلا بعصمة الله وتوفيقه, فاستعد استعداد من لا يرجو الرجوع, وأحسن الصحبة, وراع أوقات فرائض الله وسنين نبيه صلّى الله عليه وآله, ما يجب عليك من الأدب والاحتمال, والصبر والشكر, والشفقة والسخاوة, وإيثار الزاد على دوام الأوقات. ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك, والبس كسوة الصدق والصفا والخضوع والخشوع, واحرم من كل شيء يمنعك عن ذكر الله ويحجبك عن طاعته, ولبِّ بمعنى إجابة صادقة صافية خالصة زاكية لله سبحانه في دعوتك, متمسكا بالعروة الوثقى, وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت, وهرول هربا من هواك, وتبرأ من حولك وقوتك, واخرج من غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى, ولا تتمن ما لا يحل لك ولا تستحقه, واعترف بالخطايا بعرفات, وجدد عهدك عند الله بوحدانيته, وتقرب إليه واتقه بمزدلفة, واصعد بروحك إلى الملا الأعلى بصعودك إلى الجبل واذبح, حنجرة الهوى والطمع عنك عند الذبيحة, وارم الشهوات والخساسة والدناءة والذميمة عند رمي الجمار, واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك. وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلاءته من متابعة مرادك بدخول الحرم, ودخول البيت متحققا لتعظيم صاحبه, ومعرفة جلاله وسلطانه, واستلم الحجر رضى بقسمته وخضوعا لعزته, ودع ما سواه بطواف الوداع, واصف روحك وسرك للقائه يوم تلقاه بوقوفك على الصفا, وكن بمرأى من الله نقيا عند المروة, واستقم على شرط حجتك هذه, ووفاء عهدك الذي عوهدت به مع ربك وأوجبت له إلى يوم القيامة, واعلم أن الله لم يفرض الحج ولم يخصه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى: {ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا} ولا شرع نبيه صلى الله عليه وآله سنة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه, إلا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة, وفضل بيان السبق من دخول الجنة أهلها, ودخول النار أهلها, بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها, لأولي الألباب وأولى النهى».

**********************************
مصباح الشريعة المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام, صفحة 50

jaroo7
03-05-2018, 10:05 AM
الله يعطيك العافيه