المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الأرنب والسلحفاة


Jenan Almukhtar
12-11-2021, 11:51 PM
قصة الأرنب والسلحفاة

https://i2.wp.com/alhtoon.com/wp-content/uploads/2021/01/Jellyfish-174.jpg?fit=1024%2C529&ssl=1?v=1611478809
ذات يوم في قديم الزمان كان هنالك غابة بعيدة تعيش فيها الحيوانات بسلامٍ وأمان، كان في هذه الغابة ملكٌ عادلٌ هو الأسد، ويساعده في الحكم الفيل والزرافة ووحيد القرن والدب الكبير الطيب، وكان هنالك أيضًا أرنبٌ مغرورٌ كثيرًا بسرعته وقدرته على القفز مسافات بعيدة، وكان هذا الأرنب كثير السخرية من الحيوانات التي تسير ببطء مثل السلحفاة ودب الكوالا والكسول وغيرها، وحتى الثعلب مع أنّه سريع ولكنّ الأرنب كان أسرع منه. ذات يومٍ كانت السلحفاة في طريقها إلى المدرسة، فاعترضها الأرنب، وصار يقفز أمامها ذهابًا وإيابًا، فيصل إلى باب المدرسة ثم يعود إلى السلحفاة ليخبرها أنّها بطيئة وأنّه يستطيع أن يصل إلى أيّ مكان ثمّ يعود أسرع منها، كان الأرنب يعتقد أنّه بتصرّفاته هذه سيزعج السلحفاة، ولكنّ السلحفاة لا تبدي له أيّ اهتمام كيلا يفرح بحركاته السخيفة تلك، وما إن يصل الجميع إلى المدرسة يغادر الأرنب ولا يدخل المدرسة لأنّه يرى أنّه أذكى من كل الذين هم في المدرسة، وبذلك فمن العار عليه أن يجلس في الفصل ليتعلم كما تتعلم السلحفاة البطيئة وبقية الحيوانات، فغروره جعله يرى أنّه أفضل من الجميع.

لكن ذات يوم قد اجتمعت الحيوانات بعد المدرسة وقرروا أن يلقّنوا الأرنب درسًا قاسيًا يجعله يتخلى عن غروره، فقرروا أن تكون السلحفاة هي من يقوم بأمر تلك المهمة الصعبة؛ لأنّ السلحفاة هي الأكثر حكمة بين الحيوانات التي تذهب إلى المدرسة والتي يسخر منهم الأرنب، فقبلت السلحفاة بهذه المهمة لأنّها ستساعد الأرنب ليعود إلى طبيعته ويكفّ عن ذلك الغرور وتلك السخرية التي يقابل بها الحيوانات. ذهبت البطة إلى الأرنب لتقول له إنّ السلحفاة تنتظره غدًا بعد المدرسة في سباق طويل، وقالت له إنّ السلحفاة تتحداه وهي بانتظاره وسوف تغلبه بكل تأكيد، فنظر الأرنب مدهوشًا إلى البطة، ثمّ ضحك بصوتٍ عالٍ وانقلبَ على ظهره وهو يضحك ويقول له: السلحفاة تتحداني؟ ثم يغرق في نوبة ضحك طويلة، وهكذا بقي الأرنب يضحك كل يومه ذاك، وفي اليوم الآتي جاء الأرنب قبل السلحفاة بنحو ساعة وكان نائمًا، وما إن سمع صوت خطوات الحيوانات قادمة إليه حتى استيقظ ووقف في مكانه واستعدّ، وعندما وصلت السلحفاة قالت له: السباق حتى تلك الشجرة البعيدة، والذي يصل قبل الآخر فهو الرابح.

وقفت الحيوانات تنتظر السباق لتشاهده وتستمتع، حتى السنجاب خرج من بيته في الشجرة وجلس يراقب السباق، وقال الأرنب: حسنًا، سأغلب أيتها السلحفاة، وما إن أطلقت البطة صافرة الانطلاق حتى راح الأرنب يعدو ويقفز ووصل إلى نصف المسافة بثوانٍ معدودة، والسلحفاة ما تزال قرب خط البداية، فعندما نظر إليها الأرنب وهي تقف قرب خط البداية قال في نفسه: لن تصل إلى هنا حتى المساء، وصار يضحك بسخرية، ثم قال: سأنام هنا عدة ساعات، وبالتأكيد لن تصل السلحفاة إلى هنا وأنا نائم، وفعلًا استلقى الأرنب على ظهره وغطّ في نوم عميق، بينما كانت السلحفاة تتابع طريقها بجدٍّ وعزيمة وإصرار.

لم يستيقظ الأرنب إلّا بعد حلول المساء، ونظرَ إلى خط البداية فلم يرَ السلحفاة هناك، فظنّ أنّها ما تزال بعيدة، ولكن عندما نظر إلى خطّ النهاية رأى السلحفاة تكاد تصل إلى الشجرة، فصرخ بشدة وركض بأقصى سرعته ولكن قد فات الأوان ووصلت السلحفاة إلى النهاية وبالتالي فقد فازت بالسباق، وفرحت الحيوانات كثيرًا بفوز السلحفاة في السباق، وندمَ الأرنب على تعامله مع الحيوانات بغرور، وصار يذهب إلى المدرسة مع الحيوانات الأخرى، وصارت السلحفاة تساعده في الواجبات لأنّه لم يلتزم بالدوام منذ بداية الفصل الدراسي، وهكذا صار الأرنب طالبًا مجتهدًا محبوبًا من الأساتذة.

https://cdn.mosoah.com/wp-content/uploads/2019/12/01141429/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%A7%D 8%A9.jpg

العبرة من هذه القصة
هي أنّه يجب على المرء ألّا يكون مغرورًا بما وهبه الله تعالى من صفات ومواهب، فهي قد وجدَت فيه لتعينه على الحياة لا ليغترّ بها على الآخرين، فالغرور هو هادم الحياة.

المجروح
12-26-2021, 12:55 PM
مشكورة على القصة الرائعة

نور الحسني
07-02-2023, 07:49 AM
احسنتم

بارك الله بكم

Jenan Almukhtar
07-04-2023, 02:47 AM
الشكر لكم احبتي