المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام السجاد عليه السلام مع الموالي و العبيد


admin
06-13-2013, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




الامام السجاد عليه السلام مع الموالي و العبيد


إن كثيراً من الناس تختلف أقوالهم عن أعمالهم، فإذا كان معدماً لا يملك شيئاً، يتمنى أن لو كانت له الدنيا وما فيها ليخدم الناس، فيقول: إذا ما وصلت إلى منصب حكومي أو مادي، فسأرعى من تحت يدي وأساعد المحتاجين
والفقراء، ولكن عند ما يجد القدرة في أي صعيد فإنه يطغى في حدود إمكاناته، هذه طبيعة البعض.

أما أولياء الله والأئمة الطاهرون (ع) فالمهم لديهم هو رضا الله عزوجل، فإنهم يستحضرون الله دائماً ويجعلون من

رضائه ملاكاً لأعمالهم، وإذا ملكوا ما ملكوا، فإنهم ليس فقط لا يتغيرون ولايتبدلون بل يسعون للاستفادة منها في خدمة المحرومين والمنقطعين.

والإمام زين العابدين (ع) من هؤلاء الأطهار فإنه على عظمته وزعامته الدينية، لم ينس حتى الموالي والعبيد، بل كان يتعامل معهم تعامل الأب العطوف، وربما تجاوزت محبته (ع) عطوفة الأب بالنسبة إلى أولاده.




هكذا العفو


في يوم من الأيام كان للإمام زين العابدين (ع) مجموعة من الضيوف، فأمر (ع) أن يعد لطعامهم مقداراً من اللحم
فيشوى في التنور ويؤتى به على الخوان، وعندما حل وقت الطعام، جلب أحد غلمانه جفنة اللحم المشوي إلى الخوان
وكانت الجفنة شديدة الحرارة، ولشدة عجلة الغلام وقبل أن يصل إلى الخوان سقطت من يده على رأس أحد أولاد الإمام الصغار فاحترق ومات.

فتغير لون الغلام وأصابه الهلع وأخذ يرتجف من رهبة الجزاء، فإنه قد قتل طفلاً من أطفال الإمام (ع) .

ومن الطبيعي أن كل أب عندما يشاهد مقتل ولده بهذه الطريقة المفجعة، أن يشد على الطرف بما يمكنه وأقله التوبيخ باللسان، ولكن الإمام السجاد (ع) لما رأى ذلك سلّم أمره إلى الله تعالى وخاطب الغلام وقال: أنت حر لوجه الله، فإنك لم تعتمد ذلك، ثم أخذ في جهاز ابنه ودفنه(1) (http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/saj-ghuddwa/21.htm#1).

وبالطبع أن تحرير العبد حتى وإن كان له أجر أخروي، ولكنه يضر بالمالك من الناحية المادية لأن في استطاعته بيعه والاستفادة من ثمنه.


(1) كشف الغمة: ج2 ص81 مناقبه ومزاياه وصفاته.


أمنت عذابك



في إحدى المرات نادى الإمام السجاد (ع) أحد غلمانه فلم يجبه، فأعاد النداء فلم يجبه، فناداه في المرة الثالثة فلم يجبه أيضاً، فقال له الإمام السجاد (ع) بهدوء: يا بني ألم تسمع ندائي في المرة الأولى والثانية؟
قال: سمعت.
قال (ع) : فلماذا لم تجبني؟
قال: لأني أمنت عذابك.
عندما سمع الإمام (ع) جوابه هذا عفى عنه وقال: الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني(1) (http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/saj-ghuddwa/22.htm#1).

وينبغي الإشارة إلى أن العبيد في ذلك الزمان لم تكن لهم أية شخصية أو أهمية في المجتمع، وكان يكفي أن يقصّر في تلبية النداء حتى يعاقب عليه.
إن طريقة تعامل الإمام زين العابدين (ع) تنم عن نهاية عطفه ومحبته بالنسبة إلى من كان تحت يده.


(1) راجع إعلام الورى: ص261-262 ب3 ف4.



كظمت غيظي



واحدة من إماء الإمام السجاد (ع) قامت بصب الماء على يديه ليسبغ الوضوء للصلاة، ولكن فجأة سقط الإبريق من يديها فشج وجه الإمام.

فنظر إليها الإمام (ع) وهو جالس.
فقالت: (والكاظمين الغيظ).
قال (ع) : كظمت غيظي.
قالت: (والعافين عن الناس).
قال (ع) : عفوت عنك.
قالت: (والله يحب المحسنين)(1) (http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/saj-ghuddwa/23.htm#1).
قال (ع) فاذهبي فأنت حرة لوجه الله، وكان الدم يتقاطر من وجه الإمام (ع) (2) (http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/saj-ghuddwa/23.htm#2).
نعم هذه هي مدرسة أهل البيت (ع) ..

مدرسة الأخلاق والإحسان، حتى مع المقصرين والمخالفين، وهذه هي سياسة باقة الورد بدل السوط وغصن الزيتون بدل السيف.


(1) سورة آل عمران: 134.
(2) راجع بحار الأنوار: ج46 ص68 ب5 ح36، والإرشاد للشيخ المفيد: ج2 ص146-147 باب ذكر طرف من الأخبار لعلي بن الحسين (ع) .








المصدر:

الإمام زين العابدين (ع) قدوة الصالحين

المؤلف: آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره)

jaroo7
03-05-2018, 09:12 AM
الله يعطيك العافيه