المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُلخص محاضرة سماحة الشّيخ حسن العالي ليلة الخامس من شهر محرَّم الحرام لعام 1435 هـ


admin
11-09-2013, 05:02 PM
مُلخص محاضرة سماحة الشّيخ حسن العالي ليلة الخامس من شهر محرَّم الحرام لعام 1435 هـ

حديث الباقر (عليه السَّلام): (... وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب)

عنوان المحاضرة: (مرض قسوة القلب)

تُقسم العقوبات الإلهية إلى عقوبات أخرويةوعقوبات دنيوية وقد بيَّن القرآن الكريم خطأ من يعتقد أنَّ آثار المعاصي لا بروز لها إلا في الآخرة

اللِّحاظ الثَّاني لتقسيم العُقوبات منها ما هو بدني ومنها ما هو رُوحي

عقوبات عالم الآخرة تنقسم لنيران للأبدان ونيران للقلوب وكذلك عقوبات الدُّنيا لها آثار على الأبدان والأرواح

يعطي الإمام الباقر (عليه السَّلام) مثالاً على العقوبة البدنية وهي ضنك المعيشة ومثالاً على العقوبة الرُّوحية وهي قسوة القلب، ولا مقايسة بين النَّوعين!

لو سألت أي إنسان عن الجانب الأهم فيه فسيجيبك بأنَّ روحه لا بدنه إلا أنَّه على الجانب التَّطبيقي تجد النَّاس يهتمون بعلاج العطب البدني أكثر!

لعلَّ البعض يشط عن هذه الحقيقة إلى درجة التَّشكيك في مصداقية القرآن ويقول بأنَّ الله توعد العصاة في الدُّنيا وأنا عاصي ولا أجد عقوبة!

هذا النَّموذج قد يكون مضروبًا بأقسى وأشدّ أنواع العقوبات وهي العقوبات القلبية وضرب القرآن مثلا على قوم عوقبوا بقسوة القلب

السؤال: أي عقوبة قلبية روحية هي الأخطر ويكون بها قد وصل للدرك الأسفل؟ الجواب لدى الإمام الباقر (عليه السَّلام) في الحديث السَّالف وهو قسوة القلب

هذا المرض (قسوة القلب) من الخطورة بما كان حيث أن آثارها تتعدى صاحبها لمن حوله

آثار قسوة القلب تتطلب وقتا كثيرًا للتخلّص منها وحري بنا التّعرّف على هذا المرض وعوامل إصابة الإنسان به

علماء الأخلاق والعرفان قالوا بأنَّ قسوة القلب هي أم كل الأمراض القلبية وعرفوها بالتيبس والغلظة جراء الحالة الظلمانية التي تصيبه بذنوبه

رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: أبعد النَّاس عن الله القلب القاسي!

هذه العقوبة لا تصيب أي شخص بل تصيب القلب الذي هو مجمع المعاصي لأن الله تحدث عن العصاة بنحوين: 1) يعمل السيئات و2) أحاطت به خطاياه

العرفاء تبعا للقرآن الكريم وعلوم أهل البيت (عليهم السَّلام) بنوا على هذه القاعدة أن النَّاس أشكال واحدة وألوان متقاربة ولكنهم مراتب وجودية مختلفة

المسؤول عن تصاعد المراتب في وجود الإنسان هو الفضائل وكل فضيلة تعتبر خطوة في التَّقدّم في المراتب الوجودية

مصطلح التسافل عكس مصطلح التصاعد ويعني النُّزول في الدركات الوجودية والمسؤول عنه الرذائل وكل معطية تعتبر خطوة في الانحدار في المراتب

الذين ينزلون في المراتب الوجودية ينزلون من البشرية إلى الحيوانية وحتى هؤلاء لهم مراتب مختلفة

البعض ينزل لمرحلة نزولية أدنى من الأنعام كما وصفهم القرآن (بل هم أضل) وهناك من ينزل لمرتبة أدنى من ذلك وهي مرتبة الحجارة أو أقسى

إن وصل الإنسان لهذه المرحلة النُّزولية يكون علاجه مستعصيًّا وهؤلاء هم قساة القلوب ويصلون لمرحلة كلما ازدادت البراهين ازداد ضلالاً !

تعالوا معنا لنرى المرض الذي ضرب المجتمع الكوفي والذي انحدر به لارتكاب أكبر جريمة في التاريخ! نعم، هو مرض قسوة القلب

كشف الحسين (عليه السَّلام) قسوة قلبهم في موضعين؛ الأوَّل هو استسقاءه للرضيع والثَّاني هو استسقاءه لنفسه وهو صريع

من مصاديق قسوة قلب أهل الكوفة من النَّاحية العسكرية هو قتلهم للأطفال والنساء !!

كربلاء تتكرر في صراعات البشر بعدد أنفاس الخلائق وكلما رأيت صراعا بشريًّا تجد أنَّه تجلي من تجليات قسوة القلب في طرف ورحمة في الطرف الآخر

شهادة الحسين (عليه السَّلام) في كربلاء مصباحًا ينير البشرية ومعلمًا يحتذى في العطف واللِّين والرحمة

كانت كربلاء نواويس ومعابد قبل أن يردها الحسين (عليه السَّلام) وكانت دماء الأنبياء تسيل كلما مروا عليها

كربلاء موضع فخر أهل البيت (عليهم السَّلام) منذ عالم التكوين ولذلك لم يتخلى عنها الحسين (عليه السَّلام) طيلة طريقه لمصرعه

بعد قتل مسلم بن عقيل تفرّق النَّاس عن الحسين (عليه السَّلام) يمينًا وشمالاً ومع ذلك أصرّ على إكمال الطريق في درب الشَّهادة

jaroo7
03-04-2018, 08:39 PM
الله يعطيك العافية