منتدى محبي أهل البيت عليهم السلام - أعمال ليلة عيد الفطر المبارك

إن ليلة عيد الفطر السعيد هي من ليالي العبادة, حيث ينبغي للمؤمن أن يشكر الله سبحانه وتعالى أن من عليه ووفقه إلى صيام شهر رمضان المبارك و انعم عليه بما فيه من عطايا و منح إلهية.

يقول السيد ابن طاووس في كتاب الإقبال في إشاراته لآداب ليلة عيد الفطر :

منها أن يعرف قدر المنن لله جل جلاله كيف عرفك ما عرفت من فضله و أدخلك في شهر الصيام [رمضان] تحت ظله و وصل حبلك بحبله و رفقك للإقبال عليه و كما تشرفت به من الأدب بين يديه و تكون مشغولا بالشكر و الحمد لله و الثناء عليه عن طلب شي ء من الحوائج إليه فإنه يوشك إذا رآك الله جل جلاله قد قدمت الاشتغال بتقديس مجده و تعظيم حمده عن طلب رفده اقتضى كمال ذلك الكرم و الجود أن يزيدك عمن لم يكن [مثلك] في الوفود [من الوفود] و منها أن تفهم معنى العيد الموجود و أنه من مقامات السعود و إنجاز الوعود و إقبال الله تعالى على العبيد و إحضارهم بين يدي مقدس سرادق ظله المجيد و إطلاق خلع الحب على القلب و نشر ألوية القرب من الرب و إشراق شموس الإقبال على وجوه الآمال و تباشر الأعمال و الابتهال بالقبول و إجابة السؤال و تقديم الممالك و الاتكاء على الأرائك و تسليم مفاتيح دار الرضا و الرضوان و سطر كتب الأمن و الأمان و تهيئة ما يحتاج هذا العبد المسعود إليه في المنزل الذي يقدم عليه.

نضع أمام القارىء الكريم بعض أعمال هذه الليلة المباركة استنادا إلى ما ذكره زينة الفقهاء, العالم العارف السيد الجليل ابن طاووس في كتابه العظيم " إقبال الأعمال " الذي أضحى مصدرا من أوثق مصادر الأدعية و الأعمال الواردة عن المعصومين عليهم السلام.

أولا : الغسل المندوب المشتمل على غسل الاجساد بالماء ، وغسل القلوب من الذنوب ، وروي انه يغتسل قبل الغروب من ليلته إذا علم انها ليلة العيد ، وروي انه يغتسل اواخر ليلة العيد.

يؤتى بهذا الغسل بنية الاستحباب لمن يقلدون السيد الخوئي وهو في هذه الحالة يجزىء عن الوضوء , وبرجاء المطلوبية لمن يقلدون السيد السيستاني وهو في هذه الحالة لا يجزىء عن الوضوء , وعلى المؤمنين معرفة رأي من يرجعون إليه غير هؤلاء الأعلام حول نية هذا الغسل وحول إجزائه عن الوضوء أم لا.

ثانيا : زيارة الإمام الحسين عليه السلام .

ثالثا : التكبير بعد هذا الدعاء والتمجيد وبعد صلاة عشاء الآخرة وبعد صلاة الفجر وصلاة العيد ، تعظيما لجلالة مولاك ، واعترافا بحق ما أولاك :

عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه باسناده الى معاوية عمار قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : ان في الفطر تكبيرا .

قلت : متى ؟

قال : في المغرب ليلة الفطر والعشاء وصلاة العيد ، ثم ينقطع ، وهو قول الله تعالى : { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم } ، والتكبير ان يقول :

" الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، لا إله إلا الله والله اكبر ، ولله الحمد على ما هدانا ، وله الشكر على ما أبلانا . "

رابعا :

وردت في هذه الليلة عدة صلوات من بينها :

الأولى :

ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال :

من صلى ليلة العيد ست ركعات ، يقرأ في كل ركعة خمس مرات ( قل هو الله أحد ) إلا شفع في أهل بيته كلهم ، وان كانوا قد وجبت لهم النار.

لذا ينبغي للمؤمنين أن يحرصوا على هذه الصلاة و أن يهدوها لموتاهم, ويسألوا الله سبحانه وتعالى في عتقهم من النار فإنها من أفضل الهدايا.

لثانية :

صلاة أربع عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد وآية الكرسي مرة ، وثلاث مرات ( قل هو الله أحد ) .

وفضل هذه الصلاة أن الله يعطي العبد بكل ركعة عبادة أربعين سنة ، وعبادة كل من صام وصلى في هذا الشهر.

الثالثة :

عن أبي جعفر بن بابويه من كتاب ثواب الأعمال في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من صلى ليلة عيد الفطر عشر ركعات بالحمد مرة والإخلاص عشر مرات ، ويقول مكان تسبيح الركوع والسجود :

" سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . "

ويسلم بين كل ركعتين ويستغفر الله الف مرة بعد الفراغ ، ويقول في سجدة الشكر :

" يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما ، يا ارحم الراحمين ، يا اله الأولين والاخرين ، اغفر لي ذنوبي وتقبل صومي وصلاتي . "

لم يرفع رأسه من السجود حتى يغفر له ويتقبل منه صومه ويتجاوز عن ذنوبه .

---
خامسا :

قراءة هذا الدعاء عشر مرات :

" يا دائِمَ الْفَضْلِ عَلى الْبَريِّةِ يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ يا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنِيَّةِ صَلِّ عَلى مُحَمِّد وَآلِهِ خَيْرِ الْوَرىْ سَجِيَّةً وَاغْفِرْ لَنا يا ذَا الْعُلى فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ. "