الموضوع
:
شرح دعاء الافتتاح
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-02-2013, 08:56 AM
admin
.
مدير عام
لوني المفضل
Orangered
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
Jun 2013
فترة الأقامة :
4514 يوم
أخر زيارة :
10-19-2025 (01:16 AM)
المشاركات :
11,777 [
+
]
التقييم :
13
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
شكراً: 43
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
- (فَاِنْ أَبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ ، وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الاُْمُورِ..)..
في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح يشار إلى حقيقة مهمة ، لو التفتنا إلى هذه الحقيقة لحلت لدينا مشكلة من المشاكل ، وهذه المشكلة متمثلة في الشكوى من عدم استجابة الدعاء.. فالعبد يدعو ربه دعاءً بليغاً حثيثاً في جوف الليل ، أو في ساعة السحر ، أو في ليالي شهر رمضان المبارك ، ولكن لا يرى أثراً للإجابة.. وهنا يأتيه الشيطان ليقول له بأنه أين الإجابة ؟.. أين الوعد الإلهي لعبده حيث قال تعالى : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} ؟.. وهكذا يوسوس له الشيطان ، وإذا به يتحول الأمر من عدم الإجابة إلى ما هو أسوأ من عدم الإجابة ، ألا وهو الشك في قدرة الله تعالى ، وفي كرمه ، ويعيش حالة من حالات السخط وعدم الرضا بالقضاء الإلهي.
ولكن هذه المشكلة يجاب عليها في خلال هذا الدعاء ، فأدعية أهل البيت (ع) ليس لمجرد الدعاء ، وإنما لذكر مفاهيم كبرى في هذا الوجود..
إن العبد ينظر إلى حياته الدنيا ، إلى هذه السويعات القصيرة في الحياة الدنيا ، ولا يلتفت إلى أن هذه السويعات تقرر مصير الأبد.. إن البلاء الذي يعيشه الإنسان المؤمن في سنة من عمره ، فإنه يتحول إلى نعيم خالد وإلى جزاء لا يخطر ببال أحد في عرصات القيامة.. والإنسان المؤمن طموحه عالٍ ، فهو يريد أن يعيش الأبدية في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. لماذا نتبرم من بلاء قصير في هذه الحياة الدنيا ؟!.. لنكن كما في وصف المتقين لعلي (ع) : (صبروا أياماً قصيرة ، أعقبتهم راحةً طويلة)..
إذن، المؤمن الذي لا يعلم عواقب الأمور ، ولم يكشف له الغطاء ، ولا يعلم ما الذي أعده الله عزوجل لعباده المؤمنين ؛ لماذا يستعجل قضاء الحوائج ؟!.. إذا كان يعلم بأن الله عزوجل سوف يعوضه بما لا يخطر على بال أحد ، فإن هذا الإحساس يوجب له السكينة.. ولهذا امرأة فرعون -وهي امرأة وزوجة شر خير خلق الله- ، كانت تتحمل ذلك التعذيب ، وتطلب من الله عزوجل أن ينجيها من عذاب فرعون ؛ لأنها تعلم ما الذي ادخره الله عزوجل لها ، ويا لها من امرأة صابرة !.. وما يؤكد شدة يقين هذه المرأة ، أنها تطلب من الله عزوجل بيتاً في الجنة ، وهذا البيت يبنيه رب العالمين ، هي تطلب مقام العندية عند الله سبحانه وتعالى : {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}..
وكم من القبيح أن يعاتب الإنسان ربه ، متهماً إياه بعدم حكمته !.. والعبد قد لا يصرح بهذه المعاني ، إذ لو أجراها على اللسان لوصف بالكفر ، ولكن الكثيرون منّا -من دون مجاملة- في مقام العمل يكفر بالله عزوجل.. وهنيئاً لمن وصل إلى مرحلة التوحيد الشامل الكامل في كل أبعاد وجوده.. رزقنا الله تعالى وإياكم بمنه وكرمه !.
زيارات الملف الشخصي :
408
إحصائية مشاركات »
admin
.
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 2.61 يوميا
admin
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى admin
البحث عن كل مشاركات admin