عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2024, 05:21 AM   #3
نور الحسني.
مراقبة عامة


الصورة الرمزية نور الحسني
نور الحسني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل :  Sep 2022
 أخر زيارة : 10-21-2025 (07:22 AM)
 المشاركات : 1,651 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Sienna
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
افتراضي



* زيارة سيد الشهداء عليه السلام
وقد ورد في أعمال هذه الليلة التأكيد على زيارة سيد الشهداء عليه السلام.
عن الإمام الصادق عليه السلام:"انه سئل عن زيارة أبي عبد الله عليه السلام فقيل: هل في ذلك وقت هو أفضل من وقت؟ فقال: زوروه صلى الله عليه في كل وقت وفي كل حين فان زيارته عليه السلام خير موضوع، فمن أكثر منها فقد استكثر من الخير ومن قلل قُلِّل له، وتحروا بزيارتكم الأوقات الشريفة، فان الأعمال الصالحة فيها مضاعفة، وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته. قال: فسئل عن زيارته في شهر رمضان؟ فقال: من جاءه عليه السلام خاشعاً محتسباً مستقيلاً مستغفراً، فشهد قبره في إحدى ثلاث ليال من شهر رمضان: أول ليلة من الشهر أو ليلة النصف أو آخر ليلة منه، تساقطت عنه ذنوبه وخطاياه التي اجترحها، كما يتساقط هشيم الورق بالريح العاصف، حتى أنه يكون من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، وكان له مع ذلك من الأجر مثل أجر من حج في عامه ذلك واعتمر، ويناديه ملكان يسمع نداءهما كل ذي روح الا الثقلين من الجن والإنس، يقول أحدهما: يا عبد الله طَهُرْتَ فاستأنف العمل، ويقول الآخر: يا عبد الله أحسنت فأبشر بمغفرة من الله وفضل".
والمراد في الرواية هو الزيارة من قرب أي أن يذهب الزائر إلى كربلاء، ويتشرف بزيارة الإمام عليه السلام، إلا أن الزيارة من بُعد أيضاً ذات فضل كبير فينبغي أن لا تُترك خصوصاً مع تمني الزيارة وعدم التمكن منها.

* أدعية الليلة الأولى
وأما الأدعية التي ينبغي أن تُقرأ في هذه الليلة المباركة فلا يتّسع المقام للحديث عنها بالتفصيل إلا أني أذكر بعضها وأُشير إلى مصادر البعض الآخر.
1- دعاء الإمام السجاد عليه السلام عند دخول شهر رمضان، وهو الدعاء الرابع والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية.
واعلم أن أول كل شهر هو عند رؤية هلاله، قال السيد:" ورأيت في كتاب صغير عندنا أوله مسألة للمفيد محمد بن محمد بن النعمان في عصمة الأنبياء عليهم السلام أنه سئل عن أول الشهر أهو الليل أم النهار، فقال: أوله الليل ".

2- قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة: ورويت هذا الدعاء بعدة طرق، وانما ذكر هاهنا لفظ ابن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه، فقال ما هذا لفظه:
" وروي عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام فقال: أدع بهذا الدعاء في شهر رمضان مستقبل دخول السنة، وذكر أن من دعا به مخلصاً محتسباً لم يصبه في تلك السنة فتنة ولا آفة في دينه ودنياه وبدنه، ووقاه الله شر ما يأتي به في تلك السنة: أللهم إني أسألك باسمك الذي دان له كل شئ، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، وبعزتك التي قهرت بها كل شيء، وبعظمتك التي تواضع لها كل شيء، وبقوتك التي خضع لها كل شيء، وبجبروتك التي غلبت كل شيء، وبعلمك الذي احاط بكل شيء. يا نور يا قدوس، يا أول قبل كل شيء، ويا باقي بعد كل شيء، يا ألله يا رحمن صل على محمد وآل محمد واغفر لي الذنوب التي تغير النعم، واغفر لي الذنوب التي تنزل النقم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، واغفر لي الذنوب التي تحبس غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء، واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، وألبسني درعك الحصينة التي لا ترام، وعافني من شر ما أخاف بالليل والنهار في مستقبل سنتي هذه. أللهم رب السموات السبع، ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وربَّ العرش العظيم، ورب السبع المثاني والقرآن العظيم، ورب اسرافيل وميكائيل وجبرئيل، ورب محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين. أسألك بك وبما تسميت به، يا عظيم انت الذي تمن بالعظيم، وتدفع كل محذور، وتعطي كل جزيل، وتضاعف من الحسنات الكثير بالقليل وتفعل ما تشاء. يا قدير يا ألله يا رحمن، صل على محمد وآل محمد وألبسني في مستقبل سنتي هذه سترك، واضيء وجهي بنورك، وأحبَّني بمحبتك، وبلِّغ بي رضوانك، وشريف كرائمك وجزيل عطائك، من خير ما عندك ومن خير ما أنت معطيه أحداً من خلقك سوى من لا يعدله عندك أحد في الدنيا والآخرة وألبسني مع ذلك عافيتك. يا موضع كل شكوى، ويا شاهد كل نجوى، ويا عالم كل خفية، ويا دافع ما تشاء من بلية، يا كريم العفو، يا حسن التجاوز، تَوَفَّني على ملة إبراهيم وفطرته، وعلى دين محمد صلى الله عليه وآله وسنته، وعلى خير الوفاة فتوفني، موالياً لأوليائك ومعادياً لأعدائك. أللهم وامنعني في هذه السنة من كل عملٍ أو فعل أو قول يباعدني منك، واجلبني إلى كل عمل أو فعل أو قولٍ يقربني منك في هذه السنة يا أرحم الراحمين، وامنعني من كل عمل أو فعل أو قول يكون مني أخاف سوء عاقبته وأخاف مقتك إياي عليه، حذار أن تصرف وجهك الكريم عني، فأستوجب به نقصاً من حظ لي عندك، يا رؤوف يا رحيم. أللهم اجعلني في مستقبل هذه السنة، في حفظك وجوارك وكنفك، وجللني عافيتك، وهب لي كرامتك، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك. أللهم اجعلني تابعاً لصالحي من مضى من أوليائك، وألحقني بهم، واجلعني مسلِّماً لمن قال بالصدق عليك منهم. وأعوذ بك يا إلهي أن تحيط بي خطيئتي وظلمي وإسرافي على نفسي، واتّباعي لهواي واشتغالي بشهواتي، فيحول ذلك بيني وبين رحمتك ورضوانك، فأكون منسياً عندك متعرضاً لسخطك ونقمتك. أللهم وفقني لكل عمل صالح ترضى به عني، وقَرِّبني إليك زلفى، أللهم كما كفيت نبيك محمداً صلواتك عليه وآله هول عدوه، وفرَّجت همه، وكشفت كربه، وصدَقْتَه وعدك، وأنجزت له عهدك. أللهم فبذلك فاكفني هول هذه السنة وآفاتِها، وأسقامَها وفتنها وشرورها وأحزانها، وضيق المعاش فيها، وبلِّغني برحمتك كمال العافية، بتمام دوام النعمة عندي إلى منتهى أجلي. أسألك سؤال من أساء وظلم، واستكان واعترف، أن تغفر لي ما مضى من الذنوب التي حَصَرَتْها حَفَظُتُك، وأحصاها كِرام ملائكتك عليّ، وأن تعصمني اللهم من الذنوب فيما بقي من عمري الى منتهى أجلي. يا ألله يا رحمن صلِّ على محمد وأهل بيت محمد، وآتني كلما سألتك ورغبت فيه إليك، فإنك أمرتني بالدعاء وتكفلت بالإجابة، يا أرحم الراحمين".

3- وقال السيد أيضاً:" دعاء آخر وجدناه في كتاب ذُكر أنه بخط الرضي الموسوي رحمه الله، فيه أدعية، يقول فيه: ويقول عند دخول شهر رمضان: أللهم إن هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان قد حضر. يا رب أعوذ بك فيه من الشيطان الرجيم، ومن مكره وحِيَله، وخداعه وحبائله، وجنوده وخيله، ورَجِله ووساوسه، ومن الضلال بعد الهدى، ومن الكفر بعد الإيمان، ومن النفاق والرياء والجنايات، ومن شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس. أللهم وارزقني صيامه وقيامه، والعمل فيه بطاعتك، وطاعة رسولك وأولي الأمرعليه وعليهم السلام، وما قرَّب منك، وجنبني معاصيك، وارزقني فيه التوبة والإنابة والإجابة، وأعذني فيه من الغيبة والكسل والفشل، واستجب لي فيه الدعاء، وأصحَّ لي فيه جسمي وعقلي، وفرغني فيه لطاعتك وما قرَّب منك، يا كريم يا جواد يا كريم، صل على محمد وعلى أهل بيت محمد عليه وعليهم السلام، وكذلك فافعل بنا يا ارحم الراحمين".

4- دعاء الجوشن الكبير،فقد ورد الحث الشديد على قراءته في هذه الليلة، فالثواب الذي يعطاه قارئه عظيم، وختام هذا الثواب أن من دعا بهذا الدعاء ينادى: "ُادخل الجنة بغير حساب". وأدعية الليلة الأولى من شهر رمضان كثيرة جداً، وردت في الكافي والبحار والوسائل، وغيرها، وقداستقصاها السيد ابن طاوس عليه الرحمة والرضوان في " إقبال الأعمال"ومن لم يتيسر له الرجوع إليه فيمكنه الرجوع إلى " مفاتيح الجنان" فقد أورد المحدث القمي شطراً منها ضمن القائمة الوافية التي أوردها لأعمال الليلة.

* الأدعية العامة للّيالي
وينبغي التنبه إلى أن ما تقدم كان حول الأدعية الخاصة بالليلة الأولى، وهناك أدعية تقرأ في كل ليلة بما يشمل الليلة الأولى،وأشهرها دعاء الإفتتاح، وينبغي البدء بأدعية الليالي، العامة في هذه الليلة فليلاحظ.

ومن الأدعية العامة في كل ليلة، هذا الدعاء:"أللهم رب شهر رمضان الذي انزلت فيه القرآن، وافترضت على عبادك فيه الصيام، صل على محمد وآل محمد وارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام، واغفر لي تلك الذنوب العظام، فإنه لا يغفرها غيرك يا رحمن يا علام ".
وقد ورد في ثوابه:" من قال هذا الدعاء في كل ليلة من شهر رمضان غفرت له ذنوب اربعين سنة ".

* صلاة الليلة الأولى
ينطبق هذا العنوان على أربع صلوات:
الأولى: قال السيد في الإقبال:محمد بن أبي قرة في عمل أول يوم من شهر رمضان عن العالم صلوات الله عليه، قال: من صلى عند دخول شهر رمضان بركعتين تطوعاً قرأ في أولهما أم الكتاب وإنا فتحنا لك فتحاً مبيناً والأخرى ماأحب رفع الله عنه السوء في سنته ولم يزل في حرزالله إلى مثلها من قابل.
ومن الواضح أن تعبير"عند دخول شهر رمضان" هو من الرواية، ويتحقق ذلك بحلول أول ليلة منه كما تقدم عن الشيخ المفيد، وليس في الرواية أن الصلاة من "عمل أول يوم".

الثانية: مروية عن الإمام الصادق عليه السلام، وهي أطول بكثير، وهي عبارة عن ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وسورة الأنعام".وقد ورد في ثوابها كفاه الله تعالى مايخافه من ذلك الشهر ووقاه من المخاوف والأسقام"وليست هذه الصلاة خاصة بالليلة الأولى من شهر رمضان، بل تصلى في أول ليلة من كل شهر.

الثالثة: خاصة بهذه الليلة، وهي مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل يذكر صلاة كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وقد ورد فيها:"من صلى في أول ليلة من شهر رمضان أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمس عشرة مرة ( قل هو الله أحد ) أعطاه الله ثواب الصديقين والشهداء، وغفر له جميع ذنوبه وكان يوم القيامة من الفائزين ".

الرابعة: وهي صلاة تقع ضمن ترتيب معيّن لصلوات شهر رمضان المبارك، وحصة هذه الليلة من هذا الترتيب هي عشرون ركعة،ثماني ركعات منها بعد المغرب، واثناعشرة ركعة بعد العشاء (كل ركعتين بتسليمة) يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد مرة أو ثلاث مرات أو خمس مرات أو سبع مرات أو عشر مرات، يختارالمصلي العدد الذي يناسبه.و يأتي الحديث عنها بالتفصيل إن شاء الله تعالى.

* اللقمة الحلال
وفي طليعة أولويات الإهتمام بشهر رمضان، التدقيق في المكسب والدخل المالي عموماً، حذراً من أن يكتشف الصائم متأخراً أنه كان في ضيافة الله تعالى كاللص الذي يشارك في ضيافة من سرق منه وهو يلبس من الثياب التي كانت من جملة ما سرق.
إن عدم التدقيق في الدخل المالي وسائر الممتلكات قد يجعل الصائم أيضاً يأكل طعاماً مختلطاً بالحرام الذي سُرق من الفقراء والمحتاجين!
من هنا كان التفكير في اللقمة الحلال التي ترافق الصوم من أوله إلى آخره، بالغ الأهمية.

نبّهَ على ذلك سيد العلماء المراقبين السيد ابن طاوس عليه الرحمة، وخلاصة ما يظهر من كلامه قد سره، أن على الصائم أن يهتم بلقمته الحلال في شهر رمضان المبارك، وقد يُظن أن هذه المسألة عادية جداً ومفروغ منها، إلا أن الحقيقة أنه ليس من السهل أن يعرف المرء أن هذه اللقمة حلال أو ليست حلالاً، لكثرة الحكّام الظَّلَمة الذين تعاقبوا واغتصبوا أموال الناس، مما أدى إلى ضياع كثير من الحقوق وهدرها، وطمس معالم إعادة الأمور إلى نصابها.

لذلك، فينبغي أن يبذل الصائم الجهد في هذا المجال و يوليه عناية خاصة، ويتعامل مع مايملك كما أُمرنا أن نتعامل مع المال الذي نعلم أنه من مصدر حرام ولكن لايمكننا إرجاع الحق إلى أهله لعدم معرفتهم. إن الواجب في هذه الحال تخميس المال مرتين. وبناء على ذلك فينبغي لمن يريد أن يصوم حقيقة-حتى إذا كان مطمئناً الإطمئنان العادي إلى لقمته الحلال- أن يحتاط، ويعبر السيد هنا بعبارة "الإستظهار بتخميس كل ما يتقلّب فيه" أي يحتاط الصائم فيخمّس كل ما يستعمله في شهر رمضان المبارك مرة ثانية غير الخمس العادي الذي يفترض أنه قد أداه، والسبب في هذا الإحتياط هو أنه في ضيافة الرحمن، وفي أفضل الشهور، وهو يريد أن يوفَّق للتوبة النصوح، و أن يقبله الله عزوجل، ولذلك فهو يبذل قصارى جهده من أجل أن يطمئن إلى أنه يتقلّب في حلال.

ومن الواضح أن هذا ليس واجباً، فالواجب هو إخراج الخمس مرة واحدة، إلا أنه مستوى متقدم من الإحتياط في الوصول إلى الإطمئنان باللقمة الحلال.
والفائدة العملية في هذا المجال أن يتأمل كلٌ منا في ما حوله وفي ما يتقلّب فيه، هل يوجد شيء لم يخمّسه، هل يوجد شيء فيه شبهة، فيخرج من العهدة فيه بالطرق الشرعية المقررة.

وبديهي أن من لم يخمس أصلاً تكون فائدته العملية مما تقدم كبيرة جداً، حيث أنه أمام كلام عن خمسٍ آخر بعد الخمس الأول فماهو إذاً حال من لم يخمس أبداً؟!
إن على كل مسلم أن يسأل نفسه، كيف يصوم ويطلب من الله عز وجل أن يتقبّله وهو يتقلّب في الحرام.

ويؤكد السيد كثيراً على مسألة اللقمة الحلال بشكل خاص، وينقل الرواية التالية:قال الراوي: قلت للإمام الهادي عليه السلام: روَينا عن آبائك أنه يأتي على الناس زمان لا يكون شيء أعز من أخ أنيس أو كسب درهم من حلال، فقال: يا أبا محمد إن العزيز موجود ولكنك في زمان ليس فيه شيء أعسر من درهمٍ حلال أو أخِ في الله عز وجل.وتبين الرواية مدى الجهد الذي يجب أن يبذل للإطمئنان إلى اللقمة الحلال.

* الأعمال العامة لليوم الأول
هناك مستحبات عامة لليوم الأول من كل شهر، وهي على قسمين: الأعمال العامة لليوم الأول من كل شهر، والأعمال العامة لكل يوم من شهر رمضان فتشمل اليوم الأول.

ومن القسم الأول أي العامة لكل أول شهر، أذكر مايلي:
1- قراءة سورة الحمد سبع مرات وذلك نافع لوجع العين.

2- كما ورد أنه يستحب في اليوم الأول من كل شهر أكل شيء من الجِبن، وأن له فوائد هامة. وبعد أن أورد السيد هذه الرواية في كتابه" الدروع الواقية"، قال:" فإياك أن تستبعد مثل هذه الآثار، وقد رواها هارون بن موسى وهو من الأخيار، وكم لله جل جلاله في بلاده وعباده من الأسرار، ما لم يطلع عليه إلا من شاء من رسله وخواصه الأطهار. فيجب التسليم والرضا والقبول، ممن شهدت بوجوب تصديقه العقول ".ومن المهم التأمل في طريقة تعامل العلماء مع الأمور المستغربة، التزاماً منهم بالمنهج العقلي السليم الذي لايعتبر الإستغراب دليلاً، ويدقق في السند ويلتزم بما ورد عن المعصوم. ولا يهم بعد ذلك ماذا تقول "روح العصر"!

3- الغسل:وقد ورد الحث عليه بطريقتين:الغسل في ماءٍ جارٍ، ومن لم يتمكن من ذلك فليغتسل كما يمكنه، ويصب على رأسه ثلاثين كفّاً من الماء فإن ذلك يورث الأمن من جميع الآلام والأسقام في تلك السنة.

4- ضرب الوجه بكفّ من ماء الورد لينجو من المذلَّة والفقر، وأن يصب شيئاً منه على رأسه ليأمن من البرسام، وهو نوع من الورم في الدماغ ينتج عنه الأرق و نوع من الجنون.

حول ماتقدم قال السيد رحمه الله تعالى:"عن جعفر بن محمد - الإمام الصادق - عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال: من اغتسل أول يوم من السنة، في ماء جارٍ، وصب على رأسه ثلاثين غرفة، كان دواء لسنته". وإن أول كل سنة أول يوم من شهر رمضان. وعنه عليه السلام:أن من ضرب وجهه بكف ماء ورد أمن ذلك اليوم من المذلة والفقر، ومن وضع على رأسه من ماء ورد، أمن تلك السنة من البرسام فلا تدعوا ما نوصيكم به.

وقد علق السيد ابن طاوس على ذلك بقوله:" لعل خاطر بعض من يقف على هذه الرواية يستبعد ما تضمنته من العناية، ويقول: كيف يقتضي ثلاثون غرفة من الماء استمرار العافية طول سنته وزوال أخطار الأدواء فاعلم أن كل مسلم فإنه يعتقد أن الله جل جلاله يعطي على الحسنة الواحدة في دار البقاء، من الخلود ودوام العافية وكمال النعماء، ما يحتمل أن يقدم لهذا العبد المغتسل في دار الفناء بعض ذلك العطاء، وهو ما ذكر من العافية والشفاء".

5- صلاة أول كل شهر:قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة:" كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام إذا دخل شهر جديد يصلي أول يوم منه ركعتين، يقرأ في أول ركعة قل هو الله أحد ثلاثين مرة بعدد أيام الشهر، وفي الركعة الثانية إنا أنزلناه في ليلة القدر مثل ذلك، ويتصدق بما يتسهل، فيشتري به سلامة ذلك الشهر كله. ووجدت هذا الحديث مروياً أيضاً عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ". ورأيت في غير هذه الرواية زيادة وهي: ويستحب إذا فرغت من هذه الصلاة أن تقول:بسم الله الرحمن الرحيم وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌّ في كتاب مبين. وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير. بسم الله الرحمن الرحيم سيجعل الله بعد عسر يسرا. ما شاء الله لا قوة الا بالله. حسبنا الله ونعم الوكيل. وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير. رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين.

أضاف: و قد عرفت أن العترة من ذرية النبي صلوات اله عليه وآله الذين كانوا قائمين مقامه في فعاله ومقاله، قالوا: " إن ما نرويه فإنه عنه، ومأخوذ منه " فهم قدوة لمن اقتدى بفعلهم وقولهم، وهداة لمن عرف شرف محلهم، فاقْتَدِ في السلامة من خطر كل شهر كما أشار إليه مولانا محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه.

* الصلاة بصيغة ثانية
قال السيد: " وقد روينا أن صلاة أول كل شهر ركعتان، يقرأ في الأولى الحمد و قل هو الله أحد مرة، وفي الثانية الحمد و إنا أنزلناه، مرة. ولعل هذه الرواية الخفيفة مختصة بمن يكون وقته ضيقاً عن قراءة ثلاثين مرة في كل ركعة، أما على طريق سفر أو لأجل مرض أو غير ذلك من الأعذار".

6- الصـدقـة:وتحدث السيد عن أدب هذه الصدقة عن الشهر كله التي وردت في الرواية المتقدمة، فقال: وينبغي أن تتذكرعند صدقتك أن هذه الصدقة التي في يديك إنما هي لله جل جلاله، ومن إحسانه إليك، والذي تشتريه من السلامة هو أيضا من ذخائره التي يملكها هو جل جلاله، وتريد أنت منه جل جلاله أن ينعم بها عليك، وأنت ملكه على اليقين لا تشك في ذلك إن كنت من العارفين، فأَحضِر بقلبك عند صلاتك وصدقتك هذه أنك تشتري ما يملكه الله جل جلاله لمن يملكه الله جل جلاله، فالمشتري - وهو أنت، كما قلناه - ملكه، والذي تشتري به السلامة - وهو الصدقة - ملكه، وأن السلامة التي تشتريها ملكه، فاحذر أن تغفل عما أشرنا إليه، فقد كررناه ليكون على خاطرك الإعتماد عليه." فإذا أديت الأمانة في صلاتك وصدقتك، وخلصت نيتك في معاملتك لله جل جلاله ومراقبتك، فكن واثقاٍ بالسلامة من أخطار شهرك، ومصدقا في ذلك ولاة أمرك، وحسن الظن بالله جل جلاله في صيانتك ونصرك".

7- الدعاء لصاحب العصر عليه السلام:قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة:"ومما ينبغي أن تعرفه من سبيل أهل التوفيق وتعلمه فهو أبلغ في الظفر بالسلامة على التحقيق، وذلك أن تبدأ في قلبك عند صلاة الركعتين وعند الصدقة والدعاء بتقديم ذكر سلامة من يجب الإهتمام بسلامته قبل سلامتك، وهو الذي تعتقد أنه إمامك وسبب سعادتك في دنياك وآخرتك. واعلم أنه صلوات الله عليه غير محتاج إلى توصلك بصلاتك وصدقتك ودعائك في سلامته من شهره، لكن إذا نصرته جازاك الله جل جلاله بنصره، وجعلك في حصن حريز، قال الله جل جلاله: ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. ولأن من كمال الوفاء لنائب خاتم الانبياء، أن تقدمه قبل نفسك في كل خير تقدر عليه، ودفع كل محذور أن يصل إليه، وكذا عادة كل إنسان مع من هو أعز من نفسه عليه. ولأنك إذا استفتحت أبواب القبول، بطاعة الله جل جلاله والرسول، فيرجى أن تفتح الابواب لأجلهم، فتدخل أنت نفسك في ضيافة الدخول تحت ظلهم، وعلى موائد فضلهم".

وقد تحدث السيد في مكان آخر، حول الدعاء لصاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وكلامه وإن كان منصباً على كل ليلة من شهر رمضان، إلا أن الدعاء الذي سيذكره ليس خاصاً بالليلة بل يشمل كل وقت من أوقات شهر رمضان بمافيه اليوم الأول، ولكي لاتفوتنا فوائده فسأورده هنا.

قال السيد:" فصلٌ، فيما نذكره مما يختم به كل ليلة من شهر رمضان. إعلم أن حديث كل ضيف مع صاحب ضيافته، وكل مستخفر بخفير، فحديثه مع المقصود بخفارته، وإذاكان الإنسان في شهر رمضان قد اتخذ خفيراً وحامياً كما تقدم التنبيه عليه فينبغي كل ليلة بعد فراغ عمله أن يقصد بقلبه خفيره ومضيفه، ويعرض عمله عليه، ويتوجه إلى الله جل جلاله بالحامي والخفير والمضيف، وبكل من يعز عليه، وبكل وسيلة إليه، في أن يبلغ الحامي أنه متوجه بالله جل جلاله وبكل وسيلة إليه، وفي أن يكون هو المتولي لتكميل من النقصان والوسيط بينه وبين الله جل جلاله في تسليم العمل إليه، من باب قبول أهل الإخلاص والأمان. أقول: ومن وظائف كل ليلة أن يبدأ العبد في كل دعاء مبرور، ويختم في كل عمل مشكور، بذكر من يعتقد أنه نائب الله جل جلاله في عباده وبلاده، وأنه القيِّم بما يحتاج إليه هذا الصائم، من طعامه وشرابه وغير ذلك من مراده، من سائر الأسباب التي هي متعلقة بالنائب عن رب الأرباب، أن يدعو له هذا الصائم بما يليق أن يدعى به لمثله، ويعتقد أن المنة لله جل جلاله ولنائبه، كيف أهَّلاه لذلك ورفعاه به به في مزلته ومحله. فمن الرواية في الدعاء لمن أشرنا إليه صلوات الله عليه، ما ذكره جماعة من أصحابنا، وقد اخترنا ما ذكره ابن أبي قرة في كتابه، فقال باسناده الى علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن عيسى بن عبيد، باسناده عن الصالحين عليهم السلام قال:وكرِّرْ في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً وعلى كل حال، والشهر كله، وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله عليهم السلام: أللهم كن لوليك، القائم بأمرك،الحجة، محمد بن الحسن المهدي، عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام، في هذه الساعة وفي كل ساعة، ولياً وحافظاً وقائداًوناصراً،ودليلاً ومؤيداً، حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طويلا وعرضا، وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين. أللهم انصره وانتصر به، واجعل النصر منك له وعلى يده، والفتح على وجهه، ولا توجه الأمر إلى غيره، أللهم أظهر به دينك وسنة نبيك، حتى لا يستخفى بشئ من الحق مخافة أحدٍ من الخلق. أللهم إني أرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وآتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. واجمع لنا خير الدارين، واقض عنا جميع ما تحب فيهما، واجعل لنا في ذلك الخيرة برحمتك ومَنِّك في عافية، آمين رب العالمين زدنا من فضلك ويدِك المَليء، فإنَّ كلَّ مُعْطٍ يَنقُصُ من مُلكه، وعطاؤك يزيد في مُلكك".

وقد أورد الشيخ الكَفْعَمي رضوان الله تعالى عليه الدعاء للإمام عليه السلام بما يتحد مع بداية ماتقدم إلا أنه مختصر، وهو المشهور المتداول، ماعدا اسم الإمام. وعدمُ ذكره عليه السلام بالإسم أكثر انسجاماً مع الروايات.

قال الكَفعمي:وعنهم عليهم السلام: كرِّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كل حال، وفي الشهر كله وكيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك، تقول بعد تمجيده تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله:أللهم كن لوليك (الحجة بن الحسن) صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً، وقائداً وناصراً، ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طَوْعاً، وتمتعه فيها طويلا.

وأما الأعمال العامة لكل يوم من أيام شهر رمضان، فأذكر منها:
1- الدعاء بعد كل فريضة، وقد وردت تحت هذا العنوان عدة أدعية، منها:
أ- ياعلي ياعظيم، ياغفور يارحيم، أنت الرب العظيم، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهذا شهر عظمته وكرمته وشرفته وفضلته على الشهور، وهو الشهر الذي فرضت صيامه علي، وهو شهر رمضان الذي انزلت فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وجعلت فيه ليلة القدر وجعلتها خيرا من الف شهر. فياذا المن ولا يمن عليك، من علي بفكاك رقبتي من النار، فيمن تمن عليه، وادخلني الجنة برحمتك يا ارحم الراحمين.

ب- اللهم أدخل على أهل القبور السرور. الدعاء. وقد تقدم ذكره والكلام حوله في أعمال اليوم الواحد والعشرين من شهر شعبان، في سياق" أدعية الغَيبة"وأنه في الحقيقة دعاء للإمام صاحب الزمان، لأن هذه المضامين الواردة فيه لاتتحقق إلا عند ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وينبغي التنبه بشكل خاص إلى هذا الدعاء " أللهم أدخل على أهل القبور السرور" والإهتمام بحفظه والمواظبة على قراءته بعد كل فريضة ومن فاته قليقرأه بنية القضاء، فقد ذكر الشهيد الأول في مجموعته التي هي بخطه أنه قد ورد في الحث عليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله: من دعا بهذا الدعاء في (شهر) رمضان بعد كل فريضة غفر الله له ذنوبه إلى يوم القيامة".

قال العلامة المجلسي:" وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه الله، نقلاً من خط الشيخ الشهيد(الأول) قدس سره، عن النبي صلى الله عليه وآله: من دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان بعد المكتوبة استغفرت ذنوبه إلى يوم القيامة، وهو:" اللهم أدخل على أهل القبور السرور، اللهم أغن كل فقير، اللهم أشبع كل جائع، اللهم اكس كل عريان، اللهم اقض دين كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم رد كل غريب، اللهم فك كل أسير، اللهم أصلح كل فاسد من امور المسلمين، اللهم اشف كل مريض، اللهم سد فقرنا بغناك، اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك، اللهم اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر، إنك على كل شئ قدير ".

ت - أللهم ارزقني حج بيتك الحرام.وهو كما يلي: أللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام ما أبقيتني، في يسر وعافية وسعة رزق، ولا تُخْلِني من تلك المواقف الكريمة والمشاهد الشريفة وزيارة قبر نبيك صلواتك عليه وآله، وفي جميع حوائج الدنيا والآخرة فكن لي. أللهم إني أسألك فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم في ليلة القدر، من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفر عنهم سيئاتهم، واجعل فيما تقضي وتقدرأن تطيل عمري في طاعتك وتوسع علي رزقي وتؤدي عني أمانتي ودَيْني، آمين رب العالمين..

ث - أللهم إني بك ومنك أطلب حاجتي، ويعرف بدعاء الحج. وهو بتمامه:عن الإمام الصادق عليه السلام قال: أدع للحج في ليالي شهر رمضان بعد المغرب: اللهم بك [ أتوسل ] ومنك أطلب حاجتي، أللهم من طلب حاجته إلى أحد من المخلوقين، فإني لا أطلب حاجتي إلا منك، أسألك بفضلك ورضوانك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من عامي هذا الى بيتك الحرام سبيلاً، حجة مبرورة متقبلة زاكية خالصة لك، تُقِرُّ بها عيني، وترفع بها درجتي، وترزقني أن أغض بصري، وأن أحفظ فرجي، وأن أكف عن جميع محارمك، حتى لا يكون شيء آثر عندي من طاعتك وخشيتك، والعمل بما أحببت، والترك (لما) كرهت ونهيت عنه، واجعل ذلك في يسر ويسار وعافية، وأوزعني شكر ما أنعمت به عليّ. وأسألك أن تقتل بي أعداءك وأعداء رسولك، وأسألك أن تكرمني بهوان من شئت من خلقك، ولا تهني بكرامة أحد من أوليائك، أللهم اجعل (لي) مع الرسول سبيلا.

ج- أللهم رب شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وافترضت على عبادك فيه الصيام، صل على محمد وآل محمد وارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام، واغفر لي تلك الذنوب العظام، فإنه لا يغفرها غيرك يا رحمن يا علام.
وقد ورد في ثوابه: من قال هذا الدعاء في كل ليلة من شهر رمضان غفرت له ذنوب أربعين سنة.
وقد أورد هذه الأدعية الأربعة المحدث القمي في مفاتيح الجنان، وزاد في آخر الثالث: حسبي الله ماشاء الله.



 

رد مع اقتباس