عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-22-2024, 07:21 AM
نور الحسني.
مراقبة عامة
نور الحسني غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Sienna
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل : Sep 2022
 فترة الأقامة : 1123 يوم
 أخر زيارة : 10-21-2025 (07:22 AM)
 المشاركات : 1,651 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : نور الحسني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
افتراضي إسلام مزيّف وآخر أصيل: هكذا كشفت عاشوراء الأقنعة!










نّ الإسلام الذي أراد للإنسان أن يكون متمحّضاً ومسلّماً لله عزّ وجلّ حتّى تكون كلّ سكناته وحركاته لله تعالى، {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فإنّ هذا المستوى من الذوبان في الحقّ لا يفهمه الإنسان ولا يستوعبه إلّا من خلال نماذج عاشت تلك التجربة.

ومن هنا كانت كربلاء وعاشوراء الإمام الحسين (ع) هي الحدّ الفاصل بين الإسلام في صورته المزيّفة التي سُخِّرَ فيها الدّين من أجل الأنا والمصلحة الذاتيّة، وبين الإسلام الحقيقيّ الذي سَخّر الإنسانُ فيه كلَّ ما يملك من أجل الله عزّ وجلّ، فعاشوراءُ الإمام الحسين (ع) بكلّ تفاصيلها الدامية صورٌ حيّة لكلّ القيم التي جاء من أجلها الإسلام.

ولا نريد هنا استعراض تلك الصور المعبّرة عن حقيقة الدين، حتّى أصبحت واضحة للعيان من خلال كربلاء، وإنما نؤكّد على أنّ الإسلام الذي ولد من رحم السلطة حاول أن يُسَخِّرَ كلّ الدين من أجل الحاكم، فكانت عاشوراء إعادة الدين إلى مساره الطبيعيّ، وهو تسخير كلّ شيء وجعله يدور حول الله عزّ وجلّ، ولولا ذلك الحدّ الفاصل الذي رسمه الإمام الحسين (ع) بدمه في كربلاء لم يبقَ للدّين حقيقة، وبذلك أصبحت عاشوراء الحسين عليه السلام رمزاً للإسلام المحمديّ الأصيل، يقف عندها المؤمنون ليعيدوا انتماءهم لله عزّ وجلّ عبر الحسين (عليه السلام)، ومن هنا صدق مَن قال: إنّ الإسلام محمّدي الوجود، علويّ الصّمود، حسينيّ البقاء.

فتمسّكُ الشيعة بالحسين (ع) علامة إيمانيّة وحالة إيجابيّة، تحسب لهم لا عليهم؛ لأنّها تعبّر عن وضوح الرؤية وتكامل الفهم، فلو لَـم ينتمِ الشيعة للإمام الحسين (ع)، ولم يملؤوا الدنيا ضجيجاً ونواحاً بدماء الحسين، لكان في أصل إسلامهم إشكالٌ، فهل للإسلام حقيقة وجوهر غير التوحيد؟ وهل للتوحيد حقيقة دون رفض الطاغوت والكفر به؟ فأيّ رفض كرفض كربلاء؟ وأيّ تسليم كتسليم الحسين (ع) في عاشوراء؟ فحضور الحسين (ع) في أيّ دين هو دليل استقامةٍ على الصراط، ومن هنا كان اسم الحسين (ع) هو الشعار الذي يرفعه السائرين على نهج الصالحين والمفارقين لسبيل الظالمين.
*نقلا عن مركز الرصد العقائدي



Ysghl l.d~t ,Nov Hwdg: i;`h ;atj uha,vhx hgHrkum!





رد مع اقتباس