عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-18-2024, 10:55 AM
نور الحسني.
مراقبة عامة
نور الحسني غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Sienna
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل : Sep 2022
 فترة الأقامة : 593 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (10:27 AM)
 المشاركات : 514 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : نور الحسني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي من هم أهل الدين الذين عرّفهم القرآن للناس؟




إنّ من بين أهم التكاليف التي كلف الله تعالى بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هي تعريف الناس بأهل دينه الذين اصطفاهم الله تعالى لشريعته يبينون للناس ما اختلفوا فيه كما أمروا في إرجاع ذلك في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم بالرجوع إلى الله وإليه ولا شك أن الإنسان حينما يعزم على الرجوع إلى الله تعالى فيما يشكل عليه من دينه ودنياه فإنه بحكم العقل يلزم أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو من بعثه الله إلى الخلق ليصلح لهم أمر دينهم ودنياهم وذلك أن القرآن شريعة حياة متكاملة تبدأ مع الإنسان من مرحلة ما قبل الولادة وانعقاد النطفة إلى الأجنة ثم الولادة وما بعدها حتى يتمم الإنسان مدته التي حددها الخالق له فينتقل إلى عالم البرزخ حيث النتائج التي حققها عمله الدنيوي، ومن ثم يبقى له منها ما ينتفع به أو يضر به وهو في قبره كما دلت النصوص الشريفة.
وعليه:
فكل ما يتعلق بهذا الإنسان قد أوجدت له الشريعة حدوداً وسنناً وأسباباً ومن ثم فهو بحاجة إلى معرفة هذه الحدود والسنن كي يحيا بسلام في الدنيا والآخرة.
إلا أن المشكلة تقع في نفس الإنسان فهو يرى بما خلق الله تعالى فيه من قوة العقل والروح أنه الأقوى والخصم الذي لا يهزم فهو لدود[1]، ومجادل شرس إلى الحد الذي يرى في نفسه أن الموت والحياة والصحة والمرض والغنى والفقر والعسر واليسر بيده يتحكم بها كيف يشاء.
ومن هنا:
نشأت الفرق والتحزبات والفئات والوثنية والطاغوتية والجبروتية ومن ثم أصبح لدى الإنسان خليط من التشريعات والمعتقدات والمفاهيم بعد أن ترك لقواه النفسية العنان في سوقه إلى تلك القوى وتجاذباتها والأهواء وسطواتها جازماً بصواب رأيه وخطأ خصمه مندفعاً إلى إقصاء مخالفيه في أقل الأحوال إن لم يكن قد أطفأ صوت غيره وغيب شخص مخالفه.
ومن ثم: كيف يقنع بأن هذا الدين كان له نخبة اصطفاها الله تعالى وهو يرى في نفسه أنه المؤهل لفهم الشريعة إن لم يندفع إلى الاعتقاد بأنه أحد أعمدتها يلحقه ما يلحقها من الشرافة والقدسية والشأنية والخدمة، فمفهوم خدمة الشريعة يعني خدمته التي منحها كل بركاته ورضاه.
وكيف لا يطلق الفتاوى (الشرعية) في خصومه والرادين عليه والمظهرين للناس حقيقة دينهم وتصحيح مسار معتقداتهم؟ لا شك أن خصماءه من البدع والمحدثات الذين استوجبوا القصاص قتلاً ونفياً وتكفيراً وتدنيسا.
ولأن المشرع عزّ شأنه حكيم عالم عزيز فقد خص أهل دينه والمصطفين لشريعته بصفات تدفع عنهم التهمة وتميزهم عن الكاذبين وبها يفتضح المدعون ويخزى الكاذبون؛ فبهم يعرف الصواب وإليهم تدب الألباب، ولهم تحن القلوب وتهوي الأفئدة.
أما من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً، فأولئك كما عرّفهم القرآن الكريم:
{...وَلَهُمْ آَذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[2].
ومن ثم لا ينفع معهم كلام مسموع أو مقروء.
وعليه: فإن الله تعالى خص أهل دينه بصفات تميزهم عن الناس كي لا ينتحل منزلتهم منتحل ثم يأتي الناس يوم القيامة فيقولون: أي رب لم نكن نعلم من هم فقد تشابه الأمر علينا، لماذا لم تجعل لهم صفات تميزهم وتدلنا عليها لنعرفهم، وهذا أمر لم يغفل عنه القرآن الكريم، قال تعالى:
{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[3].
ولذا: كانت صفات أهل دينه كالآتي:
1 ــ إنهم مطهرون من الآثام وكل شيء قذر

وهي ميزة لا يستطيع الإنسان وإن اجتهد على حصولها ما لم يكن هناك اختصاص من الله تعالى؛ وإلا فالساعون في شرق الأرض وغربها في دعواهم بأنهم أصحاب فكر ورؤى وشرائع إلا أنهم ليسوا منزهين عن العيوب وإن اجتهدوا.
ومن ثم فالطهر صفة إلهية اختصت بها الشريعة ومن خصهم الله لها فقال تعالى:
{...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[4].
2 ــ العلم بالقرآن والسنة

من الصفات التي خص الله تعالى بها أهل شريعته العلم بالقرآن وتأويله وهي صفة انفرد بها أهل القرآن المصطفين، فقال تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُو الأَلْبَابِ}[5].
هذه الآية المباركة نجد مصداقها في التاريخ الإسلامي متجسداً في شخصية واحدة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك أن جميع الصحابة ــ مع ما لديهم من معارف ــ إلا أنهم كانوا يحتاجون علم علي بن أبي طالب عليه السلام ولم يحتج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى أحدٍ منهم في مسألة من العلم سواء علمه بالقرآن أو السنة أو في الكتب والشرائع السماوية التي كانت قبل الإسلام؛ وهذا الأمر لا يحتاج إلى تدليل أو إحالة مرجعية لمن كان له أدنى إطلاع على حياة الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولو أردنا أن نورد للقارئ ما ورد في الأثر عنه صلى الله عليه وآله وسلم وعن الصحابة أو عن نفس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لخرج الكتاب عن موضوعه.
3 ــ الصدق

إن أول ما عرفه العرب عن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حينما درج فيما بينهم، صفة الصدق والأمانة، فعرفه الناس صالحهم وطالحهم بـ(الصادق الأمين) فكانت صفته هذه قبل صفة النبوة والرسالة، وذلك أن الصدق هو الأساس في تبليغ الرسالة وبيان الشريعة.
فكل ما يتلفظ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يخالطه الكذب وقد شهد الله تعالى له بذلك، فقال سبحانه:
{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[6].
وقال تعالى:
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ}[7].
وقال سبحانه:
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى}[8].
وقال تعالى:
{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}[9].
فقلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صادق، ولسانه صادق، وفعله صادق، وهو الصادق الأمين، وكذا من اختارهم الله لشريعته فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[10].
ولو درس الإنسان التاريخ وكتب الحديث لوجد أن عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوصياءه والأئمة من بعده أبناء علي وفاطمة وهم اثنا عشر إماماً سلام الله عليهم أجمعين حينما بينوا الشريعة لم يختلف اثنان منهم في حكم من أحكام الشريعة فيقول أحدهم هذا حلال والآخر يقول هذا الحرام بما يرشد إلى أنهم عليهم السلام كانوا ينهلون من منهل واحد ومشروع واحد فكانوا الصادقين.
وعليه:
تعد هذه الصفات وغيرها أهم الأدوات التي تقود العقل والقلب إلى معرفة الدين فصفة الطهر فقال تعالى:
{لا يَمَسُّهُ إِلاّ الْمُطَهَّرُونَ}[11].
وخزانة العلم فقال:
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[12].
وفي أهل الدين قال:
{...وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[13].
وصفته الصدق فقال سبحانه عن القرآن:
{لا يَأتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[14].
وعن أهل دينه قال:
{اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[15].
وغيرها من الصفات التي كانت متلازمة فيما بين القرآن وأهله.
أما إذا جئنا إلى بيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإرشاده الأمة إلى أهل الدين فما أكثره وأيسره وأوضحه وأقطعه حجة على المسلم في الدنيا والآخرة، وهو ما سنتناوله في (ثانياً).



lk il Hig hg]dk hg`dk uv~til hgrvNk ggkhs? lil ig





رد مع اقتباس