معجبوامنتدى محبي أهل البيت على الفيسبوك
صفحتنا على الفيس بوك
عدد مرات النقر : 3,593
عدد  مرات الظهور : 136,735,874صفحتنا على الانستغرام
عدد مرات النقر : 5,492
عدد  مرات الظهور : 136,735,856صفحتنا على تويتر
عدد مرات النقر : 3,129
عدد  مرات الظهور : 136,735,855قناتنا على اليوتيوب
عدد مرات النقر : 3,070
عدد  مرات الظهور : 135,603,306
حصريا اصدارات محرم 1446بصيغة mp3
عدد مرات النقر : 801
عدد  مرات الظهور : 49,915,889



الاهتمام بالدين وموجباته

: سماحة السيد محمد باقر السيستاني​​ إن الذي أوجب اهتمامي بالدين أمران: بقاء الإنسان بعد هذه الحياة ووجود الدار الآخرة الأمر الأول: إخبار الدين عن عدم فناء الإنسان

إضافة رد
#1  
قديم 04-20-2025, 07:33 AM
نور الحسني.
مراقبة عامة
نور الحسني غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Sienna
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل : Sep 2022
 فترة الأقامة : 1122 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (07:22 AM)
 المشاركات : 1,651 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : نور الحسني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
افتراضي الاهتمام بالدين وموجباته






: سماحة السيد محمد باقر السيستاني​​


إن الذي أوجب اهتمامي بالدين أمران:

بقاء الإنسان بعد هذه الحياة ووجود الدار الآخرة


الأمر الأول: إخبار الدين عن عدم فناء الإنسان وبقائه حياً ليعود فيكون مرتهناً بأعماله التي عملها في هذه الدنيا.

وبذلك تكون الدنيا هذه مزرعة الآخرة، فيزرع المرء اليوم ليحصد ما يراه غداً، ولا تكون هذه الحياة محل لهو واستراحة واسترسال، بل موطن تعلم واختيار، يتعلم فيها الإنسان سننها ومختلف السبل فيها ويختار ما يشاء منها.

وهي فرصة اختبار للإنسان من خلال حوادثها؛ فحوادث الحياة أشبه بأسئلة امتحانية، ورد فعل الإنسان تجاهها يمثل أجوبته عن تلك الأسئلة، فيكون لكل أحد درجته في المشهد المقبل حسب مساعيه وأعماله فيها.

إن هذا النبأ لهو نبأ خطير للغاية لا يبلغ المرء عمقه ولا يستطيع أن يقدره حق تقديره.

وقد تمر علي لحظات أستحضر فيها هذه الحقيقة، وأفكر في أبعادها، فأستعظمها، وأشعر أنني لا أحتملها.

فكيف أستثمر حياة بهذا الجد استثماراً لائقاً؟ فربع عمر الإنسان - على الأقل - ينقضي بالمنام، وباقيه يكثر فيه الإهمال والاسترسال والاستراحة، وحيثما يعمل الإنسان عملاً يتوقعه صالحاً لا يُحرز فيه سلامة النية والإخلاص، بل تعتريه هواجس المصانعة والتكلّف والمآرب الدنيوية.

على أنه ماذا عسى أن تكون أعمال مثلي - في مضمار السباق في هذه الحياة - مع أعمال الصالحين المتبصرين والنابهين الذين نظروا إلى هذه الحياة بنظرة ثاقبة وحكيمة، الذين نفذوا من ظواهر الأمور إلى بواطنها، وتجاوزوا في تأملهم حاضرها إلى مستقبلها وغايتها، ونذروا أنفسهم لاستثمار هذه الحياة على الوجه الأمثل(1)؟!

وقد يبلغ القلق بالمرء أحياناً أن يود أنه لو لم يوجد، أو أن الله تعالى توفاه قبل سن الرشد والتكليف. كما جاء في القرآن الكريم عن مريم عليها السلام قولها عند ولادة عيسى عليه السلام :

(يا لَيْتَنِي مِنْ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا )(2) .

وربما يتمنى المرء أن يرزقه الله الشهادة في سبيله؛ ليكون تداركاً لما يجده في نفسه من إهمال وتقصير. فالشهادة في شأن أمثالي كالغنيمة الباردة مقارنة مع ضبط النفس طيلة حياتي على الخصال الفاضلة والسلوك الصالح.

إنني لأتوقع أن الإنسان المعتقد لو مر بعد الممات على شريط حياته وأحداثها ينتابه العجب من أعماله، رغم الإيمان بالله سبحانه وتعالى والدار الآخرة، ويتمنى لو بني نفسه على نحو أمثل، واتصف بمزيد من بعد النظر واليقين بالمستقبل، وازداد من التقوى والصلاح، كما قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقد مر على المقبرة: «أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى(3).
فكم من وقت ضيعه ؟!

وكم من فرصة للخير أهملها ؟!

وكم من تصرف في قول أو فعل استرسل فيه من دون نقد وتمحيص ؟!

فكيف يتهيأ الإنسان في هذه الحياة تهيؤاً لائقاً لما بعدها وفي كل خطوة منه أو إهمال أثر خالد على حياة خالدة؟

وحقاً ما كان يناجي به أمير المؤمنين عليه السلام مع ربه و نفسه في آناء الليل وهو يتأمل محدودية العمر في هذه الحياة والخلود فيما بعدها: «آه من قلة الزاد وطول الطريق »(4) .

إنني كلما تأملت في أمر الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة أجد أنّ لهذا النبأ أبعاداً يصعب حسابها، وأشعر - حقاً - لو أنني نذرت كل قدراتي ولحظاتي - عدا مقدار الضرورة من نوم وأكل وراحة - الأعمال البر من العبادة والشكر للخالق، والإيفاء بحقوق الخلق، والإحسان إلى الآخرين، لكان بذلك جديراً.
وهذا كله قد يؤدي إلى يأس الإنسان من العلاج، لكنني في لحظات الوجل والرعب لتأمل هذا المشهد أستذكر ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه من اللطف والرأفة والرحمة بالخلق، والمغفرة لما صدر لهم من الخلل والتقصير، فتسكن بذلك نفسي ويطمئن قلبي.

وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رحِيمٌ)(5)، وقال جلت آلاؤه: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)(6)

وقال عز من قائل: (أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )(7).

إن نبأ الدار الآخرة حقاً نبأ عظيم ومذهل، وقد أثار هذا النبأ مخاوفي ووجلي حتى عندما كنت في طور التفكير في شأن الدين.

لقد كان احتمال صدق هذا النبأ بشكل جاد (8) يأخذني إلى الاهتمام بالتحقق في أمر الدين، ويمنعني من أن أواجه هذا النبأ بالإهمال والتقاعس والاكتفاء بإثارة الشبهة ثم الخلود إلى اهتمامات هذه الحياة الدنيا، بل أرى إنني لو وقفت على الشك في أمر الدين لكان حرياً بهذا النبأ - نبأ الآخرة - أن يوجب تحوطي في سلوكي بما يقتضي الحذر من الخطايا، والسعي في تهذيب النفس والتخلص عن الخصال الذميمة.


عناية الله تعالى الخاصة بالإنسان


الأمر الثاني: ما جاء في الدين من عناية الله بخلقه، واهتمامه الخاص بالإنسان. حيث جاء فيه ما يفيد أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مزوداً بالعقل والضمير والإرادة الحرّة؛ لكي يدركه بعقله، ويشكره بضميره وينتفع بما هيأ له من النعم في هذه الحياة.

كما جاء فيه أيضاً أنه سبحانه وتعالى سوف يتولى الإنسان في هذه الحياة بمقدار استجابته لما زرعه فيه من الهدي، فإذا شكر الله زاده، وإن ناجاه استمع إليه، وإن أثنى عليه قدره، وإذا ناداه استجاب له.

فيكون مثل الله سبحانه وتعالى بالنسبة إلى الإنسان مثل الأبوين، ولكن في موقع أعلى مهيمن على الأشياء كلها.

فإذا كان الله سبحانه وتعالى الخالق للإنسان قد خلقه لهذه الغاية وطلب منه أن يتحلى بمعرفته والشكر له، فحري بالإنسان - بما أوتي من الضمير - أن يستجيب لأمر الله سبحانه شكراً على إنعامه واستزادة في معروفه، واكتساباً لولايته.

وكيف للإنسان أن يجفو الله سبحانه وهو خالقه والمنعم والمتفضّل عليه، حتى أنه سبحانه يدعوه فلا يجيبه، ويحثه فيتوانى عنه، ويرشده فلا يأخذ بإرشاده، حتى كأنه هو المحتاج إلى الإنسان !

فما ألطفه من رب منح كل شيء للإنسان ثم يستقرضه تما آتاه - وهو غني عنه ولو شاء لاسترد ما أخذه وكان الإنسان والأشياء كلها عدماً ...

يقول عز وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ )(9) .
وما أقبح بالإنسان أن يجهل حق الله سبحانه وتعالى ويعيش كالأنعام، كما قال تعالى: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(10) .

وحقاً ما جاء في الدعاء من قول الداعي: «إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغْضُ إِلَيْكَ، وَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَانَ لِي التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي وَالإِحْسَانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضْلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ )(11) .

يضاف إلى ذلك أن الله سبحانه وتعالى إذا كان قد خلق الكون والإنسان لهذه الغاية فإنه يكون - بطبيعة الحال - قد سنّ وجود الإنسان وما حوله على سنن تنتج السعادة إن سار على وفقها، فتكون هي المسيرة الصحيحة في الحياة، والسبيل السالك فيها، ويكون سلوك أي سبيل آخر خطاً فاحشاً، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرِّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (1) .

إذن.. تيقنت أن هناك أهمية للدين بالنظر إلى هذين الأمرين اللذين وصفتهما :

أحدهما: بقاء الإنسان بعد هذه الحياة ووجود الدار الآخرة.

والآخر: وجود الله سبحانه وتعالى، المعني بالإنسان الراغب في تواصل الإنسان معه، ومعرفته به وشكره إياه، وتقديره بما ينبغي تقدير مثله في الصفات الكمالية الفاضلة والإنعام.


لذلك كله وجدت أن أمر الدين خطير للغاية، فلا يسعني أن أقابله بالإهمال والشك، بل لا بد أن أتحقق منه تحققاً يوجب الوثوق به والطمأنينة إليه والأخذ بتعاليمه، أو يوجب الوثوق بخطئه وثوقاً أتحمل مسؤولية الخطأ فيه إذا كان قد اتفق.

فأهمية مضمون الدين بالنسبة لي - حسب شهادة عقلي - بدرجة لا يملك الإنسان إذا اتصف بشيء من الحكمة في تحديد الأولويات المعرفية إلا أن يجعله في رأس قائمة هذه الاولويات، فهو الهاجس الأهم في هذه الحياة على الإطلاق.

الهوامش:-----

(1) وقد وصف الإمام علي الله أحدهم في كلام له، حيث قال: قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا، وَأَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا، مِنَ الْأَقْبَالِ عَلَيْهَا، وَالْمَعْرِفِةِ بِهَا، وَالتَّفَرُّحْ لَهَا، فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتِي يَطْلُبُهَا، وَحَاجَتُهُ الَّتِي يَسْأَلُ عَنْهَا (نهج البلاغة ص: ٢٦٣/ تحقيق: صبحي الصالح).
(2) سورة مريم: ۲۳
(3) نهج البلاغة ص: ٤٩٢ / تحقيق : صبحي الصالح.
(4) نهج البلاغة ص : ٤٨١ / تحقيق صبحي الصالح.
(5) سورة الحج : ٦٥ ، والبقرة: ١٤٣ .
(6) سورة البروج : ١٤.
(7) سورة الرعد: ۲۸
(8) ينظر في تفصيل ذلك (ضرورة المعرفة الدينية) ص : ٧٣ وما بعدها.
(9) سورة الحديد: ۱۱.
(10) سورة إبراهيم: ٣٤.
(11) تهذيب الأحكام، ج : ٣ ص : ۸۳
(12) سورة الأنعام: ١٥٣.



hghijlhl fhg]dk ,l,[fhji





رد مع اقتباس
إضافة رد

جديد منتدى المنتدى الإسلامي العام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education