معجبوامنتدى محبي أهل البيت على الفيسبوك
صفحتنا على الفيس بوك
عدد مرات النقر : 3,125
عدد  مرات الظهور : 72,295,605صفحتنا على الانستغرام
عدد مرات النقر : 4,830
عدد  مرات الظهور : 72,295,587صفحتنا على تويتر
عدد مرات النقر : 2,813
عدد  مرات الظهور : 72,295,586قناتنا على اليوتيوب
عدد مرات النقر : 2,839
عدد  مرات الظهور : 71,163,037

عدد مرات النقر : 849
عدد  مرات الظهور : 23,942,265



ما هو تأثير القلب في أحكام العقل؟

إن كان عقل الإنسان حرّاً، فإنَّه يقضي ويحكم في الأمور كما ينبغي، وكما هي في الواقع، فيرى الخير خيراً، والشرّ شرّاً. أمّا إن وقع تحت سيطرة القلب ونفوذه، فسوف يحكم

إضافة رد
#1  
قديم 04-15-2024, 09:04 AM
نور الحسني.
مراقبة عامة
نور الحسني غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Sienna
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل : Sep 2022
 فترة الأقامة : 584 يوم
 أخر زيارة : 04-30-2024 (09:20 PM)
 المشاركات : 493 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : نور الحسني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي ما هو تأثير القلب في أحكام العقل؟









إن كان عقل الإنسان حرّاً، فإنَّه يقضي ويحكم في الأمور كما ينبغي، وكما هي في الواقع، فيرى الخير خيراً، والشرّ شرّاً. أمّا إن وقع تحت سيطرة القلب ونفوذه، فسوف يحكم بما يهوى القلب ويحبّ، لا بما يقتضيه الحقّ، إنَّ العقل في ذاته قاضٍ عادلٌ، ولكن ينبغي الحفاظ على استغلال قوّته القضائيّة لكيلا تتسلَّط عليه السلطة التنفيذيّة بميولها ورغباتها وأهوائها، فإن تسلَّطت عليه فلا ينبغي أن ينتظر منه أن يكون عادلاً في أحكامه.

من كلمات إمام المتّقين عليٍّ (عليه السلام3.png «ومَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى بَصَرَهُ وَأَمْرَضَ قَلْبَهُ»[1]. والمقصود هو أنَّه في ظلمات الحوادث التي يحتاج فيها المرء إلى النور الذي يلقيه العقل لهدايته، يعمي حبُّ الشيء بصرَه فلا يرى. إنّ الحبّ والبغض، والصداقة والعداوة، تؤثّر في القضاء.

ولذلك، فإنَّ المرء ينظر إلى كلِّ ما يتعلَّق به نظرةَ إعجابٍ واستحسانٍ ورضى. إنَّ في الإنسان غريزةَ حبِّ الذّات، إنّه متعلّق بنفسه أكثر ممّا هو متعلّق بأيّ شيءٍ آخر، فهو ينظر إلى نفسه وإلى ما يخصّه بمنظارِ حسنِ الظنّ دائماً؛ أي إنَّه يقضي فيما يتعلَّق بذاته وبخاصّته بما يُرضي قلبه، لا بما يُرضي الحقّ والحقيقة. إنّه يرى أخلاقه الرديئة جيّدة، ويحسب أعماله السيّئة حسنة: ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوٓءُ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَنا﴾[2]، ﴿تَٱلـلَّهِ لَقَد أَرسَلنَآ إِلَىٰٓ أُمَم مِّن قَبلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيطَٰنُ أَعمَٰلَهُم﴾[3]، ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخسَرِينَ أَعمَٰلًا * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي ٱلحَيَوٰةِ ٱلدُّنيَا وَهُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعًا﴾[4].

أمّا المؤمن، فيقول عنه أمير المؤمنين عليٌّ (عليه السلام3.png «المؤمن لا يُصبح ولا يُمسي إلَّا ونفسه ظنونٌ عنده»[5]؛ أي إنَّه لا يحسن الظنّ بنفسه أبداً؛ إذ يحتمل أن يصدر عنها عمل سيّئ في كلِّ لحظة. وإن وصل المرء حقّاً إلى هذه المرحلة، مرحلة إساءة الظنّ بنفسه الأمَّارة، واحتمال ارتكابها إثماً، أو إتيانها عملاً قبيحاً، فإنَّه سوف يراقب نفسه، ويمنعها من القيام بما لا يليق. والويل لمن لا ينزع عن عينه أبداً منظار حُسن الظنّ بنفسه والإعجاب بها.

وعليه، يتَّضح أنَّ الإنسان قد يقع تحت مؤثّرات تجعلُ أحكامه سقيمةً بحيث يُخطئ في قضائه، فيجانب العدالة، ويفقد حريّة عقله إن سيطر القلب وأهواء القلب عليه، فلا يرى الإنسان نفسه طاهراً ظاهريّاً فحسب، بل إنَّه يعتقد في قرارة نفسه أنّه نقيٌّ فعلاً، ولا عيبَ فيه مطلقاً. ولا يمكن غير ذلك؛ لأنَّ شخصاً هذا مبلغه من عدم تحرُّر عقله ومنطقه لا يكون قادراً على إدراك الحقيقة، ورؤية ما هو في الواقع. فكما إنَّ أعضاء الإنسان وأطرافه لا تستطيع الحركة إلَّا إن كانت طليقةً حرَّة، كذلك العقل والفكر. إنَّ تقييد حركة الأعضاء والأطراف يكون بربطها بالسلاسل والقيود، وتقييد العقل يكون بربطه بأهواء القلب، وبسلاسل رغبات النَّفس، من حبٍّ وكرهٍ وتعصُّبٍ وما إلى ذلك.

يصف القرآن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقول: ﴿يَأمُرُهُم بِٱلمَعرُوفِ وَيَنهَىٰهُم عَنِ ٱلمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ ٱلخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَٱلأَغلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَت عَلَيهِم﴾[6].

وما هذا الإصر وهذه الأغلال سوى تلك القيود التي تكبّل عقول الناس وأرواحهم، فرفعها الرسول (صلى الله عليه وآله) عنهم بما زوّده ربَّه من أحكامٍ وعقائد وأخلاقٍ ونُظمٍ تربويّة.

* المعرفة العقليّة والقلبيّة، مركز المعارف للتأليف والتحقيق


[1] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة (خطب الإمام عليّ (عليه السلام))، مصدر سابق، خطبة 109.
[2] سورة فاطر، الآية 8.
[3] سورة النحل، الآية 63.
[4] سورة الكهف، الآيتان 103 - 104.
[5] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة (خطب الإمام عليّ (عليه السلام))، مصدر سابق، ص251.
[6] سورة الأعراف، الآية 157.



lh i, jHedv hgrgf td Hp;hl hgurg?





رد مع اقتباس
إضافة رد

جديد منتدى المنتدى الإسلامي العام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education