معجبوامنتدى محبي أهل البيت على الفيسبوك
صفحتنا على الفيس بوك
عدد مرات النقر : 3,137
عدد  مرات الظهور : 74,469,440صفحتنا على الانستغرام
عدد مرات النقر : 4,856
عدد  مرات الظهور : 74,469,422صفحتنا على تويتر
عدد مرات النقر : 2,824
عدد  مرات الظهور : 74,469,421قناتنا على اليوتيوب
عدد مرات النقر : 2,846
عدد  مرات الظهور : 73,336,872

عدد مرات النقر : 894
عدد  مرات الظهور : 26,116,100



بدائل تعذُّر زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) عن قُرْب

المقدّمة قد عنوَن صاحب كتاب (كامل الزيارات)& باباً خاصّاً في ذكر بدائل مَن لم يستطع زيارة الإمام الحسين× عن قُرْب، وتعذّر عليه ذلك. ولا مبالغة في القول: إنّ زيارة الإمام

إضافة رد
#1  
قديم 05-07-2024, 10:12 AM
نور الحسني.
مراقبة عامة
نور الحسني غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Sienna
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل : Sep 2022
 فترة الأقامة : 602 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (09:24 AM)
 المشاركات : 523 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : نور الحسني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي بدائل تعذُّر زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) عن قُرْب






المقدّمة
قد عنوَن صاحب كتاب (كامل الزيارات)&[1] باباً خاصّاً في ذكر بدائل مَن لم يستطع زيارة الإمام الحسين× عن قُرْب، وتعذّر عليه ذلك. ولا مبالغة في القول: إنّ زيارة الإمام الحسين× كانت محطّ أنظار أئمّة الهدى من أهل بيت النبيّ|، فقد تعدّدت ألسنة رواياتها، وتنوّعت م5454ممكن
ضامينها، وتكثّرت أساليبها، فبين ترغيب فيها[2]، وتعظيم لثوابها[3]، وحثٍّ على فعلها[4]، وذمٍّ لتركها[5]، وتحذير للمتهاون فيها[6]، حتى قيل بوجوبها[7]، ولأجل ذلك أُلّفت ـ ومنذ القدم ـ كتب عُنيت بجمع الروايات الواردة في الزيارات من قِبَل ثقات وأجلّة رواة الطائفة الحقّة.
ولأجل ضخامة ملاك زيارة الإمام الحسين× وعظمته وأهمّيّته، و«لطفاً من الله، لئلّا تفوت فضيلة الزيارة»[8]، جُعلت بدائل لفعل تلك الشعيرة العظيمة، بألسنةٍ متعدّدة، ومضامين مختلفة؛ إدراكاً وتحصيلاً ولو لبعض ذلك الملاك المهمّ، والدرجة السامية الرفيعة للزيارة عن قرب للمكلّف الذي قد يتعذّر حضوره عند القبر الشريف للإمام السبط الشهيد×. وجاء هذا المقال ـ وهو قبسة العجلان ـ لتسليط الضوء على تلك البدائل المجعولة لـمَن لم يستطع الزيارة، وهي محاولة لاستكشاف أصل البدليّة وأقسامها، والتعرّف على مضامينها المتنوّعة.
وقد جاء ذلك في محاور:
المحور الأوّل: بحوث تصوّريّة
وفيه أُمران:
أوّلاً: معنى الزيارة في اللغة والاصطلاح
أـ الزيارة لغةً
الزيارة في اللغة مشتقّة من معنى (زورتعذُّر الحسين(عليه السلام) 3.png «الزاي والواو والراء، أصل واحد يدلّ على الميل والعدول... ومن الباب: الزائر؛ لأنّه إذا زارك فقد عدل عن غيرك»[9].
وقال الفرّاء في قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ)[10]: «ازورارها في هذا الموضع، أنّها كانت تطلع على كهفهم ذات اليمين فلا تصيبهم، وتغرب على كهفهم ذات الشمال فلا تصيبهم. وقال الأخفش: تزاور عن كهفهم، أي: تميل... وقال بعضهم: زار فلانٌ فلاناً أي مال إليه»[11].
فالزيارة لغةً: الميل للغير، والحضور عنده.
ب ـ الزيارة اصطلاحاً
أمّا الزيارة في الاصطلاح الفقهيّ، فالملاحظ أنّ الشارع المقدّس لم يضف شيئاً على المعنى اللغوي المتعارف للزيارة، فهو لم يتدخّل في ذلك، فلم يلبسها ثوب الحقيقة الشرعية[12]، أو المتشرّعية[13]، بل أبقاها على معناها المتعارف. وممّا يؤكّد ذلك هو اكتفاء الكثير من أعلام الطائفة ـ وخاصّةً المتأخّرين منهم ـ بإرجاع المكلّف الذي نذر الزيارة إلى المتعارف منها، لذا قال الشهيد الأوّل في (الدروستعذُّر الحسين(عليه السلام) 3.png «ويكفي في الزيارة الحضور في المقام، والأقرب وجوب السلام؛ لأنّه المتعارف من الزيارة، ولا يجب الدعاء ولا الصلاة»[14].
وقال صاحب (الجواهر) ـ بعد أن ذكر قول الشهيد في (الدروس) ـ: «وهو كذلك مع فرض التعارف»[15].
وقد أفتى بذلك الكثير من المعاصرين[16].
وعلى هذا يكون معنى الزيارة اصطلاحاً هو معناها اللغوي المتعارف، وهو الحضور عند الغير والميل إليه.
ثانياً: إثبات أصل البدليّة
قبل الولوج في أقسام البدليّة وتفاصيلها لا بدّ من إثبات أصلها لكي يتسنّى لنا الخوض في الحديث عن تلك الأقسام والتفاصيل، فنقول في ذلك:
أ ـ أصل البدليّة روائيّاً
وردت في المقام أحاديث جمّة، وعُقدت لذلك أبواب حديثيّة، يمكن أن نوردها ضمن النقاط التالية:
1ـ عقد ابن قولويه في (كامل الزيارات) باباً خاصّاً في الموضوع أسماه: (باب: مَن نأت داره، وبعدت شقّته، كيف يزوره×؟). وأخرج فيه سبعة أحاديث[17].
2ـ أخرج الكليني& في (الكافي)، في باب (النوادر)[18] من أبواب الزيارات حديثين في ذلك، دلَّ الأوّل منهما ـ وهو الحديث الأوّل من ذلك الباب ـ بعمومه على ما نحن فيه، والثاني ـ وهو الحديث الثامن من الباب نفسه ـ نصٌّ في المطلوب[19].
3ـ أخرج الشيخ الطوسي& في كتابه (تهذيب الأحكام)، في باب (مَن بعدت شقّته، وتعذّر عليه قصد المشاهد) في ذلك حديثين[20]، وكذلك أخرج حديثاً آخر في باب (ما يقول الزائر عن أخيه بالأُجرة)[21].
4ـ عقد الشيخ الصدوق& في كتابه (مَن لا يحضره الفقيه) باباً أسماه: (باب: ما يقوم مقام زيارة الحسين وزيارة غيره من الأئمّة^ لـمَن لا يقدر على قصده؛ لبعد المسافة)، وأخرج حديثين في ذلك[22].
5ـ أخرج الشيخ المفيد& في كتابه (المزار)، في باب (حكم مَن بعدت شقّته، أو تعذّر عليه قصد المشاهد، وهو يريد الزيارة، كيف يصنع؟ وكيف يقول؟) حديثين في ذلك[23]. كما عقد باباً أسماه: (باب: ما يقول الزائر عن أخيه بالأجر) في كتابه (المقنعة)[24].
وفي ضوء ما تقدّم يمكن دعوى استفاضة الروايات في إثبات أصل البدليّة ومشروعيّتها لـمَن تعذّرت عليه الزيارة عن قرب؛ وذلك لأنّ حدّ الاستفاضة هو: «ما يُفيد العلم، أو الظنّ المتاخم له، أو مطلق الظنّ»[25]، وما تقدّم يحقّق هذا الحدّ على ما يُستظهر من جمعٍ من الفقهاء[26]. وقد نصّ الشيخ الأنصاري& على أنّ الاستفاضة «لو أفادت الظنّ ففي حجّيّتها وعدمها وجوه، بل أقوال، ثالثها الحجّيّة إن بلغ الظنّ إلى حدٍّ يقرب من العلم، بحيث تثق به النفس وتطمئن»[27].
لا يقال: إنّ قسماً من روايات المقام غير نقي السند، فكيف ـ والحال هذه ـ ستتحقّق الاستفاضة القريبة من الاطمئنان؟
وجواب ذلك واضح؛ إذ الاستفاضة كالتواتر من هذه الجهة، فإنّها تتحقّق بالروايات الضعيفة كتحقّقها بالصحاح؛ وذلك «لعدم اعتبار تماميّة السند في الاستفاضة»[28].
فمع تعدّد طرق الروايات الدالّة على أصل بدليّة غير مستطيع الزيارة، وتكثّر رواتها في ذلك، يكون الكذب عنها في منتهى البعد، ومن المعلوم أنّ «المدار في الاستفاضة على بُعد الكذب»[29]. أضف إلى ذلك فإنّ بعض روايات المقام وُصِفت بالصحيحة كما عبّر بذلك العلّامة الحلّي[30]، والمجلسي الأوّل[31] عن رواية ابن أبي عمير عن هشام ـ وفي نقل آخر عن ابن أبي عمير عمّن رواه ـ قال: قال أبو عبد الله: «إذا بَعُدت بأحدكم الشقّة، ونأت به الدار، فليصعد أعلى منزله، فليصلِّ ركعتين، وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فإنّ ذلك يصل إلينا»[32]. فهذه الصحيحة مع دلالتها على بدل معيّن بذاته، فهي تدلّ على أصل البدليّة أيضاً كغيرها من روايات المقام.
كما لا يقال أيضاً: إنّ بعض روايات الباب ـ مثل موثّق (أو صحيح على بعض المباني) محمّد بن أبي عمير المتقدّم ـ لم تصف البدل بأنّه زيارة، وإنّما عبّرت: «... وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فإنّ ذلك يصل إلينا». فكيف صار السلام بدلاً عن الزيارة؟!
وجوابه: إنّ الأعلام من المحدّثين المتقدّمين (رحمهم الله) وضعوا مثل هذه الروايات في أبواب عناوينها كالتالي: (مَن نأت داره... كيف يزوره×؟). أو (مَن بعدت شقّته وتعذّر عليه قصد المشاهد).أو (ما يقوم مقام زيارة الحسين×... لـمَن لا يقدر على قصده؛ لبُعد المسافة). وهذا محصّل فهمهم من تلك الروايات، و«لا بدّ أن يكون المؤلِّف قاصداً إلى أن يجمع في الباب المعيّن والمعنون بعنوان خاصّ ما يدخل تحت ذلك العنوان فقط، وما يكون ذلك العنوان منطبقاً عليه، مفسِّراً له، ومرشداً إليه، وكاشفاً عنه، ومحيطاً به؛ حتّى يكون عمله موافقاً للعرف الذي عرفه أهل المنطق، وجرى عليه عمل العلماء كافّة... فالارتباط الوثيق بين العنوان وما تحته من المعنونات أمر ضروري لازم، وهو بديهي واضح لكلّ متصدٍّ للتأليف في العلوم»[33].
أمّا ما مدى حجّيّة تلك العناوين التي وضعوها؟ وما مدى حجّيّة فهمهم؟ فيقال في ذلك:
«يمكن أن يُتمسّك لحجّيّة العناوين واعتبار دلالاتها بأنّ السيرة العمليّة للعلماء هو الاحتجاج بالعناوين... فلو وجدنا عنواناً مثبتاً في كتب الحديث، ممّا ألّفه واحد من قدماء الأصحاب في القرن الثالث والرابع، أو وجدنا عدّةً من المحدّثين القدماء قد تداولوا ذلك العنوان فيما ألّفوه من الكتب، فإنّا نُحرِز كون دلالة ما تحته من الأحاديث ثابتاً ومسلّماً عند المحدّثين أُولئك.
وبالنظر إلى قرب عصر أُولئك إلى عصر تحديد النصوص، بل معاصرة بعضهم للأئمّة... فإنّا نطمئن من ذلك بأمرين:
الأوّل: دلالة تلك الأحاديث على ما يدلّ عليه العنوان حتّى لو خُفِيت تلك الدلالة علينا؛ لـما وقع في النصّ من التحريف أو التصحيف أو السقط، وأنّ دلالة العنوان حاكمة على أصالة عدم هذه الطوارئ...
الثاني: تحديد المدلول اللغوي لما جاء في النصوص الداخليّة في العنوان عند الاختلاف؛ باعتبار أنّ المؤلّفين كانوا من أهل العلم والعارفين باللغة، مع أُنسهم بالفقه والحديث ولغتهما، فيكون ما استفادوه ووضعوه في العنوان أقوى في الحجّيّة من قول اللغوي؛ باعتباره من أهل الخبرة...»[34].إذاً؛ فهمُ الأعلام ـ وخاصّةً المحدّثين منهم ـ سيشكِّل قرينةً قويّةً على أنّ المراد من (السلام) بضميمة الركعتين ـ في الرواية المذكورة ـ قيام ذلك مقام الزيارة لـمَن تعذّر عليه فعلها عن قرب؛ لذلك وضعوها تحت عناوين الأبواب التي ذكروها وذكرناها آنفاً.
ب ـ أصل البدليّة في كلمات الفقهاء
ذكر الكثير من الأعلام ـ ممّن تناولوا هذا الموضوع فقهيّاً ـ أصل البدليّة وأنواعها، مستدلّين على ذلك ببعض الروايات الواردة في المقام، منهم:
1ـ الشيخ المفيد& في (المقنعة) ـ وهو من أخصر وأمتن كتبه الفقهيّة، ويفتي فيه على ضوء متون الروايات[35] ـ في باب (مختصر زيارة مَن بَعُدت شقّته، أو تعذّر عليه قصد المشاهد...)، قال: «رُوي عن الصادق× أنّه قال: إذا بَعُدت بأحدكم الشقّة، ونأت به الدار، فليعلُ أعلى منزله، ويصلّي ركعتين، وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فإنّ ذلك يصل إلينا»[36].
2ـ ذكر الشيخ الطوسي& في (تهذيب الأحكام)[37] ما ذكره أُستاذه المفيد& من الرواية المتقدّمة، وقال بالاستحباب في (مصباح المتهجّد)[38].
3ـ قال العلّامة الحلّيتعذُّر الحسين(عليه السلام) 13.png «مسألة: لو تعذّر الزيارة، صعد على منزله وزار الإمام من أعلى داره، رواه الشيخ في الصحيح عن ابن أبي عمير...»[39].
4ـ ذكر مثل ذلك أيضاً الشهيد الأوّل في (الدروس الشرعيّة) قائلاً: «ويستحبّ زيارة النبيّ والأئمّة^ في كلّ جمعة، ولو من البُعد، وإذا كان من مكانٍ عالٍ كان أفضل»[40].
5ـ ذكر مثل ذلك ـ أيضاً ـ صاحب (الجواهر)& مضيفاً عليه قوله: «... وليزر عليّ ابن الحسين÷ من بُعدٍ، والعبّاس، وجميع الشهداء^، إلى غير ذلك ممّا ورد في زيارة الأئمّة^ من قرب ومن بُعدٍ»[41].
6ـ بما أنّ الزيارة بالنيابة هي إحدى البدائل لـمَن تعذّرت عليه الزيارة عن قرب، لذا قال صاحب (العروة الوثقى)تعذُّر الحسين(عليه السلام) 13.png «ويجوز النيابة عن الأحياء في بعض المستحبّات»[42]. وقد علقَّ السيّد الخوئي& على قول (العروة) هذا بقوله: «لعلَّ مراده+ من بعض المستحبّات الزيارة، كما دلّ على ذلك ما رواه في (كامل الزيارات) عن هشام بن سالم في حديث طويل يتضمّن فضل زيارة الحسين× وتجهيز مَن ينوب عنه في ذلك»[43].
وعليه؛ يمكن القول: إنّ فهم الفقهاء من روايات المقام، ودلالتها على أصل البدليّة عن الزيارة عن قرب يشكّل قرينةً إضافيّةً على أصل البدليّة؛ بل و«يمكن القول بأنّ الحكم في خصوص باب الزيارة على طبق القاعدة، من دون حاجة إلى ورود النصّ عليه؛ لقيام السيرة العقلائيّة على ذلك، فضلاً عن سيرة المتشرّعة، فقد جرت العادة على إيفاد مَن يمثّلهم في المجاملات والمناسبات عند العجز عن المباشرة، أو لغير ذلك من الموجبات، وهو شائع ومتعارف عند أهل العرف»[44].
إذاً؛ اتّضح ـ من خلال ما تقدّم ـ أنّ أصل البدليّة في الزيارة من الأُمور الثابتة التي لا غبار عليها.



f]hzg ju`~Ev .dhvm hgYlhl hgpsdk(ugdi hgsghl) uk rEvXf





رد مع اقتباس
قديم 05-07-2024, 10:13 AM   #2
نور الحسني.
مراقبة عامة


الصورة الرمزية نور الحسني
نور الحسني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل :  Sep 2022
 أخر زيارة : يوم أمس (09:24 AM)
 المشاركات : 523 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Sienna
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي



المحور الثاني: بدائل مَن تعذّرت عليه الزيارة عن قرب
بعد أن ثبت ـ في المحور الأوّل المتقدّم ـ إمكان البدل فيمَن تعذّرت عليه زيارة الإمام الحسين× عن قُرْب في الروايات وكلمات الأعلام، نتحدّث في هذا المحور عن إمكان تقسيم البدائل إلى طوليّة وعرضيّة، ونحاول في المقام استقصاء ذلك وتبويبه.
المراد من البدائل الطوليّة
ومرادنا من البدائل الطوليّة ـ لـمَن تعذّرت عليه الزيارة عن قرب ـ كون البدل زيارةً أيضاً، وبها يتحقّق معنى الزيارة العرفي الذي ذكرناه آنفاً، وهو: حضور الزائر عند المزور وسلامه عليه. وهنا تارةً يكون المزور في ذلك البدل ليس قبر الإمام الحسين×، وإنّما المزور غيره من مشاهد الأئمّة الطاهرين^، أو زيارة أحد صالحي شيعتهم أو مواليهم، لكنّ الدليل نزّل ذلك منزلة زيارة الإمام الحسين×. وأُخرى يكون المزور هو قبر الإمام الحسين×، لكنّ الزائر شخص آخر، كما في الزيارة بالنيابة، حيث إنّ الزائر الأصل يُنيب عنه غيره في زيارة القبر الشريف (على صاحبه آلاف التحية والسلام)، وفي هذه الحالة نزّل الدليل ـ أيضاً ـ هذه الزيارة منزلةَ زيارة المنوب عنه، كلّ ذلك فضلاً و«لطفاً من الله، لئلّا تفوت فضيلة الزيارة»[45].
إذاً؛ مرادنا من البدائل الطوليّة هو: تحقّق حضور الزائر عند المزور وسلامه عليه.
المراد من البدائل العرضيّة
أمّا المراد من البدائل العرضيّة لـمَن تعذّرت عليه الزيارة عن قرب، فهي فعل أمرٍ خارج عن المعنى العرفي للزيارة، (أعني: خارج عن حضور الزائر عند المزور، وسلامه عليه)، لكنّ الدليل نزّل ذلك الفعل منزلة زيارة قبر المولى أبي عبد الله الحسين×.
ولا بدّ من تفصيل ذلك:
القسم الأوّل: البدائل الطوليّة
وهذه البدائل تنقسم إلى:
أوّلاً: البدائل التي يكون المزور فيها غيرَ الإمام الحسين×
وهي ـ كما قلنا ـ التي يتحقّق فيها المعنى العرفي للزيارة، وهي ثلاثة بدائل كما يلي:
1ـ زيارة بعض مشاهد الأئمّة السادة^
روى الشيخ المفيد (أعلى الله مقامه) في كتابه (مسار الشيعة) في أعمال أوّل يومٍ من شهر رجب عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق× أنّه قال: «مَن زار الحسين بن عليّ× في أوّل يوم من رجب غفر الله له البتة، ومَن لم يتمكّن من زيارة أبي عبد الله× في هذا اليوم، فليزر بعض مشاهد الأئمّة السادة^، فإن لم يتمكّن من ذلك فليؤم إليهم بالسلام»[46].
وروى& ـ أيضاً ـ في أعمال شهر شعبان، وفي خصوص ليلة النصف منه، عنهم^ ما نصّه: «ومَن لم يستطع زيارة الحسين بن عليّ÷ في هذه الليلة، فليزر غيره من الأئمّة^»[47].
ويشهد لما أورده المفيد& في هذين الحديثين صحيحةُ الحسن بن عليّ الوشاء، عن الإمام الرضا×، قال: «قلت للرضا×: ما لـمَن أتى قبر أحدٍ من الأئمّة^؟ قال: له مثل ما لـمَن أتى قبر أبي عبد الله×. قال: فقلت: ما لـمَن زار قبر أبي الحسن× [أي الإمام الكاظم×]؟ قال: له مثل ما لـمَن زار قبر أبي عبد الله×»[48].
فالصحيحة تُفيد تطبيق تلك الكبرى الكلّيّة على زيارة الإمام الكاظم×، وأنّها تعدل زيارة الإمام الحسين×، لذلك قال أحد الأعلام المعاصرين معلّقاً على الصحيحة: «... إنّ السؤال الأوّل راجع إلى ثواب الإتيان، فإذا كان المشي في الإتيان لزيارة أبي عبد الله× أفضل من الركوب لزيارته... فيكون ثواب الإتيان لزيارة سائر الأئمّة^ مشياً وركوباً كالإتيان لزيارة أبي عبد الله×. وأمّا ثواب أصل الزيارة فلا يُستفاد من صدر الرواية، وإنّما يُستفاد ثواب الإتيان، ولذا سأل الراوي عن ثواب زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر× بعد ذلك، وأجابه الإمام×: له مثل مَن زار قبر أبي عبد الله×»[49]. وعليه؛ تكون زيارة الإمام الكاظم× لها من الثواب مثل ما لزيارة الإمام الحسين×.
وقد روى ابن قولويه الصحيحةَ المتقدّمةَ بلفظ آخر في (كامل الزيارات)، قال: «حدّثني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه&، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشاء، قال: سألت الرضا× عن زيارة قبر أبي الحسن×، أمثل زيارة قبر الحسين×؟ قال: نعم»[50].
وممّا يشهد لما أورده المفيد& أيضاً ما رواه الصدوق&، قال: «قال الصادق×: مَن زار واحداً منّا، كان كمَن زار الحسين×»[51].
وهذه الروايات ـ الآنفة الذكر ـ مطلقة، فتشمل مَن تعذّرت عليه الزيارة عن قرب وغيره.
2 ـ زيارة السيّد الجليل عبد العظيم الحسني (رضوان الله عليه)
ورد ذلك في بعض الروايات، كما في مرسلة محمّد بن يحيى العطّار، عن الإمام الهادي×، والتي أوردها ابن قولويه في (كامل الزيارات)، قال: «حدّثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن بعض أهل الري، قال: دخلت على أبي الحسن العسكري×، فقال: أين كنت؟ فقلت: زرت الحسين بن عليّ÷. فقال: أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمَن زار الحسين×»[52].
ورواها الشيخ الصدوق ـ أيضاً ـ في (ثواب الأعمال) [53].
والرواية وإن لم يكن موردها التعذّر عن الوصول إلى مشهد سيّد الشهداء الإمام الحسين×، لكنّها تصلح لصورة التعذّر أيضاً.
وكذا ورد ذلك في كلمات الفقهاء، قال (صاحب الجواهر «وكذا يستحبّ زيارة عبد العظيم بالري؛ فإنّها كزيارة الحسين×»[54].
3ـ زيارة صالحي شيعتهم، أو صالحي مواليهم، أو صالحي إخوانهم^، أو صالحي الإخوان، أو قبور صلحاء إخوانهم^
وردت هذه العناوين متعدّدة حسب تعدّد ألسنة مجموعة من الروايات وكلمات بعض الفقهاء:
منها: ما في كتاب (كامل الزيارات) لابن قولويه، فقد ورد فيه الحديث عن عمرو بن
عثمان الرازي، قال: «سمعت أبا الحسن الأوّل× يقول: مَن لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يُكتب له ثواب زيارتنا، ومَن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يُكتب له ثواب صلتنا»[55].
وورد فيه حديث آخر عن عمرو بن عثمان أيضاً، قال: «سمعت الرضا× يقول: مَن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا؛ يُكتب له ثواب صلتنا، ومَن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا؛ يُكتب له ثواب زيارتنا»[56].
لكن بناءً على اتّحاد راويهما فهو مجهول حسب ما جاء في المصادر الرجاليّة[57].
ومنها: ما يشبه الحديث الثاني المتقدّم، وهو ما رواه الصدوق في (ثواب الأعمال) مرسلاً عن الإمام الصادق×، قال: «... عن أحمد بن محمّد بن عيسى، بإسناد ذكره عن الصادق×، قال: مَن لم يقدر...»[58].
ومنها: ما رواه في (الكافي) عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن عبد الله، عن محمّد بن يزيد، عن أبي الحسن الأوّل×، قال: «مَن لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا، ومَن لم يستطع أن يزور قبورنا فليزر قبور صلحاء إخواننا»[59].
ومنها: ما عن العلّامة الحلّي& في كتاب (منتهى المطلب)، قال: «مسألة: ويستحبّ زيارة المؤمنين، روى الشيخ عن عليّ بن عثمان الرازي، قال: سمعت أبا الحسن× يقول: مَن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا...»[60].
والظاهر منه أنّ استحباب الزيارة مطلق للأحياء والأموات.
وبذلك صرّح الفيض الكاشاني في (مفاتيح الشرائع) قائلاً: «يُستحبّ زيارة سائر الأنبياء^، وممتحني الصحابة (رضي الله عنهم) حيث كانوا، وإتيان مقاماتهم... وزيارة قبور الشهداء والصالحين من المؤمنين» مستدلاً بقول الإمام الكاظم×: «مَن لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخوانه يكتب الله له ثواب زيارتنا، ومَن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخواننا يكتب له ثواب صلتنا». قائلاً: «وهذا الحديث يشمل زيارة الأحياء أيضاً»[61].
ثانياً: البدائل التي يكون المزور فيها الإمام الحسين× والزائر شخص آخر
وهذا النوع من البدائل يتمثّل بالزيارة بالنيابة؛ إذ ذكر الأعلام في كلماتهم بأنّه يمكن للشخص ـ سواء تعذّر عليه الوصول للمشاهد المقدّسة والزيارة عن قرب، أم لا ـ أن يُنيب عنه مَن يزور عنه القبر الشريف (على صاحبه آلاف التحية والسلام). وقد استشهدوا على ذلك بما ورد عن الأئمّة^.
وفيما يلي عرض موجز وسريع لجملة من تلك الكلمات:
1ـ قال الشيخ المفيد في (المقنعة) في (باب ما يقول الزائر عن أخيه بالأجر «ومَن خرج زائراً عن أخٍ له بأجر فليقل عند فراغه من غسل الزيارة: اللهمّ ما أصابني من تعب، أو نصب، أو سغب، أو لغوب، فآجر فلان بن فلان فيه، وأجرني في قضائي عنه»[62].
وقال& في كتاب (المزار «وقد أنفذ أبو الحسن العسكري× زائراً عنه إلى مشهد أبي عبد الله الحسين×، فقال: إنّ لله تعالى مواطن يُحبّ أن يُدعى فيها، فيُجِب، وإنّ حائر الحسين× من تلك المواطن»[63].
2ـ وروى الشيخ الطوسي& في (التهذيب) عن داود الصرّمي، قال: «قلت له ـ يعني
أبا الحسن العسكري× ـ: إنّي زرت أباك، وجعلت ذلك لكم. فقال: لك من الله أجر وثواب عظيم، ومنّا المحمدة»
[64].
وروى فيه أيضاً في (باب ما يقول الزائر إذا ناب عن غيره) دعاءً جاء فيه: «اللهمّ إنّ فلان بن فلان أوفدني إلى مولاه ومولاي لأزور عنه؛ رجاءً لجزيل الثواب، وفراراً من سوء الحساب، اللهمّ إنّه يتوجّه إليك بأوليائك الدالّين عليك في غفرانك ذنوبه...»[65].
3ـ قال صاحب (الخصائص الحسينيّة «الأبدال المجعولة لزيارته... على أقسام: الأوّل: الاستنابة لزيارته، إمّا من البلد، أو بأن يجعل له نائباً يزور عنه هناك؛ فإنّ في ذلك أجر الزيارة وإن كان خروجه بنفسه أعظم أجراً»[66].
وعليه؛ فإنّ هذا النوع من البدائل لا يختصّ بزيارة الإمام الحسين× كما تشير إليه الكلمات المتقدّمة، كما أنّ نصوص النيابة الواردة فيها مطلقة من حيث التعذّر عن الزيارة عن قرب وعدمه كما نوهّنا سابقاً.
القسم الثاني: البدائل العرضيّة
تقدّم آنفاً أنّ المقصود بهذه البدائل ـ العرضيّة ـ هو: فعل أمرٍ ما خارج عن المعنى العرفي للزيارة، لكنّ الشارع ـ بكرمه ولطفه ـ نزّله منزلة زيارة الإمام الحسين×، أو منزلة زيارة الأئمّة^ عموماً.
ويمكن تقسيمها إلى قسمين:
أوّلاً: البدائل العرضيّة الخاصّة بغير مستطيع زيارة الإمام الحسين×
وهي أن يقوم مَن تعذّرت عليه زيارة الإمام الحسين× بالخصوص، بفعل أمرٍ خارج عن المعنى العرفي للزيارة، أي خارج عن حضور الزائر عند المزور وسلامه عليه. وقد ورد في ألسن الروايات أنّه بالإمكان فعل عدّة أُمور يمكن أن تكون بديلةً عن زيارة الإمام الحسين× خاصّة، وهي على أنواع:
النوع الأوّل: الصعود أعلى الدار والإشارة إليه× بالسلام
والشاهد على ذلك من الروايات ما يلي:
1ـ ما رواه ابن قولويه بسندين ينتهيان إلى حنان بن سدير، عن أبيه سدير الصيرفي، عن الإمام الصادق×، أنّه قال: «يا سدير، تزور قبر الحسين× في كلّ يوم؟ قلت: جعلت فداك، لا. قال: ما أجفاكم، أفتزوره كلّ شهر؟ قلت: لا. قال: فتزوره كلّ سنة؟ قلت: يكون ذلك. قال: يا سدير، ما أجفاكم بالحسين×، أما علمت أنّ لله ألف ألف ملك شُعْثاً غُبْراً يبكون ويزورون، لا يفترون، وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين كلّ جمعة خمس مرّات، وفي كلّ يوم مرّةً. قلت: جعلت فداك، إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة. فقال: تصعد فوق سطحك، ثمّ تلتفت يمنةً ويسرةً، ثمّ ترفع رأسك إلى السماء، ثمّ تتحرّى نحو قبر الحسين×، ثمّ تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. يكتب لك زورة، والزورة حجّة وعمرة. قال سدير: فربّما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرّةً»[67].
2ـ ومثله ما رواه ابن قولويه أيضاً عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عبد الله بن محمّد الدهقان، عن منيع بن الحجّاج، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: «قال لي أبو عبد الله×: يا سدير، تُكثر من زيارة قبر أبي عبد الله الحسين؟ قلت: إنّه من الشغل. فقال: ألا أُعلّمك شيئاً إذا أنت فعلته كُتب لك بذلك الزيارة؟ فقلت: بلى جُعلت فداك. فقال لي: اغتسل في منزلك واصعد إلى سطح دارك، وأشر إليه بالسلام، يُكتب لك بذلك الزيارة»[68].
3ـ وفي نقل ثالث له& عن سدير الصيرفي أيضاً، قال: «... يابن رسول الله، قلّة الزاد وبعد المسافة. قال: ألا أدلّكم على زيارة مقبولة وإن بَعُد النائي؟ قال: فكيف أزوره يابن رسول الله؟ قال: اغتسل يوم الجمعة، أو أيّ يوم شئت، والبس أطهر ثيابك، واصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء، واستقبل القبلة بوجهك... ثمّ تقول: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، وسيّدي وابن سيّدي، السلام عليك يا مولاي، يا قتيل بن القتيل، الشهيد بن الشهيد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أنا زائرك يابن رسول الله بقلبي ولساني وجوارحي وإن لم أزرك بنفسي، والمشاهدة لقبّتك...»[69].
النوع الثاني: الزيارة بزيارة عاشوراء
فإنّها وإن كانت صالحةً لزيارته× عن قرب، لكن وردت الإشارة فيها إلى مناسبتها لـمَن بَعُد أيضاً، وتعذّر عليه الحضور عند القبر الشريف؛ فإنّ الراوي يسأل الإمام أبا جعفر الباقر× قائلاً: «قلت: جُعلت فداك، فما لـمَن كان في بعيد البلاد وأقاصيه، ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟»[70]. فيقول له الإمام× جواباً عن سؤاله: «إذا كان كذلك، برز إلى الصحراء، أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره، وأومأ إليه بالسلام، واجتهد في الدعاء على قاتليه، وصلّى من بَعْدُ ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار من قبل أن تزول الشمس». ثمّ ذكر زيارةً طويلةً، ثمّ قال: «وإن استطعت أن تزوره كلّ يوم من دارك بهذه الزيارة فافعل»[71].
والمقصود من الزيارة الطويلة هنا هي زيارة عاشوراء الشريفة[72]، فهي تُعدّ واحداً من البدائل لـمَن لم يستطع الحضور عند القبر الشريف وزيارة الإمام الحسين× عن قرب.

​


 

رد مع اقتباس
قديم 05-07-2024, 10:13 AM   #3
نور الحسني.
مراقبة عامة


الصورة الرمزية نور الحسني
نور الحسني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل :  Sep 2022
 أخر زيارة : يوم أمس (09:24 AM)
 المشاركات : 523 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Sienna
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي



النوع الثالث: قول: (صلّى الله عليك يا أبا عبد الله)
فإنّه قد ورد في الرواية بأنّ هذا القول هو بمثابة السلام على الإمام الحسين×ـ الذي
هو معنى الزيارة ـ سواء عن قُرْب أم عن بُعد.
ورد في كتاب (الكافي «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير، قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضّل بن عمرو أبو سلمة السرّاج جلوساً عند أبي عبد الله× [أي الإمام الصادق]، وكان المتكلّم منّا يونس، وكان أكبرنا سنّاً، فقال له:... جُعلت فداك، إنّي كثيراً ما أذكر الحسين×، فأيّ شيء أقول؟ فقال: قل: (صلّى الله عليك يا أبا عبد الله)، تُعيد ذلك ثلاثاً، فإنّ السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد...»[73].
إنّ الكليني& أورد هذه الرواية في (باب زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن علي÷) أي مطلق زيارته، لكنّ نصّ الرواية يدلّ صراحةً على صلاحها للزيارة عن بُعد أيضاً.
نعم، جعلها الشيخ المفيد& في باب (مختصر زيارة مَن بعُدت شقّته، أو تعذّر عليه قصد المشاهد ـ على ساكنيها السلام ـ مع قرب المسافة)[74]. وكذا جعلها الشيخ الطوسي& في باب (مَن بعُدت شقّته وتعذّر عليه قصد المشاهد)[75].
وذكر ذلك من المعاصرين الميرزا التبريزي& في (صراط النجاة) قال: «... ويجزي في زيارة الحسين× أن يقول: (صلّى الله عليك يا أبا عبد الله) ثلاثاً. والأحوط استحباباً الصعود على السطح للزيارة، والله العالم»[76].
ثانياً: البدائل العرضيّة العامّة لغير مستطيع زيارة الأئمّة^
وهذه البدائل عامّة تشمل زيارة جميع الأئمّة^ عن بُعد لـمَن لم يستطع زيارتهم عن قرب، فتدخل زيارة الإمام الحسين× في هذا العموم.
وقد ورد هذا المعنى في حديث عن أبي عبد الله الصادق×، فقد روى الشيخ الصدوق& عن ابن أبي عمير، عن هشام، قال: «قال أبو عبد الله×: إذا بعُدت بأحدكم الشقّة، ونأت به الدار، فليصعد أعلى منزله، فليصلّ ركعتين، وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فإنّ ذلك يصل إلينا»[77]. وطريق الصدوق إلى محمّد بن أبي عمير صحيح[78].
ورواه ابن قولويه في (كامل الزيارات) عن ابن أبي عمير، عمّن رواه[79].
كما رواه الشيخ في (التهذيب) عنه عمّن رواه أيضاً مع زيادة جاء فيها:
«... وتسلّم على الأئمّة^ من بعيد كما تسلِّم عليهم من قريب، غير أنّك لا يصحّ أن تقول: (أتيتك زائراً)، بل تقول في موضعه: (قصدت بقلبي زائراً إذ عجزت عن حضور مشهدك، ووجّهت إليك سلامي لعلمي بأنّه يبلغك، صلّى الله عليك، فاشفع لي عند ربّكïپ½، وتدعو بما أحببت»[80].
وقد أفتى الأعلام ـ ممّن ذكروا الحكم ـ بذلك في مجاميعهم الفقهيّة وكتبهم المختصّة بآداب الزيارة والدعاء، قال أبو الصلاح الحلبي، وابن إدريس: «ومَن لم يتمكّن من زيارة النبيّ| والأئمّة^... لبعد داره، أو لبعض الموانع، فليزر مَن شاء منهم من حيث هو، مصحراً، أو من علو داره، أو من مصلّاه، في كلّ يوم، أو في كلّ جمعة، أو في كلّ شهر»[81].
وذكر مثل ذلك الشيخ المفيد في (المقنعة) أيضاً[82].
فالملاحظ أنّ الصعود أعلى المنزل والصلاة ركعتين، ثمّ السلام على الأئمّة^ متوجّهاً إلى قبورهم، يعدُّ زيارةً لهم، فيدخل تحت هذا العموم زيارة الإمام الحسين× أيضاً.
​


 

رد مع اقتباس
قديم 05-07-2024, 10:14 AM   #4
نور الحسني.
مراقبة عامة


الصورة الرمزية نور الحسني
نور الحسني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل :  Sep 2022
 أخر زيارة : يوم أمس (09:24 AM)
 المشاركات : 523 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Sienna
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي



نتائج البحث
1ـ إنَّ المعنى الاصطلاحي للزيارة هو المعنى المتعارف منها نفسه؛ إذ لم يجعل الشارع المقدّس لها معنىً آخر، وإنّما أبقاها على معناها اللغوي المتعارف فيها، وهو حضور الزائر عند المزور، أو الحضور بإضافة السلام على المزور.
2 ـ إنَّ أصل البدليّة لـمَن تعذّرت عليه زيارة الإمام الحسين× عن قرب ثابت لا يشوبه شكّ أو تردّد؛ وذلك لكثرة الروايات الواردة في المقام، والبالغة حدّ الاستفاضة، وقد عقد لها أساطين المحدّثين أبواباً متعدّدةً، كما نصَّ عليها أجلّة الفقهاء.
3 ـ تنقسم البدائل إلى: طوليّة، وعرضيّة.
والأُولى بمعنى كون البدل يُحقّق معنى الزيارة العرفي، لكنّه تارةً يكون المزور فيها غير القبر الشريف للإمام الحسين×، وأُخرى يكون الزائر فيها شخصاً آخر يزور بالنيابة عن غيره.
والثانية بمعنى فعل أمرٍ خارج عن معنى الزيارة العرفي، لكنّ الدليل فيها نزّل ذلك الفعل منزلة زيارة القبر الشريف. وهذه البدائل تارةً تكون مخصوصةً بزيارة الإمام الحسين× نصّاً، وأُخرى تكون عامّةً تشمل زيارة جميع الائمّة^.
المصادر والمراجع
الكتب
* القرآن الكريم.
1ـ إقبال الأعمال، علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت664هـ)، مكتب الإعلام الإسلامي، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1414هـ.
2ـ الأنوار الإلهيّة في المسائل العقائديّة، الميرزا جواد التبريزي (ت1427هـ)، دار الصديقة الشهيدة’، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1422هـ.
3ـ تهذيب الأحكام، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، تحقيق: السيّد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلاميّة، طهران ـ إيران، الطبعة الثالثة، 1364ش.
4ـ ثواب الأعمال، الشيخ محمّد بن علي المعروف بالصدوق (ت381هـ)، تحقيق: السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1368ش.
5ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، محمّد حسن النجفي (ت1266هـ)، تحقيق: الشيخ عبّاس القوچاني، دار الكتب الإسلامية، طهران ـ إيران، الطبعة الثالثة، 1988م.
6ـ الخصائص الحسينيّة، الشيخ جعفر التستري (ت1303هـ)، انتشارات الشريف الرضي، قم ـ إيران.
7ـ الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة، الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي (ت786هـ)، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1417هـ.
8ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة، الشيخ آقا بزرگ الطهراني (ت1389هـ)، دار الأضواء، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثالثة، 1403هـ.
9ـ الرسائل الرجاليّة، محمّد بن محمّد إبراهيم الكلباسي (ت1315ه‍)، تحقيق: محمّد حسين الدرايتي، دار الحديث، قم ـ إبران، الطبعة الأُولى، 1422هـ.
10ـ روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضر الفقيه، المولى محمّد تقي المجلسي (ت1070هـ)، تحقيق: السيّد حسين الموسوي الكرماني والشيخ علي پناه الإشتهاردي، فرهنك إسلامي، قم ـ إيران.
11ـ صراط النجاة، استفتاءات آية الله العظمى الخوئي (ت1413هـ)، مع تعليقة وملحق لآية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (ت1427هـ)، جمع وتدوين: موسى مفيد الدين عاصي العاملي، 1416هـ، قم ـ إيران.
12ـ العروة الوثقى، محمّد كاظم اليزدي، مؤسّسة النشر الإسلامي، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1417هـ.
13ـ فهرست أسماء مصنّفي الشيعة (رجال النجاشي)، الشيخ أبو العبّاس أحمد بن علي بن
أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي الكوفي (ت450هـ)، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم ـ إيران، الطبعة الخامسة، 1416هـ.

14ـ القضاء والشهادات، الشيخ مرتضى الأنصاري (ت1281هـ)‍، لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1415هـ.
15ـ الكافي في الفقه، أبو الصلاح تقي الدين الحلبي (ت447هـ)، تحقيق: رضا أستادي، مكتبة أمير المؤمنين، إصفهان ـ إيران.
16ـ الكافي، محمّد بن يعقوب الكليني (ت329هـ)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلاميّة، طهران ـ إيران، الطبعة الثالثة، 1388هـ.
17ـ كامل الزيارات، جعفر بن محمّد بن قولويه (ت368هـ)‍، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، مؤسّسة النشر الإسلامي، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1417هـ.
18ـ كتاب المزار، محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد (ت413ه‍)، تحقيق: السيّد محمّد باقر الأبطحي، دار المفيد، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1414هـ.
19ـ الكنى والألقاب، الشيخ عبّاس القمّي (ت1359هـ)، مكتبة الصدر، طهران ـ إيران.
20ـ لسان العرب، محمّد بن مكرم المعروف بابن منظور الإفريقي (ت711هـ)، أدب الحوزة، قم ـ إيران، 1405هـ.
21ـ مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد (ت413ه‍)، تحقيق: الشيخ مهدي نجف، دار المفيد، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1414هـ.
22ـ المستند في شرح العروة الوثقى، مرتضى البروجردي (ت1418هـ)، تقريرأبحاث السيّد الخوئي (ت1413هـ)، مؤسّسة إحياء آثار الإمام الخوئي+، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1426هـ.
23ـ مصباح المتهجّد، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، مؤسّسة فقه الشيعة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1411هـ.
24ـ المعجم الأُصولي، محمّد صنقور علي، منشورات نقش، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1426هـ.
25ـ معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس بن زكريا (ت395هـ)، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، مكتب الإعلام الإسلامي، قم ـ إيران، 1404هـ.
26ـ مفاتيح الشرائع، محمّد محسن المعروف بالفيض الكاشاني (ت1091هـ)، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، مجمع الذخائر الإسلامية، قم ـ إيران، 1401هـ.
27ـ المفيد من معجم رجال الحديث، محمّد الجواهري، مكتبة المحلاتي، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1424هـ.
28ـ المقنعة، محمّد بن محمّد بن النعمان المشهور بالشيخ المفيد (ت413هـ)، تحقيق ونشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1410هـ.
29ـ مَن لا يحضره الفقيه، محمّد بن علي المعروف بالشيخ الصدوق (ت381هـ)، منشورات جماعة المدرسين، قم ـ إيران، الطبعة الثانية.
30ـ منتقى الأُصول، السيّد عبد الصاحب الحكيم (تقرير أبحاث السيّد محمّد الروحاني)، المطبعة: الهادي، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1416هـ.
31ـ منتهى المطلب، الحسن بن يوسف بن المطهّر المشهور بالعلّامة الحلّي(ت726هـ)، الطبعة القديمة.
32ـ الموسوعة الفقهيّة الميسرة، محمّد علي الأنصاري، مجمع الفكر الإسلامي، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1415هـ.
33ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت1104هـ)، تحقيق ونشر: مؤسّسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم ـ إيران، 1414هـ.
المقالات والمواقع الإلكترونية
عناوين الأبواب وتراجمها في التراث الإسلامي.. حجّيّتها، أغراضها، ودلالاتها، محمّد رضا الجلالي، (مقال) على الموقع:


 

رد مع اقتباس
قديم 05-07-2024, 10:15 AM   #5
نور الحسني.
مراقبة عامة


الصورة الرمزية نور الحسني
نور الحسني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل :  Sep 2022
 أخر زيارة : يوم أمس (09:24 AM)
 المشاركات : 523 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Sienna
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي



[1] كتاب (كامل الزيارات تأليف المحدّث الكبير، «المتّفق على أمانته جعفر بن محمّد بن قولويه تغمّده الله برحمته» كما وصفه السيّد ابن طاووس في (إقبال الأعمال: ج1، ص34). وقال عنه النجاشي في (فهرسته: ص123 «وكلّ ما يوصف به الناس من جميل وفقه فهو فوقه»، وهو «أُستاذ الشيخ المفيد، ويروي عنه الشيخ الصدوق» كما عن آقا بزرگ الطهراني في (الذريعة: ج6، ص250). توفّي ابن قولويه سنة 367هـ. اُنظر: القمّي، عبّاس، الكنى والألقاب: ج1، ص391.
وأمّا كتابه (كامل الزيارات) كما عبّر عنه النجاشي، أو (كامل الزيارة) كما هو المشهور، فقد ذكر فيه زيارات النبيّ والأئمّة الطاهرين من أهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)، وثوابها وفضلها. اُنظر: الطهراني، آقا بزرگ، الذريعة: ج17، ص255.

[2] إنّ الروايات المرغّبة في الزيارة يصعب حصرها وعدّها، وقد أُلّفت فيها الكتب الكثيرة؛ لذا نرى أنّ من نافلة القول ذكر أمثلةٍ على ذلك.

[3] ويكفي في ذلك أن يكون الزائر مجاوراً للنبيّ وعليّ وفاطمة (صلوات الله عليهم) على ما رواه ابن قولويه. اُنظر: ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص360، باب 52: (إنّ زائري الحسين× يكونون في جوار رسول الله| وعليّ وفاطمة ÷).

[4] فقد ورد عن الإمام الباقر×: «مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين×؛ فإنّ إتيانه يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع مدافع السوء. وإتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين× بالإمامة من الله». ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص284، باب 61: (إنّ زيارة الحسين× تزيد في العمر والرزق...).

[5] عن الإمام الباقر× قال: «مَن لم يأتِ قبر الحسين× من شيعتنا كان منتقص الإيمان، منتقص الدين، وإن دخل الجنّة كان دون المؤمنين في الجنّة». ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص355، باب: (في مَن ترك زيارة الحسين×).

[6] فعن حنان بن سدير الصيرفي، عن أبيه، قال: «قال أبو عبد الله×:يا سدير، تزور قبر الحسين× في كلّ يوم؟ قلت: جعلت فداك، لا. قال: ما أجفاكم. أفتزوره في كلّ شهر؟ قلت: لا. قال: فتزوره في كلّ سنة؟ قلت: يكون ذلك. قال: يا سدير، ما أجفاكم بالحسين×...». ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص481، باب (من نأت داره وبعدت شقّته كيف يزوره×).

[7] فمن القائلين بالوجوب: ابن قولويه، والشيخ المفيد، ومحمّد بن المشهدي، والمجلسي الأوّل، ونحوهم. اُنظر: ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص236. المفيد، محمّد بن محمّد، الإرشاد: ج2، ص133. ابن المشهدي، محمّد، المزار: ص26. المجلسي (الأوّل)، محمّد تقي، روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه: ج5، ص376. المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار: ج98، ص1. بل ونقل عن الآخوند الخراساني قوله بالوجوب الاقتضائي، أي: بمعنى أنّ أصل الزيارة واجب في عصر الحضور شأنها شأن صلاة العيدين. اُنظر: العراقي، عبد النبيّ، الكنز المخفي: ص44. ويتبع القائلين بالوجوب أيضاً: المحقّق البحراني صاحب (الحدائق الناضرة)، والحرّ العاملي صاحب (وسائل الشيعة). اُنظر: المصدر السابق: ص43.
وفي جواب سؤالٍ وجّه لمكتب السيّد السيستاني (دام ظله الوارف) عن أيّهما أفضل، زيارة رسول الله|، أم زيارة أبي عبد الله×؟ فكان الجواب: «رسول الله أفضل الخلق، فزيارته أيضاً أفضل الزيارات، إلّا أنّه قد يطرأ عنوان خاصّ على بعض الزيارات يكسبها فضيلة أُخرى، بل ربّما تبلغ حدّ الوجوب الكفائي، ولعلّه كان كذلك في العهود السابقة التي مُنِعَ فيها الناس عن زيارة سيّد الشهداء×». السيستاني، علي الحسيني، الاستفتاءات: ص480، سؤال رقم 1610.

[8] التستري، جعفر، الخصائص الحسينية: ص226.

[9] ابن زكريا، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة: ج2، ص36.

[10] الكهف: آية17.

[11] ابن منظور الأفريقي، محمّد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص337 ـ 338.

[12] «إنّ المراد من ثبوت الحقيقة الشرعيّة هو: دعوى أنّ الشارع قد تصدّى لوضع بعض الألفاظ بإزاء معانٍ مخصوصة، وبهذا تكون هذه المعاني بالنسبة لهذه الألفاظ حقائق شرعيّة تتفاوت سعةً وضيقاً وتبايناً مع الحقائق اللغويّة». صنقور، محمّد، المعجم الأُصولي: ج2، ص41.

[13] «المقصود من الحقيقة المتشرّعيّة هو: أنّ الألفاظ الخاصّة المستعملة في المعاني المخترعة من قبل الشارع ألفاظ مستعملة في عصر الأئمّة^ في المعاني الشرعيّة بنحو الاستعمال الحقيقي». المصدر السابق: ج2، ص42ـ43.

[14] العاملي (الشهيد الأوّل)، محمّد بن مكّي، الدروس الشرعيّة: ج2، ص153.

[15] النجفي، محمّد حسن، جواهر الكلام: ج35، ص430.

[16] اُنظر: باب النذور من الرسائل العمليّة لكلّ من:، والسيّد الگلباغŒگاني، والسيّد السيستاني (دام ظله)، وغيرهم.

[17] اُنظر: ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص480 وما بعدها.

[18] باب النوادر: هو «ما اجتمع فيه روايات لا تنضبط في باب أو كتاب». الأبطحي، محمّد عليّ، تهذيب المقال: ج1، ص92.

[19] اُنظر: الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي: ج4، ص587، ص589، ح1، وح8.

[20] اُنظر: الطوسي، محمّد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص103، ح1 وح2.

[21] اُنظر: المصدر السابق: ج6، ص105، باب (ما يقول الزائر عن أخيه بالأُجرة).

[22] اُنظر: الصدوق، محمّد بن عليّ، من لا يحضره الفقيه: ج2، ص599، ح3202، وح3203.

[23] اُنظر: المفيد، محمّد بن محمّد، المزار: ص214، ح1، وح2.

[24] اُنظر: المفيد، محمّد بن محمّد، المقنعة: ص493.

[25] الأنصاري، محمّد عليّ، الموسوعة الفقهيّة الميسّرة: ج3، ص38.

[26] المصدر السابق: ص39.

[27] الأنصاري، مرتضى، القضاء والشهادات: ص73.

[28] الحكيم، عبد الصاحب، منتقى الأُصول (تقرير بحث السيّد محمّد الروحاني ج6، ص123.

[29] الكلباسي، محمّد بن محمّد بن إبراهيم، الرسائل الرجاليّة: ج1، ص122.
[30] العلامة الحلّي، يوسف بن المطهّر، منتهى المطلب: ج2، ص896.

[31] المجلسي، محمّد تقي، روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه: ج5، ص437.

[32] الصدوق، محمّد بن عليّ، مَن لا يحضره الفقيه: ج2، ص599، باب (ما يقوم مقام زيارة الحسين×)، ح3202.

[33] الجلالي، محمّد رضا، عناوين الأبواب وتراجمها في التراث الإسلامي.. حجّيّتها، أغراضها: ص15. اُنظر (المقال) على الموقع: jalaali.ir.

[34] الجلالي، محمّد رضا، عناوين الأبواب وتراجمها في التراث الإسلامي.. حجيتها، أغراضها، ودلالاتها. اُنظر (المقال) على الموقع: jalaali.ir.

[35] اُنظر: الأنصاري، محمّد عليّ، الموسوعة الفقهيّة الميسرة: ج1، ص43ـ44.

[36] المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان، المقنعة: ص490ـ491.

[37] اُنظر: الطوسي، محمّد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص103.

[38] اُنظر: الطوسي، محمّد بن الحسن، مصباح المتهجّد: ص289.

[39] العلّامة الحلّي، يوسف بن المطهّر، منتهى المطلب: ج2، ص896.

[40] العاملي (الشهيد الأوّل)، محمّد بن مكّي، الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة: ج2، ص16.

[41] النجفي، محمّد حسين، جواهر الكلام: ج20، ص100ـ 101.

[42] اليزدي، محمّد كاظم، العروة الوثقى: ج3، ص76.
[43] البروجردي، مرتضى، المستند في شرح العروة الوثقى (تقرير بحث السيّد الخوئي+ ج16، ص203.

[44] المصدر السابق: ص204.

[45] التستري، جعفر، الخصائص الحسينية: ص226.

[46] المفيد، محمّد بن محمّد، مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة: ص34.

[47] المصدر السابق: ص38.


[48] الصدوق، محمّد بن عليّ، ثواب الأعمال: ص98، باب (ثواب زيارة قبور الأئمّة)، ح1.

[49] التبريزي، الميرزا جواد، الأنوار الإلهيّة في المسائل العقائديّة: ص130.

[50] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص497، باب: (ثواب زيارة قبر موسى بن جعفر÷)، ح1.

[51] الصدوق، محمّد بن علي، ثواب الأعمال: ص98، باب: (ثواب زيارة قبور الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين).

[52] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص537، باب: 107 (فضل زيارة قبر عبد العظيم ابن عبد الله الحسني بالري)، ح1.

[53] اُنظر: الصدوق، محمّد بن علي، ثواب الأعمال: ص99، باب: (ثواب زيارة قبر عبد العظيم الحسني بالري).

[54] الجواهري النجفي، محمّد حسن، جواهر الكلام: ج20، ص103.

[55] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص528.

[56] المصدر السابق.

[57] اُنظر: الجواهري، محمّد، المفيد من معجم رجال الحديث: ص436، الترجمة رقم8944.

[58] الصدوق، محمّد بن عليّ، ثواب الأعمال: ص99.

[59] الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي: ج4، ص59ـ60.

[60] العلّامة الحلّي، يوسف بن المطهّر، منتهى المطلب: ج2، ص896.

[61] الفيض الكاشاني، محمّد محسن، مفاتيح الشرائع: ج1، ص397.

[62] المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان، المقنعة: ص493، باب: (ما يقول الزائر عن أخيه بالأجر).

[63] المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان، المزار: ص209.

[64] الطوسي، محمّد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص111، باب: (الزيارات)، ح15.

[65] المصدر السابق: ج6، ص116، باب: (ما يقول الزائر إذا ناب عن غيره).
[66] التستري، جعفر، الخصائص الحسينيّة: ص226.

[67] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص480، باب: (مَن نأت داره وبعُدت شقّته كيف يزور الحسين×؟)، ح2.

[68] المصدر السابق: ص482، ح5.

[69] المصدر السابق: ص483، ح7.

[70] الحرّ العاملي، محمّد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج14، ص495، باب: (استحباب زيارة الحسين... من بعيد وقريب)، ح3.

[71] المصدر السابق.
[72] اُنظر: الطوسي، محمّد بن الحسن، مصباح المتهجّد: ص772 وما بعدها.

[73] الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي: ج4، ص575، باب: (زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن علي÷)، ح2.
[74] اُنظر: المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان، المقنعة: ص491.

[75] اُنظر: الطوسي، محمّد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص103.

[76] التبريزي، الميرزا جواد، صراط النجاة: ج5، ص301، السؤال رقم972.
[77] الصدوق، محمّد بن عليّ، من لا يحضره الفقيه: ج2، ص599، باب: (ما يقوم مقام زيارة الحسين وزيارة غيره...)، ح1.
[78] اُنظر: شمس الدين، محمّد جعفر، مشيخة الفقيه: ص104.

[79] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص480، باب: (مَن نأت داره وبعدت شقّته كيف يزوره×؟)، ح1.

[80] الطوسي، محمّد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص103، باب: (مَن بعدت شقّته...)، ح1.
[81] أبو الصلاح الحلبي، تقي الدين بن نجم، الكافي في الفقه: ص224. ابن إدريس الحلّي، محمّد بن أحمد، السرائر: ج2، ص497.

[82] المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان، المقنعة: ص491.


​مؤسسة وارث الانبياء للدراسات التخصصية ف النهضة الحسينية


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

جديد منتدى منتدى أهل البيت عليهم السلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education