سيدة بسيطة تحكي قصة مواكب الفلاحين

مواكب , الفلاحين , تحكي , بسيطة , سيدة , قصة

سيدة بسيطة تحكي قصة مواكب الفلاحين

​

​ تسرد السيدة "حكيمة جبر" خدمة اهالي تلك المنطقة الزراعية وتاريخها ومن اوقد شعلة الخدمة وحفز كل اهلها بحديثها قائلة ان" هذه المنطقة تسمى "آل عبس البوسلطان" وتتبع اداريا الى قضاء الخضر، وانا نصبت موكبي منذ ثماني سنين لخدمة زوار الحسين (عليه السلام)

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ "آل عبس" منطقة ريفية فيها اراضي مزروعة واخرى جرداء تقع اجزاء منها على الطريق العام في قضاء الخضر بمحافظة المثنى، وتمتد حتى تربط الطرف الآخر من الشارع العام، يقصدها السائرون على الاقدام الى محافظة كربلاء المقدسة للمشاركة في زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) لسببين، الاول يتعلق باختزال مسافة الطريق لكيلومترات عدة، والآخر لطيبة اهلها وترحابهم واصرارهم على خدمة الزائرين ولو بمؤونة بيوتهم.
مواكب "آل عبس"
تسرد السيدة "حكيمة جبر" خدمة اهالي تلك المنطقة الزراعية وتاريخها ومن اوقد شعلة الخدمة وحفز كل اهلها بحديثها مع وكالة نون الخبرية قائلة ان" هذه المنطقة تسمى "آل عبس البوسلطان" وتتبع اداريا الى قضاء الخضر، وانا نصبت موكبي منذ ثماني سنين لخدمة زوار الحسين (عليه السلام)، وبعد ان بلغ اولادي انفرد كل منهم بموكب ليقدم خدمه، وكنا جميعا نخدم في موكب واحد يقوده ويشرف عليه شقيق زوجي الحاج "عبيد آل مطير" وهو الخادم لزوار الامام الحسين (عليه السلام) منذ سنين طوال ومنها سنين المنع والملاحقة الامنية، حيث كان عنده سيارة حوضية يملأها بالماء ويضع فيها الطعام ويسرح بأغنامه مع زوجي وبحجة انهم يأخذون الطعام والشراب للاغنام يقومون بالتجوال ويطعمون ويسقون زوار ابي عبد الله بالخفية كونهم يعرفونهم ليواصلوا سيرهم الى كربلاء المقدسة، كما يأخذ زوجي التمر بحجة اطعام الاغنام الا انه يجهز به الزوار مع الخبز ليكون لهم زاد المسير، وليتواروا عن انظار جلاوزة الطاغية من البعثيين وعناصر الامن، وبعد سقوط النظام الدكتاتوري وانفراج الامور وقرب الزيارة الاربعينية حينها في العام (2003)، قام الحاج" عبيد" بنصب موكبه في العراء وعلى طريق المشاية، وشارك جميع اهالي المنطقة البالغ عددهم حوالي (200) بيت من الرجال والنساء والاطفال بالخدمة لزوار الاربعينية".
هوسات وخدمات
تلك المنطقة آلت على نفسها ان يشارك جميع ابنائها في موكب مركزي يستقبل الزوار مجاميع وفرادى وتصف هذه الخدمات " ام علي " بقولها "كانت النساء تطبخ وتعد الطعام للمشاية والرجال يقدمونه لهم و"يهزجون" بهوسات تحفيزية حسينية، وكانت تمر من هنا مواكب نسائية كاملة تسير وحدها دون رجال نتكفل بإيوائهن ومبيتهن في بيوتنا وخدمتهن واطعامهن، كما نتكفل بخدمة اي طفل رضيع خاصة في ايام الشتاء ونقوم بادخاله الى الحمام وغسله وتنظيفه واطعام الحليب وتوفير المكان الدافئ له ولامه لينام برغد، ، بينما يتكفل الرجال باستقبال المشاية من الرجال واطعامهم وخدمتهم وايوائهم، لان الحاج" عبيد " نصب خيام عدة وواسعة لتقديم الخدمات مع البيوت، ونطعمهم من زادنا اليومي مثل التمر واللبن و"الروبة" والخبر، وننحر عدد من الخرفان ونطعم الزائرين، كما يتكفل الرجال بخدمة المعاقين والعجزة من كبار السن وتقديم خدمة المساج لهم وتوفير الاجواء الدافئة لهم".
انشطار المواكب
هذه الخدمة الحسينية الجليلة استقطبت الكثير من المشاية وصار كل من يمر منها يبلغ غيره بوجودها فزادت اعداد المارين على مواكب "آل عبس" ومعها توجب اضافة مواكب خدمة جديدة، فانشطر الموكب الواحد الى مواكب عدة تقول عنها ان" العدد الكبير من الزائرين جعلنا نشطر الموكب الواحد الى مواكب عدة، لزيادة الخدمة، واستمر هذا الطريق من الزمن الذي كان فيه الحاج" عبيد آل مطير" شابا يخدم الزوار الى يومنا هذا طريقا زراعيا ترابيا تقدم فيه الخدمات من الفلاحين وعائلاتهم للزائرين، وانا منذ ثماني سنوات اخدم الزائرين ولمست البركات الكبيرة والكثيرة على موكبي وخدمتي ومعيشتي واحوال اولادي جميعهم، وانا اعمل مع احفادي في الموكب في تقديم الخدمة، وتساعدني اثنان من زوجات ابنائي وبنتي وحفيدتي ويتكفلن باعداد الطعام والطبخ في البيوت ويزود الموكب به لتوزيعه، وانصب الموكب منذ الاول من شهر صفر الخير واخدم حتى الذين يأتون بمفردهم قبل اشتداد الحركة، وانهي عملي بعد مرور آخر زائر من هنا، واقدم في الافطار الصباحي شوربة العدس والخبر الحار، كما اقدم اكلة "البحت" ( وهي اكلة تصنع من الرز والحليب وتحديدا في مناطق الفرات الأوسط والجنوب وهي من الأكلات الشعبية القديمة التي تحضر في المناسبات والأعياد، وخاصة في عيد الفطر)، وكذلك اقدم الجبن والخبز الحار والكعك والحليب، وفي الغداء اقدم الدجاج والتمن والمرق والسمك وما استطيع تقديمه للزوار حسب امكانيتي، وفي الليل نبقى لغاية الساعة التاسعة ليلا، لننتقل الى خدمة الزائرين الذين يبيتون في بيوتنا".
تمويل الموكب
هذه السيدة البسيطة ومحدودة الدخل تقدم كل ما عندها لاطعام الزوار وتقول عن تمويل موكبها وخدمتها ان" راتب الرعاية الاجتماعية الذي اتسلمه مقداره (120) الف دينار، واضع شهريا في خزانة معدنية" قوطية" مبلغ خمس الاف دينار للموكب، وتساعدني زوجات ابنائي ويتبرعن بمبالغ للموكب واولادي ايضا يساهمون معي، فنجمع مبلغ قليل لكنه كبير ببركات سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ويوميا اقف امام صورة الحاج "عبيد آل مطر" الذي يعود له الفضل في نصب اول موكب في المنطقة وتعليمنا خدمة الزائرين واناشد الحسين (عليه السلام) قائلة" عظم موكبك يا ابا عبد الله ولا تخليه خالي"، وما زلنا ببركات الحسين (عليه السلام) نخدم وتزداد خدمتنا، واصبح لنا معارف واصدقاء يأتون كل عام لزيارتنا والاستفادة من خدماتنا، بعد ان اصبحنا عشرات المواكب ونخدم الاف الزوار".


​وكالة اهل البيت للانباء - ابنا

​

المصدر: منتدى محبي أهل البيت عليهم السلام - من قسم: منتدى القصص المعبرة

---

sd]m fsd'm jp;d rwm l,h;f hgtghpdk