معجبوامنتدى محبي أهل البيت على الفيسبوك
صفحتنا على الفيس بوك
عدد مرات النقر : 3,593
عدد  مرات الظهور : 136,736,016صفحتنا على الانستغرام
عدد مرات النقر : 5,492
عدد  مرات الظهور : 136,735,998صفحتنا على تويتر
عدد مرات النقر : 3,129
عدد  مرات الظهور : 136,735,997قناتنا على اليوتيوب
عدد مرات النقر : 3,070
عدد  مرات الظهور : 135,603,448
حصريا اصدارات محرم 1446بصيغة mp3
عدد مرات النقر : 801
عدد  مرات الظهور : 49,916,031



التحوّلات الرمزية والوجدانية في الوعي الإسلامي بعد عاشوراء

​ ​ مع كربلاء، لم يعد الحزن طارئًا على الروح، بل صار جوهرًا من هويتها. في محرم وصفر، يتشح الوجدان بالسواد، لا بمعناه اللوني، بل بوصفه

 
#1  
قديم 07-20-2025, 01:01 PM
نور الحسني.
مراقبة عامة
نور الحسني غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Sienna
 رقم العضوية : 1060
 تاريخ التسجيل : Sep 2022
 فترة الأقامة : 1122 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (07:22 AM)
 المشاركات : 1,651 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : نور الحسني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
افتراضي التحوّلات الرمزية والوجدانية في الوعي الإسلامي بعد عاشوراء








التحوّلات الرمزية والوجدانية الإسلامي عاشوراء 1752375767687321d776التحوّلات الرمزية والوجدانية الإسلامي عاشوراء wAAACH5BAEKAAAALAAAA

مع كربلاء، لم يعد الحزن طارئًا على الروح، بل صار جوهرًا من هويتها. في محرم وصفر، يتشح الوجدان بالسواد، لا بمعناه اللوني، بل بوصفه رمزًا للصراخ الصامت، وثوبًا من الولاء الصامت. إنه حزن لا يشيخ، لأنه متجدد بالحقيقة، لا بالتقليد. لبس السواد لم يكن تقليدًا موروثًا فحسب، بل…
تمهيد
ليست كربلاء مجرّد واقعة تاريخية دامية حُفرت في ذاكرة المسلمين، بل هي لحظة تأسيسية أطلقت شرارة تحوّلات عميقة في بنية الوعي الإسلامي، وفتحت للثقافة بابًا جديدًا تتداخل فيه المأساة مع الإبداع، والدمع مع الفن، والحدث مع الرمز.
لقد أنجبت كربلاء ثقافة حيّة، لا تزال تتجدّد في الشعائر، وتتجدّد في اللسان، وتتكرّر في الوجدان، وكأن الحسين عليه السلام لم يُقتل في سنة 61 للهجرة، بل يُولد كل عام في صوت شاعر، أو دمعة طفل، أو راية سوداء ترتفع على باب بيت صغير في قرية نائية.
أولاً: الحزن كهوية ثقافية لا كحالة شعورية
مع كربلاء، لم يعد الحزن طارئًا على الروح، بل صار جوهرًا من هويتها.
في محرم وصفر، يتشح الوجدان بالسواد، لا بمعناه اللوني، بل بوصفه رمزًا للصراخ الصامت، وثوبًا من الولاء الصامت.
إنه حزن لا يشيخ، لأنه متجدد بالحقيقة، لا بالتقليد.
لبس السواد لم يكن تقليدًا موروثًا فحسب، بل تعبيرًا عن انتماء وجودي لقضية تستحق أن يُحدّ عليها إلى الأبد.
ومواسم الحزن، من العاشر إلى الأربعين، أصبحت طقوسًا روحية تؤسس لما يمكن تسميته بـ”الزمن الحسيني”، تتبدّل فيه الأولويات، وتتقدس فيه الذكرى، وتعود القيم إلى مسرح الوعي.
ثانيًا: الأدب الحسيني… إعادة تشكيل اللسان والخيال
بعد كربلاء، تغيّر وجه الشعر العربي؛ فلم يعد الشعر زينة الملوك، ولا تمجيد الفاتحين، بل أصبح صوت المظلومين، ورسول الحزن، وراوي الجراح.
نشأت مدرسة شعرية حسينية، تُبكي ولا تُطرِب، تُلهب ولا تُزخرف، تعزف على أوتار القلب وتستدعي أقدس ما في الإنسان: ضميره.
وفي ثنايا القصائد، خُلقت لغة جديدة، مفرداتها: “الطف، العطش، المظلوم، السبط، السيدة، الرأس، السبي…”
مفردات لا تشرح الحدث، بل تُعيد خلقه.
أما أدب المقتل، فهو ملحمة لغوية تحوّلت إلى طقس يُتلى، وجسر بين الحدث والوجدان.
ففي رواية مقتل الرضيع، أو صهيل فرس الحسين، مصيبة علي الأكبر، أو فجيعة زينب، نسمع الدم وهو ينطق، لا القلم.
ثالثًا: المجلس الحسيني… منبر ثقافي جامع
المجلس الحسيني ليس مجرد نادٍ للبكاء، بل هو ملتقى جماعي تعاد فيه صياغة الوعي الشعبي والديني والأخلاقي.
فيه تُروى الحكاية من جديد، لكن لا كخبر، بل كقضية.
فيه يتعلّم الصغير أن يبكي لله، والكبير أن يحزن للحق، والعاقل أن يُعيد التفكير في معنى العدل والظلم.
إنها تجربة معرفية وجدانية، تندمج فيها الخطابة بالشعر، والرثاء بالتاريخ، والتأمل بالانفعال، فتنمو من خلاله شخصية المؤمن، لا على الورق، بل في الحياة.
رابعًا: الطقوس الشعبية… ذاكرة تمشي على الأرض
اللطميات، المواكب، التشابيه، زيارة الأربعين… ليست مظاهر خارجية، بل طقوس تعبيرية تؤسس لذاكرة جمعية، وتحفظ القضية من الموت بالنسيان.
اللطميات تحوّلت إلى “نشيد جماعي” يُردّد الجرح، ويعيد خلق الشعور المشترك.
رفع الرايات فوق البيوت صار إعلان ولاء صامتًا، لكنه أبلغ من كل بيان.
المشي إلى كربلاء تحوّل إلى سفر داخلي في الذات، رحلة من الترف إلى التقوى، من الروتين إلى التقديس، من الظل إلى النور.
خامسًا: تشكّل لغة وجدانية خاصة
بعد كربلاء، ولدت لغة جديدة في اللاوعي الجمعي:
لغة لا تُقرأ في القواميس، بل تُستنبط من المجالس، والمواكب، والدموع، والصمت حين تذكر عاشوراء.
في هذه اللغة، تُصبح المفردة شحنة عاطفية لا تُقال، بل تُستَشعَر.
وفيها يصبح الحديث عن “الرضيع” كافيًا لاستحضار عالم كامل من الوجع، والإيمان، واليقين.
اخيرا نقول:
لقد تحول الحسين… من دم إلى ثقافة، ومن مأساة إلى ذاكرة خالدة.
لقد خرج الحسين عليه السلام ليُعيد للحق روحه، لكنه أيضًا أعاد للثقافة الإسلامية قداستها.
جعل من الشعر صلاة، ومن البكاء قضية، ومن الحزن هوية، ومن الذكرى طقسًا لا يموت.
إن ثورته لم تُنهِ حكمًا فقط، بل أنشأت وجدانًا جديدًا، حُفرت فيه الكلمات بالسيوف، وتشكّلت الحروف من أنفاس الثكالى ودموع اليتامى.
كربلاء، إذًا، ليست ذكرى في كتاب، بل لغة حيّة، لا تتكلمها الشفاه، بل الأرواح.
السيد فاضل الموسوي الجابري





hgjp,~ghj hgvl.dm ,hg,[]hkdm td hg,ud hgYsghld fu] uha,vhx hgkud





رد مع اقتباس
 

جديد منتدى محرم وصفر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education